الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-10
في الممارسة الطبية اليومية أشاهد الكثير من المرضى الذين يعانون من الإمساك المزمن الذي يؤدي إلى مضاعفات مزعجة مثل الأمراض الشرجية أو شكاوى البطن. أنا الدكتور فراس الصفدي ويسرني أن أحدثكم في هذه المقالة عن علاج الإمساك المزمن بالشكل الأمثل.
يعتبر الإمساك من أشيع المشاكل الصحية التي نصادفها في الوقت الحالي. على الرغم من أن بعض حالات الإمساك تنتج عن أمراض معينة في الجسم أو مشاكل معينة في القولون، إلا أن معظم حالات الإمساك تنتج عن العادات الصحية والغذائية الخاطئة، مثل نقص تناول الألياف النباتية والسوائل ونقص الحركة. ويؤدي الإمساك المزمن غير المعالج إلى عدد من المضاعفات والمشاكل التي قد تستوجب أحياناً العلاج الجراحي. يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الإمساك وطريقة علاجه.
يعرف الإمساك بأنه حدوث صعوبة شديدة في إخراج البراز بسبب جفافه أو قساوته. ويستدعي ذلك الكبس بقوة عند التغوط مما قد يؤدي إلى الانزعاج أو الألم.
لقد كانت بعض المراجع القديمة تقول بأن الإمساك هو التغوط بأقل من 3 مرات في الأسبوع الواحد. ولكن هناك الكثير من الناس الذين يتغوطون بمعدل مرتين في الأسبوع فقط، ولكن التغوط يكون طرياً ومريحاً لديهم ولا يشعرون بأي انزعاج، وبالتالي لا يمكن أن نقول في هذه الحالة بأن المريض يعاني من الإمساك.
يحدث الإمساك حين يبقى البراز لفترة طويلة في القولون أو الأمعاء الغليظة. وخلال هذه الفترة تمتص الأمعاء كمية كبيرة من الماء من البراز فيصبح قاسياً وجافاً. ويؤدي ذلك إلى الألم والانزعاج عند التغوط.
هناك قائمة طويلة من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإمساك، ومن أشيعها أذكر ما يلي:
يعود ذلك إلى العادات الغذائية الخاطئة. نظراً لأن كمية الألياف النباتية في الغذاء العصري هي أقل بكثير مما يجب، فإن ذلك يؤدي إلى نقص كتلة البراز وبالتالي بطء عبوره في الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة امتصاص الماء منه وحدوث الإمساك.
الألياف النباتية هي مركبات سكرية معقدة تتواجد في الكثير من الأغذية وخاصة في الأغذية النباتية. والألياف النباتية هي التي تعطي الخضار والفواكه قوامها القاسي والمتماسك.
تعتبر الأمعاء عاجزة عن هضم وامتصاص الألياف النباتية نظراً لبنيتها الكيميائية المعقدة. ولذلك فإن هذه المواد تبقى داخل الأمعاء وتطرح مع البراز. وتقوم هذه الألياف بجذب الماء إليها مما يجعل البراز كبير الحجم وطرياً، وبالتالي فإن وجودها في البراز بكميات كافية يقي من حدوث الإمساك ويجعل التغوط مريحاً.
نعم. في كثير من الأحيان يؤجل الإنسان القيام بعملية التغوط، إما بسبب انشغاله الشديد أو لعدم رغبته باستعمال المرحاض خارج المنزل. حين يشعر الإنسان بالتغوط فيجب أن لا يعاكس هذه الرغبة نظراً لأنه سيعرض نفسه لحدوث الإمساك. تؤدي معاكسة الرغبة بالتغوط إلى إيقاف الشعور بالحاجة للتغوط وبالتالي بقاء البراز لفترة طويلة في القولون مما يسمح بامتصاص الماء منه. وهكذا يصبح البراز قاسياً ويحدث الإمساك.
نعم. يؤدي نقص الفعالية الجسدية والحركة إلى الإمساك، والذي يفسر شيوع الإمساك بعد عمر 65 سنة. كما يعتبر الإمساك شائع الحدوث عند الاستلقاء لفترة طويلة في السرير بعد الكسور أو العمليات الجراحية. ولكنه نادر الحدوث لدى الرياضيين وكثيري الحركة.
في هذه الحالة قد يكون الإمساك ناتجاً عن مشكلة مرضية معينة، وينصح عندها بمراجعة طبيب باطنية اختصاصي بأمراض الجهاز الهضمي لإجراء الفحوص اللازمة وتحديد سبب الإمساك لديكم.
زيادة الألياف النباتية في الطعام بحيث تشكل جزءاً كبيراً من الغذاء الذي يتناوله الإنسان، وتخفيف المواد الغذائية التي يمكن أن تؤدي إلى الإمساك.
تتواجد الألياف النباتية في النباتات بشكل رئيسي كما تشير التسمية، والتي تشمل الفواكه والخضار والبقول والحبوب. وبالطبع فإن بعض النباتات قد تكون أغنى من غيرها بالألياف النباتية.
إن الأطعمة أدناه هي ذات محتوى منخفض للغاية من الألياف النباتية والإكثار منها على حساب الأغذية الغنية بالألياف يؤهب لحدوث الإمساك. هذا لا يعني أن على المريض الذي يعاني من الإمساك تجنب هذه المأكولات، ولكن حين يتناولها فيتوجب عليه أن يأكل معها كمية كافية من الخضار والفواكه بحيث يحقق التوازن الغذائي المطلوب:
تذكر أن جميع المواد النباتية تقريباً غنية بالألياف النباتية. ولكن القائمة التالية من المواد تمتلك فعالية كبيرة مضادة للإمساك، ويشكل الإكثار منها معالجة فعالة للغاية ضد الإمساك:
نعم. يفيد تناول العسل مع الخبز الكامل (الخبز الأسمر) على الإفطار في تحسين الإمساك بشكل كبير، كما يمكن شرب كأس من الشاي الأخضر (وهو بحد ذاته مفيد في معالجة الإمساك) مع التحلية بالعسل عوضاً عن السكر.
تتوفر في الأسواق الكثير من المستحضرات التجارية التي تحتوي على الألياف النباتية. ولكن فعاليتها على المدى الطويل أقل من فعالية الألياف النباتية الطبيعية. ويجب ألا تحل هذه المستحضرات محل الألياف النباتية الطبيعية، وذلك لأن الأغذية التي تحتوي على الألياف النباتية تكون غنية بالفيتامينات والعناصر المغذية الأخرى، والتي تقي أيضاً من الكثير من الأمراض الأخرى في الجسم.
صحيح أن المشروبات المحتوية على الكافئين (مثل القهوة، الشاي الأحمر، والكولا) تحسن من حركة القولون، وبالتالي تساعد على تحسين الإمساك. إلا أن هذه المشروبات تؤدي أيضاً إلى زيادة الإدرار البولي وبالتالي نقص السوائل في الجسم. وبذلك يحتاج الجسم إلى امتصاص كمية أكبر من السوائل من القولون لتعويض هذا النقص. وبذلك فإن أن هذه المشروبات قد تزيد في الواقع من شدة الإمساك لدى بعض المرضى.
نعم ولكن بشرط:
عند تناول الملينات لفترة طويلة فقد يتعود الجسم عليها ولا يحدث التغوط إلا مع تناولها. وكثير من المرضى حدث لديهم تعود على هذه الأدوية بحيث يتناولونها يومياً منذ عدة سنوات ولا يستطيعون الحياة بدونها. ولذلك فإن تعديل الحمية الغذائية والإكثار من الألياف النباتية يشكل الحل الناجح والأمثل لمعالجة الإمساك في جميع الحالات تقريباً. أما الملينات فهي لا تعطى إلا في بعض الحالات المرضية الخاصة بحيث تخضع لإشراف الطبيب.