الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-10
أنا الدكتور فراس الصفدي أرحب بك في موقعي الإلكتروني ويسرني أن أحدثك في هذه المقالة عن النقاهة بعد العملية الجراحية من خلال خبرتي اليومية في التعامل مع المرضى بعد العمليات. تجد في نهاية المقالة جدولاً مفصلاً بفترات النقاهة التي ينصح بها بعد كل واحدة من العمليات الجراحية الشائعة. كما تحتوي المقالة على نصائح هامة جداً بعد العمليات. تابع القراءة!
مرت العملية على خير وأنت الآن في المنزل؟ تهانينا الحارة! ما الذي يتوجب فعله الآن وكيف ستعود إلى حياتك الطبيعية؟ في الواقع تعتبر هذه الفترة هامة للغاية مثلها مثل الفترة التي قضيتها في المستشفى، ذلك أنها قد تؤثر على الشفاء وعلى نجاح العملية. وإن ما ستفعله في هذه الفترة مرتبط بشكل كبير بتعليمات الجراح التي يجب حتماً أن تحصل عليها قبل خروجك من المستشفى.
ينصح معظم المرضى بتناول المسكنات بشكل منتظم خلال الأيام الأولى من الخروج من المستشفى بعد العمليات الجراحية. وفي معظم الحالات لا تكون المضادات الحيوية ضرورية ولا داعي لتناولها. ويسمح إجمالاً بتناول جميع الأطعمة بعد العمليات، ويفضل تجنب الأطعمة الثقيلة والوجبات الكبيرة نظراً لحساسية المعدة والجهاز الهضمي خلال هذه الفترة. كما يجب الإكثار من السوائل والمواد الغذائية المفيدة المحتوية على البروتينات والفيتامينات.
بعد كشف الجرح يمكن عادة الاستحمام بعد العملية بدون مشاكل. إذا كانت هناك خيوط خارجية فإن الطبيب سيحدد الوقت المناسب لسحبها حين تسمح حالة الجرح بذلك. ويفضل في الأيام الأولى بعد العملية البقاء في المنزل والراحة والحصول على قدر كاف من النوم، ويشجع على الحركة والمشي داخل المنزل مع تجنب الاستلقاء المستمر. تختلف فترة النقاهة بشكل كبير حسب حالة كل مريض وحسب المهنة. وقد تتراوح من بضعة أيام في العمليات الصغيرة إلى عدة أشهر في العمليات الكبيرة. عند استعادة الفعالية الطبيعية يمكن للمريض استئناف النشاطات الجسدية الأخرى مثل الرياضة والجماع.
يعتبر التعب بعد العمليات الجراحية من المشاكل الشائعة. وهو ينتج عن الإرهاق الذي يتعرض له الجسم قبل وأثناء وبعد العملية. وقد يبقى التعب لفترة تتراوح من بضعة أيام إلى بضعة أسابيع. وفي الحالات الشديدة يتوجب استبعاد وجود مشاكل ناتجة عن العملية أو أمراض أخرى غير مشخصة ظهرت أو تفاقمت بعد العملية الجراحية. ويتم التعامل مع هذه المشكلة من خلال التغذية الجيدة والنوم الكافي بالإضافة إلى تحسين الفعالية الجسدية وممارسة الرياضة.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول فترة النقاهة بعد العمليات الجراحية. أنوه إلى أن الكثير من الأمور المذكورة في هذه المقالة يتوجب الاستفسار عنها مباشرة من الجراح الذي قام بإجراء العملية بشكل مباشر نظراً لاختلافها من حالة لأخرى.
نعم. تعتبر المسكنات بعد العمليات الجراحية هامة للغاية، وعليك أن تطلب من طبيبك إعطاءك وصفة من المسكنات الجيدة. ولا تقتصر الغاية من المسكنات على تخفيف معاناة المريض، وإنما يمتلك تسكين الألم أيضاً فوائد أخرى في المريض الجراحي، حيث يعزز من الشفاء ويسرعه ويخفف من الاختلاطات. ولذلك فإن عليك أن تلتزم بالمسكنات التي يصفها لك الطبيب حتى لو لم تكن تشكو من ألم شديد. يمكنك العثور على معلومات مفصلة حول هذا الموضوع في مقالة المعالجة بمسكنات الألم في هذا الموقع.
لا. تشير الدراسات الحديثة إلى أن المضاد الحيوي لا يمتلك أي فائدة بعد العمليات الجراحية في معظم الحالات. إن الوقاية من حدوث الالتهاب في الجرح أو في مكان العملية تعتمد بشكل رئيسي على تعقيم مكان العملية بشكل جيد واستخدام أدوات معقمة وليس على المضادات الحيوية. وعند الحاجة يتم إعطاء جرعة من المضاد الحيوي في غرفة العمليات قبل البدء بالعملية مباشرة
فيما عدا ذلك في معظم العمليات لا توجد أي حاجة لإعطاء المضادات الحيوية بعد العملية. ومعظم الجراحين في الوقت الراهن لا يقومون بإعطاء أي مضاد حيوي بعد العملية، وهذه الممارسة صحيحة تماماً. وفي النهاية عليك دائماً أن تلتزم بتعليمات الطبيب المعالج وألا تتناول أي دواء بشكل عشوائي دون إشراف طبي.
حين يتم تخريج المريض إلى المنزل يسمح له في معظم الأحيان بتناول الطعام بشكل طبيعي. ولكن يفضل خلال الأيام الأولى بعد العمليات التي تجرى تحت التخدير الكامل تجنب الأطعمة الثقيلة على المعدة مثل المأكولات المقلية أو الدسمة. كما يفضل عدم تناول كمية كبيرة من الطعام دفعة واحدة وإنما تناول وجبات متعددة وصغيرة، وذلك لأن المعدة تكون حساسة بعض الشيء بسبب العملية والتخدير والأدوية، مما قد يؤدي إلى عسرة الهضم في حال تناول وجبات كبيرة.
يفضل بعد أي عملية جراحية الإكثار من الأطعمة الصحية والمغذية، نظراً لأن الجسم يحتاج إلى هذه المواد لتعويض ما فقده الجسم خلال فترة الجراحة الصعبة وترميم الأنسجة التي تخربت وتمزقت أثناء العملية. وتشمل المواد الغذائية الأفضل بعد العمليات الجراحية كلاً مما يلي:
في معظم العمليات الجراحية لا حاجة لحمية معينة بعد العملية باستثناء الالتزام بالنصائح المذكورة أعلاه. ولكن في العمليات التي تجرى على البطن قد يحتاج المريض إلى إجراء تعديل بسيط في النظام الغذائي. على سبيل المثال ينصح المرضى باتباع الحمية الغذائية بعد عملية استئصال المرارة. وينبغي دائماً سؤال الجراح عن هذه الأمور بشكل مفصل قبل الخروج من المستشفى.
إذا كان المريض قادراً على تناول الغذاء الطبيعي بكمية كافية، فإن الفيتامينات الطبيعية الموجودة في الطعام هي أفضل من جميع المستحضرات الصناعية. وبالتالي لا يوجد أي حاجة لتناول الفيتامينات المكملة في معظم الحالات. ولكن يؤخذ إعطاء الفيتامينات بعين الاعتبار في حالات خاصة، مثلاً:
عموماً يمكن الاستحمام بعد العملية الجراحية بمجرد كشف الجرح، وحين يكشف الطبيب جرح العملية فهذا يعني أنه قد تشكلت طبقة عازلة تمنع دخول الماء إلى داخل الشق الجراحي، وبالتالي يسمح عندها بالاستحمام بدون مشاكل. وإن التوقيت الدقيق للاستحمام هو من الأمور التي يتوجب دائماً سؤال الطبيب عنها، فهي تختلف من عملية لأخرى ومن مريض لآخر، كما تختلف حسب الطريقة المستخدمة في خياطة الجرح.
طالما كان الجرح مغطى بالشاش واللاصق فيمنع وصول الماء إليه. ويمكن في هذه الحالات استعمال ضمادات لاصقة كتيمة توضع فوق الضماد الأساسي بحيث يمكن الاستحمام بدون أن يتبلل الشاش أو أن يصل الماء إلى الجرح. ولا مشكلة من الاستحمام بشكل عام طالما تمت حماية الجرح من الماء.
بعد رفع الضماد عن الجرح وتركه مكشوفاً من قبل الطبيب فيمكن عادة الاستحمام حتى ولو كانت القطب لا تزال موجودة. ولا يمنع وجود الخيوط عادة من الاستحمام. وبشكل عام عليك دائماً أن تتأكد من هذه الأمور من قبل الطبيب.
نعم. يفضل دائماً تواجد شخص آخر في المنزل، على الأقل في اليوم الأول بعد الخروج إلى المنزل. وحتى لو كنت قادراً على خدمة نفسك، إلا أن عليك أن تتذكر أنك قد تعاني من أي مشكلة بسبب العملية بشكل مفاجئ ودون سابق إنذار، مثل الألم أو الإقياء أو الدوار أو حتى النزف. وفي هذه الحالة يجب أن يكون هناك شخص مستعد لمساعدتك في حال حدوث أي مشكلة إسعافية.
تختلف الإجابة على هذا السؤال بشكل كبير حسب نوع العملية الجراحية وحسب حالتك عند الخروج من المستشفى. ويفضل عادة أن تبقى في المنزل لمدة يومين على الأقل بعد الخروج من المستشفى، وذلك كي تنال قسطاً كافياً من الراحة ويستعيد الجسم قوته الطبيعية. وخلال هذه الفترة قد تشعر بالتعب السريع بعد أي مجهود تبذله نظراً لأن الجسم لم يتعافى بعد فترة الجراحة المرهقة للجسم. ولذلك ينصح بتجنب السهر والنوم لساعات كافية.
تعتبر الحركة مهمة جداً بعد العملية، نظراً لأنها تساعد الجسم على استعادة نشاطه الطبيعي، وتقي من حدوث الكثير من المشاكل والمضاعفات، مثل الجلطات الدموية والمضاعفات الرئوية. أما الاستلقاء الدائم فهو يؤدي إلى استمرار الشعور بالتعب والخمول والإرهاق وتأخر عودة الفعالية الطبيعية. وكقاعدة عامة يجب دائماً الإكثار من الحركة والنشاط بعد الخروج من المستشفى ما لم يذكر الطبيب عكس ذلك.
إذا كنت من الرياضيين فيجب أن تناقش موضوع استئناف ممارسة الرياضة مع الجراح، لأن توقيت العودة إلى الممارسة يختلف حسب نوع الرياضة التي تمارسها وحسب نوع العملية الجراحية التي خضعت لها.
فعلى سبيل المثال إذا كنت تمارس المشي أو الركض فبإمكانك العودة إلى ممارسة الرياضة بعد أسبوع واحد من عملية استئصال الغدة الدرقية وبعد حوالي شهر واحد من عملية الفتق الإربي. أما إذا كنت تمارس الألعاب الرياضية العنيفة (مثل تمارين بناء الأجسام أو كرة القدم) فقد لا تستطيع العودة للرياضة قبل شهرين من ذلك، وربما ثلاثة أشهر بعد العمليات الكبرى مثل فتح البطن.
بغض النظر عن العملية التي قمت بإجرائها، فإن السباحة تترافق مع خطورة خاصة، ألا وهي تعرض الجرح لماء بركة السباحة الذي قد يحتوي على جراثيم خاصة. ولذلك يوصى بتجنب السباحة لمدة شهر على أقل تقدير بعد العملية حماية للجرح ولمكان العملية من الالتهابات. فضلاً عن ذلك فإن بعض العمليات (مثل فتح البطن) قد تستوجب تجنب السباحة لفترات أطول من ذلك قد تصل حتى شهرين، نظراً لأن بذل أي مجهود جسدي عنيف يمكن أن يهدد سلامة الجرح البطني الكبير ويؤدي إلى حدوث الفتوق البطنية.
في الواقع يجب سؤال الطبيب عن ذلك لأن هذه الفترة ليست ثابتة، وتختلف حسب نوع العملية الجراحية وحالة المريض. وبشكل عام يجب أن يتم الجماع بهدوء مع الانتباه إلى عدم الشد على جرح العملية. وفي حال حدوث الألم المزعج في منطقة الجرح أثناء الجماع فيفضل تأخير الموضوع حتى تحسن حالة الجرح. ولا مانع من اتخاذ أي وضعية مريحة تخفف الشد أو الضغط المطبق على منطقة الجرح. وفيما يلي بعض القواعد العامة حول الفترة المناسبة لاستئناف الجماع:
ترتبط الإجابة على هذا السؤال بالكثير من العوامل التي تختلف من مريض لآخر، والجراح هو أفضل من يجيبك على هذا السؤال. إذا كان عملك مكتبياً وكانت العملية صغيرة فقد تكون قادراً على العودة إلى العمل خلال أقل من أسبوع واحد. أما إذا كان عملك مجهداً وخضعت لعملية كبيرة فقد تحتاج إلى نقاهة لمدة تصل إلى شهرين أو حتى أكثر. ولذلك فإن عليك دائماً أن تسأل الجراح حول ذلك. وتشمل العوامل التي تلعب دوراً في ذلك:
طبعاً. في معظم الأحيان يتم بعد العملية مباشرة تحديد فترة نقاهة معينة على أن يتم إعادة تقييم المريض قبل انتهاء فترة النقاهة. بعد ذلك إذا كان المريض لا يزال يعاني من أعراض تمنعه من العودة إلى العمل فإن الطبيب المشرف على العلاج سيقوم بتمديد فترة النقاهة لمدة إضافية حسب ما يستدعي الوضع.
يمكن تقدير فترة النقاهة بعد العمليات الجراحية الشائعة بشكل وسطي على النحو التالي:
عمليات الرقبة | |
---|---|
استئصال عقدة لمفاوية من الرقبة | 7-3 أيام |
استئصال الغدة الدرقية | 8-2 أسابيع |
عمليات البطن | |
استئصال الزائدة الدودية أو استئصال المرارة بالمنظار | 14-7 يوماً |
استئصال الزائدة التقليدي عبر شق جراحي | 4-2 أسابيع |
استئصال المرارة التقليدي عبر شق جراحي | 6-4 أسابيع |
عمليات فتح البطن الكبيرة | 3-2 أشهر |
عملية الفتق الإربي والسري | 6-1 أسابيع |
عمليات الشرج | |
الناسور العصعصي | 6-2 أسابيع |
الشق الشرجي | 7-4 أيام |
النواسير والبواسير | 6-2 أسابيع |
العمليات النسائية | |
استئصال كتلة من الثدي | 7-3 أيام |
استئصال الثدي | 8-4 أسابيع |
تجريف الرحم | 5-2 أيام |
استئصال أكياس المبيض بالمنظار | 14-7 يوماً |
العملية القيصرية | 6-4 أسابيع |
عمليات أخرى | |
عمليات الصدر والرئة | 3-1 أشهر |
عمليات الكلية | 6-4 أسابيع |
عمليات العمود الفقري | 6-3 أشهر |
عمليات القلب المفتوح | 8-6 أسابيع |
عمليات منظار الركبة | 4-2 أسابيع |
عمليات تبديل المفاصل | 6-3 أشهر |
بالتأكيد لا، حيث تتفاوت فترة النقاهة بشكل كبير من مريض لآخر حتى بعد نفس العملية الجراحية بسبب الكثير من العوامل والظروف. انظر على سبيل المثال كيف تتغير فترة النقاهة بعد عملية استئصال المرارة بالمنظار في الحالات التالية:
إن العملية الجراحية مهما كانت صغيرة قد تشكل مرحلة صعبة بالنسبة للجسم، حيث يتعرض الجسم خلالها لمواد التخدير جرعات عالية، كما يتعرض للكثير من الأدوية أثناء وبعد العملية، ويعاني الجسم من أذية الأنسجة والنزف الدموي، ويحتاج الجسم إلى طاقة كبيرة لتجديد الأنسجة واستعادة المناعة الطبيعية. كل ذلك يستهلك طاقة الجسم بشكل يتناسب طرداً مع حجم العملية الجراحية التي تم إجراؤها.
يختلف ذلك بشكل كبير جداً من مريض لآخر حسب عمر المريض وحالته الصحية العامة قبل العملية ونوع العملية التي تم إجراؤها وفترة الإقامة في المستشفى والعلاجات التي تم تقديمها.
مثلاً في العمليات الكبيرة مثل استئصال أورام المعدة فإن الشعور بالإرهاق قد يستمر لشهرين أو أكثر بعد العملية. أما في العمليات الصغيرة التي تجرى تحت التخدير الكامل مثل استئصال كتلة من الثدي فإن التعب يزول بشكل كامل وتعود الفعالية الجسدية إلى طبيعتها خلال يومين إلى ثلاثة أيام بعد العملية.
على الرغم من ذلك يمكن لعملية بسيطة لدى مريض كبير في السن ويعاني من نقص في التغذية أن تؤدي إلى الإرهاق ونقص الفعالية لعدة أسابيع بعد العملية. ولذلك لا يمكن التنبؤ بهذه الأمور لأنها تختلف بشكل كبير من حالة لأخرى.
في الحالات الشديدة من الإرهاق والتعب بعد العمليات الجراحية ينبغي دائماً التأكد من عدم وجود سبب مسؤول عن هذه المشكلة. ويتم ذلك من خلال ثلاث خطوات:
إذا لم تظهر الفحوص المذكورة أعلاه أي مبرر واضح لهذا الضعف، فهذا يعني بأن الأعراض الموجودة لدى المريض ناتجة عن الإنهاك الجسدي العام بعد الجراحة بدون سبب معين. وهذا الأمر يمكن أن يشاهد بشكل خاص بعد العمليات الكبيرة ولدى المرضى المسنين، كما أنه ليس نادراً لدى المرضى الشباب حتى بعد عمليات جراحية متوسطة. ويمكن أن يستمر الإرهاق لأسابيع أو حتى أشهر بعد العملية. وهنا يمكن اللجوء إلى بعض الإجراءات التي قد تحسن على استعادة الفعالية السابقة بشكل أسرع: