1. الرئيسية
  2. أساسيات الجراحة
  3. علاج الإمساك المزمن

علاج الإمساك المزمن

الكاتب: د. فراس الصفدي   -   آخر تعديل: 2019-12-10

في الممارسة الطبية اليومية أشاهد الكثير من المرضى الذين يعانون من الإمساك المزمن الذي يؤدي إلى مضاعفات مزعجة مثل الأمراض الشرجية أو شكاوى البطن. أنا الدكتور فراس الصفدي ويسرني أن أحدثكم في هذه المقالة عن علاج الإمساك المزمن بالشكل الأمثل.

علاج الامساك المزمن
إن مفتاح علاج الإمساك المزمن والقضاء عليه تماماً هو المواظبة على تناول الأغذية الغنية بالألياف النباتية بشكل دائم، بالإضافة إلى اتباع بعض العادات الغذائية والجسدية التي تساعد على تنظيم حركة الأمعاء.
Image credit: licensed for Doctor-Firas.com from freepik ©

يعتبر الإمساك من أشيع المشاكل الصحية التي نصادفها في الوقت الحالي. على الرغم من أن بعض حالات الإمساك تنتج عن أمراض معينة في الجسم أو مشاكل معينة في القولون، إلا أن معظم حالات الإمساك تنتج عن العادات الصحية والغذائية الخاطئة، مثل نقص تناول الألياف النباتية والسوائل ونقص الحركة. ويؤدي الإمساك المزمن غير المعالج إلى عدد من المضاعفات والمشاكل التي قد تستوجب أحياناً العلاج الجراحي. يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الإمساك وطريقة علاجه.

ما هو الإمساك

ماذا يعني الإمساك؟

يعرف الإمساك بأنه حدوث صعوبة شديدة في إخراج البراز بسبب جفافه أو قساوته. ويستدعي ذلك الكبس بقوة عند التغوط مما قد يؤدي إلى الانزعاج أو الألم.

ما هو عدد مرات التغوط الطبيعي لدى الإنسان؟

لقد كانت بعض المراجع القديمة تقول بأن الإمساك هو التغوط بأقل من 3 مرات في الأسبوع الواحد. ولكن هناك الكثير من الناس الذين يتغوطون بمعدل مرتين في الأسبوع فقط، ولكن التغوط يكون طرياً ومريحاً لديهم ولا يشعرون بأي انزعاج، وبالتالي لا يمكن أن نقول في هذه الحالة بأن المريض يعاني من الإمساك.

أسباب الإمساك ومضاعفاته

كيف يحدث الإمساك؟

يحدث الإمساك حين يبقى البراز لفترة طويلة في القولون أو الأمعاء الغليظة. وخلال هذه الفترة تمتص الأمعاء كمية كبيرة من الماء من البراز فيصبح قاسياً وجافاً. ويؤدي ذلك إلى الألم والانزعاج عند التغوط.

ما هي أسباب حدوث الإمساك؟

هناك قائمة طويلة من الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى الإمساك، ومن أشيعها أذكر ما يلي:

  1. الإمساك المزمن: وينتج عن العادات الغذائية الخاطئة ونقص الفعالية الجسدية والمماطلة في التغوط.
  2. الحمل: يعتبر الإمساك شائعاً للغاية خلال الحمل ويجب معالجته بالشكل المناسب للوقاية من مضاعفاته.
  3. أمراض القولون: مثل القولون العصبي وتطاول القولون السيني وأورام القولون.
  4. الأمراض العامة: مثل الداء السكري واضطرابات وظيفة الغدة الدرقية.
  5. الإمساك الدوائي: تؤدي بعض الأدوية إلى بطء حركات الأمعاء وحدوث الإمساك.

ما هو سبب الإمساك المزمن ولماذا أصبح شائعاً جداً في هذا العصر؟

يعود ذلك إلى العادات الغذائية الخاطئة. نظراً لأن كمية الألياف النباتية في الغذاء العصري هي أقل بكثير مما يجب، فإن ذلك يؤدي إلى نقص كتلة البراز وبالتالي بطء عبوره في الأمعاء، مما يؤدي إلى زيادة امتصاص الماء منه وحدوث الإمساك.

ما هي الألياف النباتية؟

الألياف النباتية هي مركبات سكرية معقدة تتواجد في الكثير من الأغذية وخاصة في الأغذية النباتية. والألياف النباتية هي التي تعطي الخضار والفواكه قوامها القاسي والمتماسك.

لماذا تمنع هذه المواد من حدوث الإمساك؟

تعتبر الأمعاء عاجزة عن هضم وامتصاص الألياف النباتية نظراً لبنيتها الكيميائية المعقدة. ولذلك فإن هذه المواد تبقى داخل الأمعاء وتطرح مع البراز. وتقوم هذه الألياف بجذب الماء إليها مما يجعل البراز كبير الحجم وطرياً، وبالتالي فإن وجودها في البراز بكميات كافية يقي من حدوث الإمساك ويجعل التغوط مريحاً.

هل تؤدي المماطلة في التغوط إلى حدوث الإمساك؟

نعم. في كثير من الأحيان يؤجل الإنسان القيام بعملية التغوط، إما بسبب انشغاله الشديد أو لعدم رغبته باستعمال المرحاض خارج المنزل. حين يشعر الإنسان بالتغوط فيجب أن لا يعاكس هذه الرغبة نظراً لأنه سيعرض نفسه لحدوث الإمساك. تؤدي معاكسة الرغبة بالتغوط إلى إيقاف الشعور بالحاجة للتغوط وبالتالي بقاء البراز لفترة طويلة في القولون مما يسمح بامتصاص الماء منه. وهكذا يصبح البراز قاسياً ويحدث الإمساك.

هل هناك علاقة بين الفعالية الجسدية وبين الإمساك؟

نعم. يؤدي نقص الفعالية الجسدية والحركة إلى الإمساك، والذي يفسر شيوع الإمساك بعد عمر 65 سنة. كما يعتبر الإمساك شائع الحدوث عند الاستلقاء لفترة طويلة في السرير بعد الكسور أو العمليات الجراحية. ولكنه نادر الحدوث لدى الرياضيين وكثيري الحركة.

أتناول الكثير من الأغذية النباتية ورغم ذلك أعاني من الإمساك الشديد. ما الذي يجب أن أفعله؟

في هذه الحالة قد يكون الإمساك ناتجاً عن مشكلة مرضية معينة، وينصح عندها بمراجعة طبيب باطنية اختصاصي بأمراض الجهاز الهضمي لإجراء الفحوص اللازمة وتحديد سبب الإمساك لديكم.

ما هي مضاعفات الإمساك؟

  1. الفتوق البطنية: يؤهب الكبس الشديد عند التبرز لحدوث ضعف في عضلات البطن وبالتالي تشكل الفتوق مثل الفتق الإربي والفتق السري.
  2. مشاكل القولون: تحدث بسبب بقاء البراز في القولون لمدة طويلة وتشمل تفاقم الإمساك، تطاول القولون، انفتال القولون السيني، داء الرتوج، سرطان القولون.
  3. المشاكل الشرجية: تحدث بسبب صعوبة خروج البراز عبر فتحة الشرج وتشمل البواسير الشرجية، هبوط المستقيم، الشق الشرجي، الخراج حول الشرج، النواسير الشرجية.

علاج الإمساك المزمن

ما هي الخطوة الأهم في معالجة الإمساك؟

زيادة الألياف النباتية في الطعام بحيث تشكل جزءاً كبيراً من الغذاء الذي يتناوله الإنسان، وتخفيف المواد الغذائية التي يمكن أن تؤدي إلى الإمساك.

ما هي الأغذية الغنية بالألياف النباتية؟

تتواجد الألياف النباتية في النباتات بشكل رئيسي كما تشير التسمية، والتي تشمل الفواكه والخضار والبقول والحبوب. وبالطبع فإن بعض النباتات قد تكون أغنى من غيرها بالألياف النباتية.

ما هي الأطعمة التي لا تحتوي على الألياف النباتية؟

إن الأطعمة أدناه هي ذات محتوى منخفض للغاية من الألياف النباتية والإكثار منها على حساب الأغذية الغنية بالألياف يؤهب لحدوث الإمساك. هذا لا يعني أن على المريض الذي يعاني من الإمساك تجنب هذه المأكولات، ولكن حين يتناولها فيتوجب عليه أن يأكل معها كمية كافية من الخضار والفواكه بحيث يحقق التوازن الغذائي المطلوب:

  1. اللحوم بأنواعها: اللحم الأحمر، الدجاج، السمك.
  2. الحليب ومشتقاته: الجبن، الزبدة، الآيس كريم.
  3. المأكولات الدسمة: البيض، الحلويات، الشيبس.

ما هي أغنى النباتات بالألياف النباتية؟

تذكر أن جميع المواد النباتية تقريباً غنية بالألياف النباتية. ولكن القائمة التالية من المواد تمتلك فعالية كبيرة مضادة للإمساك، ويشكل الإكثار منها معالجة فعالة للغاية ضد الإمساك:

  1. الفواكه (سواءً طازجة أم مجففة): التمر، المشمش، الدراق، الإجاص، الخوخ، التين، الأناناس.
  2. الخضار: الجزر، الملفوف، الهليون، القنبيط، القرع.
  3. البقوليات: العدس، البازلاء، الفاصولياء، الفول.
  4. الورقيات: السبانخ، الملوخية.
  5. الحبوب: الخبز الكامل (المخبوز من القمح غير المقشور)، الأرز الأسمر، الشوفان.

هل يفيد العسل في معالجة الإمساك؟

نعم. يفيد تناول العسل مع الخبز الكامل (الخبز الأسمر) على الإفطار في تحسين الإمساك بشكل كبير، كما يمكن شرب كأس من الشاي الأخضر (وهو بحد ذاته مفيد في معالجة الإمساك) مع التحلية بالعسل عوضاً عن السكر.

هل هناك دور لمستحضرات الألياف النباتية في معالجة الإمساك؟

تتوفر في الأسواق الكثير من المستحضرات التجارية التي تحتوي على الألياف النباتية. ولكن فعاليتها على المدى الطويل أقل من فعالية الألياف النباتية الطبيعية. ويجب ألا تحل هذه المستحضرات محل الألياف النباتية الطبيعية، وذلك لأن الأغذية التي تحتوي على الألياف النباتية تكون غنية بالفيتامينات والعناصر المغذية الأخرى، والتي تقي أيضاً من الكثير من الأمراض الأخرى في الجسم.

هل تفيد القهوة والشاي في معالجة الإمساك؟

صحيح أن المشروبات المحتوية على الكافئين (مثل القهوة، الشاي الأحمر، والكولا) تحسن من حركة القولون، وبالتالي تساعد على تحسين الإمساك. إلا أن هذه المشروبات تؤدي أيضاً إلى زيادة الإدرار البولي وبالتالي نقص السوائل في الجسم. وبذلك يحتاج الجسم إلى امتصاص كمية أكبر من السوائل من القولون لتعويض هذا النقص. وبذلك فإن أن هذه المشروبات قد تزيد في الواقع من شدة الإمساك لدى بعض المرضى.

ما هي العادات الغذائية الصحيحة التي تساعد على معالجة الإمساك؟

  1. تناول وجبة كبيرة في الصباح بشكل دائم: يساعد ذلك على تنظيم حركة الأمعاء وتحريضها على الحركة.
  2. تناول الوجبات في أوقات منتظمة: يساعد ذلك على إعادة تدريب الأمعاء على نموذج معين من الحركة.
  3. زيادة كمية السوائل: يجب ألا يقل الوارد اليومي من السوائل عن 2 ليتر بالإضافة إلى الإكثار من العصير والشوربات بأنواعها.

هل هناك دور للملينات في معالجة الإمساك؟

نعم ولكن بشرط:

  • أن توصف حصراً من قبل الطبيب.
  • أن لا تؤخذ لأكثر من أسبوعين.
  • أن تترافق مع حمية غذائية جيدة.

لماذا يجب ألا تؤخذ الملينات لأكثر من أسبوعين؟

عند تناول الملينات لفترة طويلة فقد يتعود الجسم عليها ولا يحدث التغوط إلا مع تناولها. وكثير من المرضى حدث لديهم تعود على هذه الأدوية بحيث يتناولونها يومياً منذ عدة سنوات ولا يستطيعون الحياة بدونها. ولذلك فإن تعديل الحمية الغذائية والإكثار من الألياف النباتية يشكل الحل الناجح والأمثل لمعالجة الإمساك في جميع الحالات تقريباً. أما الملينات فهي لا تعطى إلا في بعض الحالات المرضية الخاصة بحيث تخضع لإشراف الطبيب.

د. فراس الصفدي
اسمي فراس الصفدي وأنا طبيب سوري متخصص بالجراحة العامة والبطنية والتنظيرية وأعمل حالياً في ألمانيا. أشرف على هذا الموقع الإلكتروني منذ عام 2010 وأهتم بنشر المعلومات الطبية الموثقة والحديثة في مجال تخصصي. يمكنك قراءة المزيد عني في سيرتي الذاتية.

لا تنسى الاطلاع على جميع مقالات أساسيات الجراحة!