الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-10
أنا الدكتور فراس الصفدي أرحب بكم في موقعي الإلكتروني ويسرني أن أحدثكم في هذه المقالة من خلال خبرتي اليومية في التعامل مع المرضى عن الأمور المتوقعة ما بعد العملية الجراحية وكيف يمكن للمريض أن يخرج إلى المنزل ويعود تدريجياً إلى حياته اليومية!
بعد الانتهاء من إجراء العملية الجراحية ينقل المريض إلى غرفة الإنعاش لمراقبة المؤشرات الحيوية، ريثما يصحو بشكل طبيعي وكامل ويتمكن من التنفس والكلام بدون مشاكل. وفي حالات خاصة قد يحتاج المريض للإقامة في وحدة العناية المشددة إذا كان وضعه يستدعي تقديم معالجات خاصة أو مراقبة حثيثة ريثما يحدث التحسن الكامل.
من الشائع أن تحدث بعض الأعراض بعد العمليات الجراحية، ومن المهم أن لا يخجل المريض من إعلام الطاقم الطبي بأي أعراض مزعجة تحدث لديه بعد العملية لمعالجتها بالشكل المناسب. يعاني الكثير من المرضى من الألم وصعوبة البلع في منطقة البلعوم، حيث تنجم هذه المشكلة عن الأنبوب المستعمل في التخدير والذي يتم إدخاله إلى الحنجرة لإعطاء الأوكسجين. تتحسن هذه المشكلة مع الوقت ولا تحتاج لأكثر من السوائل الدافئة. كما يعاني بعض المرضى من الغثيان والإقياء بسبب مواد التخدير وتخريش الجهاز الهضمي، ويمكن معالجة هذه الأعراض بدون مشاكل بواسطة الأدوية المناسبة.
يعتبر الكسل المعوي من المشاكل الشائعة بعد العمليات الجراحية، وخصوصاً عمليات البطن. وهو يحدث بسبب مواد التخدير ونقص الوارد من الطعام والشراب بالإضافة إلى نقص حركة المريض في الفترة التالية للعملية. وقد يؤدي الكسل المعوي إلى أعراض مزعجة مثل انتفاخ البطن والإمساك الشديد مع عدم القدرة على طرح الغازات أو البراز. وعند الحاجة يمكن علاج المريض بواسطة التحاميل أو الحقن الشرجية بالإضافة إلى إعطاء الملينات عن طريق الفم.
من الضروري عادة أن ينهض المريض من الفراش في يوم العملية الجراحية. وتعتبر الحركة الباكرة هامة للغاية لتسريع الشفاء بعد العمليات. وقد أثبتت الأبحاث أن النهوض الباكر من الفراش يساعد على الوقاية من الكثير من المضاعفات المحتملة مثل الجلطات الدموية في الأوردة والمضاعفات الرئوية وكسل الجهاز الهضمي. بالإضافة إلى ذلك يجب البدء بإعطاء المواد الغذائية عن طريق الفم بالسرعة الممكنة بعد العملية، وذلك من خلال التدرج بإعطاء الماء والسوائل حتى المأكولات الخفيفة.
قبل أن تعود إلى المنزل عليك أن تتحدث بشكل مطول ومفصل مع الطبيب وتسأله عن تفاصيل العملية بالإضافة إلى التعليمات التي يتوجب عليك الالتزام بها بعد العملية. عليك مثلاً أن تسأل عن الأدوية اللازمة والمشاكل المحتملة التي قد تواجهها في المنزل، بالإضافة إلى الأعراض التي قد تستدعي مراجعة الطبيب. كما عليك أن تسأل عن الغذاء المناسب والحركات المسموحة والتوقيت المناسب للاستحمام. ومن المهم أن تحدد موعداً لمراجعة الطبيب وفحص الجرح بعد فترة من إجراء العملية.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الفترة التالية للعملية الجراحية وما يمكن أن يحدث من مشاكل عامة خلال فترة وجودك في المستشفى، بالإضافة إلى الأمور المهمة التي يجب أن تسأل الجراح عنها قبل تخريجك إلى المنزل. وأنوه إلى أنني تحدثت بالتفصيل عن المشاكل والنصائح ما بعد الخروج إلى المنزل في مقالة النقاهة بعد العمليات الجراحية.
بعد انتهاء العملية الجراحية يتم نقل المريض من غرفة العمليات إلى قسم الإنعاش، وهو قسم بجانب غرفة العمليات مخصص لمراقبة المرضى بعد العملية الجراحية.
وفي قسم الإنعاش يخضع المريض للمراقبة الحثيثة للتأكد من أن الأعضاء الأساسية تعمل بشكل جيد وأن المريض قادر على الكلام والتنفس بشكل جيد وبدون مساعدة. ويبقى المريض عادة في قسم الإنعاش لفترة تتراوح من دقائق إلى ساعات، وذلك حسب نوع العملية التي خضع لها ومدة العملية وعوامل أخرى. بعد ذلك يتم إعادة المريض إلى غرفته.
في معظم العمليات الروتينية لدى المرضى السليمين لا حاجة لإقامة المريض في وحدة العناية المركزة، وإنما يتم إعادة المريض من قسم الإنعاش إلى غرفته مباشرة.
ولكن في بعض الأحيان يحتاج المريض إلى المراقبة في وحدة العناية المشددة بعد العملية الجراحية. ويحدث ذلك حين يكون المريض مسناً، أو حين تكون العملية إسعافية وحرجة، أو بعد العمليات الكبرى التي تستغرق فترة طويلة، أو حين تحدث مشاكل معينة خلال العملية، وذلك بهدف مراقبة المريض عن كثب بعد العملية وتقديم المعالجة المناسبة له في حال حدوث أي طارئ.
في بعض الأحيان تحدث مشاكل أو صعوبات غير متوقعة أثناء العملية الجراحية تستدعي نقل المريض بعد العملية إلى وحدة العناية المركزة. وهناك الكثير الكثير من الأسباب الطبية التي تستدعي ذلك. ينبغي الاستعلام عن هذه الأمور بشكل مباشر من الجراح أو الطبيب المخدر المشرف على العملية، فهم الوحيدون الذين يعرفون تفاصيل حالة المريض والأمور الطارئة التي استجدت أثناء العملية. ومن الأمثلة على المشاكل التي قد تستدعي إقامة المريض في وحدة العناية المركزة نذكر:
هناك عدد من الأعراض أو المشاكل العامة التي يشكو منها المرضى عادة بعد العمليات الجراحية وأهمها:
يعتبر الألم في مكان العملية من أكثر الأعراض إزعاجاً للمريض بعد العملية. وهو يحدث بسبب الشق الجراحي الذي يخترق الأنسجة المختلفة، والتي تختلف حسب مكان العمل الجراحي وربما تشمل الجلد والنسيج الدهني والعضلات والأعضاء الداخلية. وتتفاوت شدة الألم من الآلام الخفيفة جداً حتى الآلام الشديدة. ويمكن السيطرة على الألم بشكل جيد بواسطة المسكنات اللازمة بحيث يبقى المريض مرتاحاً.
ومن المهم دائماً أن تعلم الطبيب أو الممرضة بوجود الألم وألا تخجل من ذلك، بحيث يتم إعطاؤك المسكنات اللازمة حسب درجة الألم الموجود لديك. وقد تم الحديث عن المعالجة بمسكنات الألم بشكل مفصل جداً في المقالة الخاصة بهذا الموضوع في الموقع.
يقوم طبيب التخدير خلال معظم العمليات التي تجرى تحت التخدير العام بإدخال أنبوب عبر الفم إلى الحنجرة بحيث يدخل عبره الأوكسجين ومواد التخدير إلى الطرق التنفسية. وهذا الأنبوب يضغط من الداخل على البلعوم والحنجرة والحبال الصوتية، ولذلك فهو قد يؤدي أحياناً إلى شعور مزعج بالتخريش بعد العملية.
ويترافق هذا الشعور لدى بعض المرضى مع صعوبة في البلع أو سعال مزعج أو بحة في الصوت. وهذه الأعراض تعتبر طبيعية جداً خصوصاً في اليوم الأول بعد العملية، حيث تتحسن تدريجياً وتزول تماماً خلال أيام قليلة.
تتحسن هذه المشكلة تدريجياً وتزول لوحدها في الأيام القليلة التالية للعملية. ويمكن تلطيف الشعور بالانزعاج من خلال الإكثار من السوائل بشكل عام، وخصوصاً المشروبات الساخنة مثل الشاي أو المأكولات الخفيفة الساخنة مثل الشوربة. وينصح بتجنب المأكولات الجافة مثل الخبز ريثما تتحسن الأعراض.
يعتبر الغثيان والإقياء من الأعراض الشائعة جداً بعد التخدير العام. والإقياء بعد العمليات له عدة أسباب، حيث يحدث بسبب الأدوية المعطاة أثناء التخدير كأحد التأثيرات الجانبية لها، كما يحدث بسبب العملية نفسها عند إجراء العمليات على البطن أو الجهاز الهضمي. وتختلف نسبة الإصابة بهذه المشكلة بعد العملية من شخص لآخر، حيث يكون لدى بعض المرضى استعداد كبير لحدوث الإقياء بعد الجراحة، بينما لا يصاب البعض الآخر بهذه المشكلة.
تعالج هذه الأعراض بواسطة الأدوية المضادة للإقياء التي تعطى بالحقن الوريدي أو التسريب الوريدي ضمن السيروم بعد العملية. وهذه الأدوية فعالة للغاية في إيقاف هذه الأعراض. إذا كنت تعاني من الغثيان الشديد فعليك أن تخبر الطبيب أو الممرضة بذلك بحيث يتم إعطاؤك هذه الأدوية لأنها ستريحك بشكل كبير.
كذلك إذا خضعت سابقاً لعملية جراحية وحدث لديك إقياء شديد بعد العملية فينبغي أن تخبر الطبيب بذلك، حيث يتم في هذه الحالة استخدام أدوية قوية مضادة للإقياء بشكل وقائي أثناء وبعد التخدير.
في بعض الأحيان قد تستيقظ من التخدير لتجد نفسك موصولاً إلى عدد من الأنابيب أو القثاطر في أنحاء مختلفة من جسمك، والتي قد تبقى أحياناً لبضعة أيام بعد العملية. حاول أن تسأل الطبيب الجراح مسبقاً وقبل إجراء العملية الجراحية عن الأنابيب التي سيتم وضعها، لأن ذلك سيسهل عليك تحملها بعد العملية. ومن أشيع الأنابيب التي توضع للمرضى:
تبقى هذه الأنابيب والقثاطر لفترة لا تتجاوز أيام قليلة عادة. وعادة ما سيقوم الطبيب بسحب هذه الأنابيب بالسرعة الممكنة وحين لا تعود هناك حاجة إليها. يتحمل معظم المرضى وجود الأنابيب بشكل جيد وبدون مشاكل. إذا كانت هذه الأنابيب مزعجة لك أخبر الطبيب عن ذلك حيث يمكن أن يعطيك بعض الأدوية المسكنة أو المهدئة التي تساعدك على التأقلم معها ريثما يتم سحبها.
في الكثير من العمليات الجراحية يتم تركيب قثطرة بولية بحيث يتدفق البول بشكل تلقائي من المثانة إلى كيس البول ولا يحتاج المريض إلى التبول بعد العملية. ولكن في بعض الأحيان لا يتم تركيب مثل هذه القثطرة. وقد يحدث وأن تمتلئ المثانة بالبول دون أن يتمكن المريض من التبول بشكل طبيعي. وفي هذه الحالة قد يشعر المريض بالألم الشديد في أسفل البطن مع العجز عن التبول. وتدعى هذه الحالة بالاحتباس البولي الحاد.
ينجم الاحتباس البولي بعد العمليات الجراحية عن عدة عوامل، والتي تشمل التخدير الكامل، وإجراء العمليات الجراحية على البطن، واستخدام الأدوية المخدرة والمسكنة، وإعطاء كميات كبيرة من السوائل أثناء وبعد العملية. وتؤدي جميع هذه العوامل إلى كسل المثانة وعجزها عن دفع البول بالشكل الطبيعي بعد العملية، مما يؤدي إلى احتباس البول في المثانة.
يحتاج الاحتباس البولي إلى إفراغ المثانة بشكل فوري. ويتم ذلك من خلال إدخال القثطرة البولية، وهي عبارة عن أنبوب مطاطي معقم يتم إدخاله عبر الإحليل إلى القثطرة ويوصل إلى كيس خاص بحيث يخرج البول عبره مباشرة. يتم عادة ترك القثطرة البولية ليوم أو أكثر بعد حدوث الاحتباس البولي، وذلك لإراحة المثانة وإفراغ البول ريثما تستعيد المثانة وظيفتها بشكل تلقائي.
نعم. من الشائع أن يحدث ارتفاع في الحرارة بشكل طبيعي بعد أي عملية جراحية. ويكون ارتفاع الحرارة طبيعياً حين يحدث بدرجة خفيفة في الأيام الأولى بعد العملية ولا يترافق مع أعراض أخرى.
يمكن أن تحدث الحمى بعد أي عملية جراحية بشكل طبيعي. تؤدي مجموعة كبيرة من العوامل إلى انطلاق هرمونات معينة في الجسم تؤثر على مراكز تنظيم الحرارة في الدماغ مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. ومن هذه العوامل نذكر:
يعتبر ارتفاع الحرارة شائعاً للغاية خلال أول 48 ساعة بعد العملية الجراحية. وفي هذه الفترة يرتكس الجسم للعملية بشكل شديد مما يؤدي إلى حدوث الحمى. ومن المقبول أن تبقى الحمى بدرجة خفيفة حتى خمسة أيام بعد العملية عادة وخصوصاً بعد العمليات الجراحية عند الأطفال. ويكون ارتفاع الحرارة في هذه الحالات خفيفاً حيث لا تتجاوز درجة الحرارة 38.5 درجة مئوية. ويمكن السيطرة عليها بواسطة خافضات الحرارة العادية والكمادات الباردة بدون الحاجة لأي علاج آخر.
في معظم الأحيان لا يدعو ارتفاع درجة الحرارة البسيط للقلق. ولكن إذا كان هناك ارتفاع كبير أو مستمر في درجة الحرارة فقد تكون هناك مضاعفات جراحية ما تؤدي إلى الحمى. وتدعو الحمى إلى القلق في الحالات التالية:
إذا كانت الحمى خفيفة في الأيام الأولى بعد العملية فلا داعي لفعل أي شيء باستثناء المعالجة بخافضات الحرارة والكمادات الباردة. إذا كانت الحمى تدعو للقلق وتنطبق عليها الخصائص المذكورة في السؤال السابق فيجب هنا تحديد السبب. سيقوم الطبيب في هذه الحالات بإجراء فحص عام للجسم ولمكان العملية للبحث عن سبب الحمى. بعد ذلك قد يتطلب الأمر إجراء فحوص معينة مثل زرع الدم أو فحص البول أو الصورة الشعاعية للصدر أو اختبارات أخرى.
بعد تشخيص سبب ارتفاع الحرارة بعد العملية يتم تحديد العلاج المناسب. في بعض الحالات تكفي المعالجة بالمضادات الحيوية المناسبة وخافضات الحرارة، ولكن في حالات أخرى قد يستوجب الأمر إجراء تداخلات إضافية، مثل فتح الجرح في حال وجود التهاب في الجرح أو إجراء عملية ثانية في حال وجود خراجات داخلية.
تحدث الحمى بعد العملية الجراحية في أي حالة التهابية في الجسم. وأشيع أسباب الحمى هي:
يعاني الكثير من المرضى بعد العمليات الجراحية من حالة تدعى بالكسل المعوي. وفي هذه الحالة يحدث تباطؤ في حركة المعدة والأمعاء والقولون، الأمر الذي يؤدي إلى انتفاخ البطن وتشكل الغازات والإمساك وصعوبة إخراج البراز بعد العملية الجراحية. وفي الحالات الشديدة تترافق الأعراض مع ألم شديد في البطن مع الغثيان والإقياء المستمرين. وتعتبر هذه المشكلة شائعة جداً بعد العمليات الجراحية الكبيرة على البطن التي يتم فيها إجراء شق بطني واسع.
يحدث الكسل المعوي وانتفاخ البطن بعد العمليات الجراحية بسبب الكثير من العوامل مثل:
يعتبر الإمساك مشكلة مهمة بعد العمليات الجراحية، وذلك لأنه يؤدي إلى احتباس البراز والغازات في الأمعاء، مما يؤدي إلى شعور المريض بالانتفاخ والانزعاج الشديدين. يؤدي ذلك إلى تفاقم الألم بعد العملية، وخصوصاً إذا كان المريض قد خضع لعملية جراحية على البطن. وفي بعض الأحيان يضطر المريض للكبس بعنف بهدف محاولة التبرز، مما يؤدي إلى الضغط على الجرح البطني والتهديد بانفتاح الجرح بشكل حاد بعد العملية. ولذلك يجب دائماً الوقاية من الإمساك ومعالجته بالشكل المناسب بعد العملية.
هناك عدة إجراءات وقائية تخفف من احتمال حدوث الإمساك بعد الجراحة:
عادة ما لا يحتاج الكسل المعوي إلى معالجة خاصة بعد الجراحة، حيث يتحسن لوحده بالحركة وتناول السوائل. ولكن في الحالات الشديدة قد يتطلب الإمساك اللجوء إلى إجراءات علاجية خاصة مثل:
يتوجب على المريض النهوض من الفراش في أسرع وقت ممكن بعد العملية الجراحية. ويمكن للمريض في معظم الحالات النهوض والمشي والحركة في نفس اليوم بعد زوال تأثيرات التخدير.
طالما أن الجراح قد طلب منك النهوض من السرير فهذا يعني أن ذلك آمن ولا خوف منه. ويعتقد معظم المرضى أن الإنسان يجب أن يبقى في السرير في يوم العملية. وهذا الاعتقاد خاطئ حيث أن الدراسات قد أثبتت بأن على المريض أن ينهض من السرير ويمشي في يوم العملية الجراحية عند الإمكان لأن ذلك يسرع الشفاء.
ينصح بالجلوس في السرير لحوالي نصف ساعة قبل النهوض، ثم الجلوس على حافة السرير مع تدلية القدمين للأسفل لمدة خمس دقائق على الأقل. بعد ذلك يمكن تجربة النهوض من السرير بوجود شخص آخر قادر على المساعدة. ومن الطبيعي أن يحدث بعض الدوار الخفيف أو رؤية السواد أمام العينين، وذلك بسبب حدوث انخفاض عابر في الضغط الدموي بعد التخدير. وعادة ما تزول هذه الأعراض سريعاً بحيث يتمكن المريض من المشي بدون مشاكل.
لقد أثبتت الأبحاث أن الحركة الباكرة مهمة جداً بعد العمليات الجراحية، وذلك لأنها تسرع الشفاء وتخفف من نسبة حدوث عدد من المشاكل بعد العملية. ومن فوائد الحركة الباكرة بعد العملية:
عادة لا. عليك أن تعلم أن الجراح يقوم بخياطة الجرح بواسطة خيوط قوية جداً قادرة على تحمل الشد والحركة إلى أن يلتئم الجرح بشكل كامل. ولذلك حين يطلب منك الجراح الحركة والمشي بعد العملية فعليك ألا تخاف من انفتاح الجرح، وذلك بشرط الالتزام بتعليماته، وإجراء الحركات بشكل هادئ ولطيف، وتجنب الحركات العنيفة وحمل الأجسام الثقيلة خلال الفترة الباكرة بعد العملية.
ويمكن عند اللزوم ارتداء مشدات خاصة بعد العمليات الجراحية على البطن تساعد على دعم عضلات البطن وتخفف الشعور بالانزعاج والألم أثناء المشي.
عادة ما ينتاب المريض الشعور بالعطش مباشرة بعد الصحو من العملية، ويعود ذلك إلى المواد المستخدمة في التخدير التي تؤدي إلى جفاف الفم والبلعوم، وكذلك بسبب نقص السوائل في الجسم بسبب الصيام وأحياناً النزف أثناء العملية. ولذلك فإن المريض يرغب عادة بشرب الماء بعد الصحو مباشرة.
وبشكل عام إذا لم يكن المريض يعاني من الإقياء بعد العملية فيمكن البدء بشرب الماء خلال 4-6 ساعات من انتهاء العملية. أما إذا كان هناك إقياء فيجب أن يتلقى المريض المعالجة المناسبة قبل أن يسمح له بتناول الماء.
نعم. كانت الفكرة السائدة في الماضي تمنع إعطاء الماء أو الطعام عن طريق الفم إلا بعد أن يطرح المريض الغازات عن طريق الشرج، والكثير من الناس لا يزالون مقتنعين بهذه الفكرة.
أما اليوم فإن الممارسة الحديثة تسمح بإعطاء الماء عن طريق الفم بعد 4-6 ساعات من انتهاء العملية تحت التخدير العام، وذلك لأن طرح الغازات قد يتأخر أحياناً إلى اليوم التالي للعملية مما يؤخر تناول الماء دون مبرر. ويمكن للمريض في معظم الأحيان أن يتناول الماء والسوائل وحتى الطعام قبل خروج الغازات أو حدوث التبرز.
نظراً لأن الجهاز الهضمي يكون غير مستقر بعد التخدير العام فيفضل عدم التعجل في تناول الطعام.
يبدأ المريض عادة بتناول الماء ومن ثم ينتقل بالتدريج إلى أشياء خفيفة في يوم العملية. يمكنه مثلاً أن يشرب المشروبات الساخنة مثل الشاي، ومن ثم يشرب بعض العصير، ثم يتناول الشوربة الخفيفة، وفي مساء العملية يتناول طعاماً خفيفاً مثل قطعة من الفاكهة. وإذا سارت الأمور على ما يرام فبإمكان المريض أن يتناول فطوراً خفيفاً في الصباح التالي للعملية، مع الاستمرار على المأكولات الخفيفة طوال اليوم التالي للجراحة.
ولكن لا تنسى أن المريض يجب أن يمتنع عن الطعام لعدة أيام في بعض العمليات البطنية الكبيرة، ولذلك عليك أن تسأل الجراح دائماً قبل أن تتناول أي شيء، لأن التعليمات الغذائية تختلف بشكل كبير من مريض لآخر ومن عملية لأخرى.
نعم. بإمكانك تناول الطعام والشراب مباشرة بعد العودة إلى غرفتك إذا أجريت الجراحة تحت التخدير النصفي أو الموضعي، ولا مشكلة في ذلك نظراً لأن وظيفة الجهاز الهضمي لا تتأثر عادة بعد هذا النوع من التخدير كما هو الحال في التخدير العام. ويمكن الأكل بعد العملية بدون مشاكل.
يعتمد ذلك على السياسة المتبعة في المستشفى. وبشكل عام عادة ما يسمح ببقاء شخص واحد مع المريض في الغرفة بعد العملية. ويفضل بشكل عام ألا تتلقى أي زيارات من أفراد العائلة أو الأصدقاء بعد العملية. قد تكون متعباً للغاية بعد العملية ولا تتمكن من تحمل وجود عدد كبير من الأشخاص من حولك. بالإضافة إلى ذلك فإن الضوضاء والازدحام سيزعج المرضى الآخرين. من الأفضل دائماً الاعتذار من الأقارب وتأجيل الزيارات لما بعد العودة إلى المنزل.
يمكنك إرضاع الطفل مباشرة بعد الصحو من العملية وحين تشعرين بأنك قادرة على حمل الطفل وإرضاعه بدون مشاكل. إن الأدوية التي تلقيتها خلال التخدير تطرح من الجسم بشكل سريع، وتخرج منها كمية ضئيلة جداً مع الحليب بحيث لا تؤثر على الطفل. ولذلك لا مشكلة عادة من إرضاع الطفل مباشرة بعد العملية، سواءً في المستشفى أو ما بعد العودة إلى المنزل.
بمجرد أن يقرر الجراح ذلك، وحسب نوع العملية ونوع التخدير. إذا خضعت لعملية بسيطة تحت التخدير الموضعي فربما يمكنك المغادرة مباشرة. وإذا كانت العملية روتينية تحت التخدير النصفي فقد تستطيع المغادرة بعد 4-6 ساعات من العملية.
أما في التخدير العام فربما تتمكن من المغادرة إلى المنزل بعد حوالي 6-12 ساعة من العملية أو ربما في اليوم التالي. وفي العمليات الأكبر فقد تبقى في المستشفى ليومين أو أكثر من ذلك حسب ما يتطلب الوضع.
وعليك أن تعرف أن حالتك هي التي تحدد مدة البقاء في المستشفى. ففي بعض الأحيان تتطور لدى المريض مستجدات معينة تستدعي بقاءه في المستشفى بعد العملية لفترة أطول من الفترة التي حددها لك طبيبك قبل العملية. وقد يتمكن أحد المرضى من العودة إلى المنزل في اليوم التالي بعد عملية معينة، في حين أن مريضاً آخر قد يضطر للبقاء في المستشفى لمدة أسبوع كامل بعد نفس العملية بسبب ظروف معينة لديه. ولذلك فإن الشخص الوحيد الذي يحدد مدة إقامتك في المستشفى بشكل دقيق هو الجراح الذي قام بإجراء العملية حسب تحسن حالتك بعد العملية.
حتماً. الكثير من المرضى يعودون إلى المنزل دون أن تكون لديهم أي معلومات واضحة حول التوصيات العلاجية اللازمة بعد العملية، والتي تختلف بطبيعة الحال بشكل كبير من مريض لآخر.
ولذلك عليك أن تكتب قائمة طويلة بالأمور التي يتوجب حتماً أن تسأل الطبيب عنها، وأن تحصل على إجابات وافية حولها قبل أن تذهب إلى المنزل. لا تخجل من الطبيب أو من طرح الأسئلة الكثيرة عليه، فمعرفة الإجابة الصحيحة على هذه الأسئلة قد تكون مهمة بقدر العملية نفسها.
وواجب الطبيب لا يقتصر على إجراء العملية وإنما على الإجابة على هذه الأسئلة بشكل واضح ومفصل. ولا أحد يستطيع أن يعطيك إجابات دقيقة عليها إلا الجراح الذي قام بإجراء العملية.
فيما يلي أقدم لك أهم الأسئلة التي يجب عليك أن تطرحها على الطبيب قبل خروجك إلى المنزل:
بعد العملية الجراحية يسمح لك بالعودة إلى المنزل بأي طريقة، بشرط ألا تقود أنت السيارة! يمنع المريض الجراحي من قيادة السيارة خلال أول 24 ساعة بعد العملية حتى لو شعر بأنه قادر على ذلك. وحتى لو كانت العملية قد أجريت تحت التخدير الموضعي أو النصفي، فربما تتلقى بعض المواد المهدئة خلال العملية، والتي تؤثر على قدرتك على القيادة وبالتالي تعرض حياتك وحياة الآخرين للخطر.
وحتى حين تخرج إلى المنزل بعد أيام من العملية فقد لا تكون بعد قادراً على قيادة السيارة بشكل متوازن. ولذلك يجب دائماً أن ترتب إجراءات عودتك إلى المنزل بحيث يتولى شخص آخر القيادة.