الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-16
أهلاً بك أختي الكريمة في موقعي الإلكتروني، أنا الدكتور فراس الصفدي وفي هذه المقالة سوف أشرح لك بالتفصيل المبادئ المتبعة في علاج سرطان الثدي وبشكل مبسط جداً.
لا يزال الاستئصال الجراحي يشكل حجر الأساس في معالجة سرطان الثدي: ببساطة شديدة، لا يمكن شفاء سرطان الثدي بشكل نهائي إلا بالاستئصال الجراحي. تحتاج بعض المريضات قبل أو بعد العملية لإعطاء العلاج التكميلي. يتألف العلاج التكميلي في سرطان الثدي من المعالجة الكيماوية والشعاعية والهرمونية، حيث يتم استخدام إحدى هذه المعالجات أو كلها معاً حسب حالة المريضة.
بل إجراء العملية الجراحية ينبغي مناقشة تفاصيل الحالة بين طبيب الأورام والجراح لتحديد خطة العلاج، فربما تحتاج المريضة إلى إعطاء العلاج التكميلي قبل العملية. بعد ذلك تجرى العملية الجراحية لاستئصال الورم، والتي قد تشمل إما استئصال الورم لوحده مع ترك الثدي، أو إزالة الثدي بشكل كامل. وفي الحالتين يعتبر استئصال الغدد اللمفاوية تحت الإبط ضرورة أساسية لضمان الشفاء الموضعي للمرض.
بعد الاستئصال يأتي دور المعالجات التكميلية. تعطى المعالجة الكيماوية حالياً في معظم أورام الثدي، ولا يمكن الاستغناء عنها إلا في الأورام المبكرة. تستخدم المعالجة الشعاعية حتماً عند المحافظة على الثدي، كما يمكن أن تعطى في الأورام المتقدمة. تعطى المعالجة الهرمونية في الأورام التي تكون غنية بالهرمونات حسب ما يظهر فحص الورم في المختبر بعد الاستئصال.
حين يكون المرض منتشراً في أعضاء أخرى من الجسم فلا يمكن شفاؤه بشكل كامل، ويمكن إعطاء معالجات تلطيفية تؤخر من سير المرض لعدة سنوات. وفيما عدا ذلك فإن الشفاء التام من سرطان الثدي هو أمر ممكن. كلما كانت مرحلة المرض مبكرة أكثر كلما كانت نسبة الشفاء أعلى. ويمكن في نسبة معينة من المرضى أن يعود المرض للظهور مرة أخرى، حيث يحتاج عندها للتقييم مجدداً لتحديد الخطة العلاجية اللازمة.
يمكنك العثور في هذه المقالة على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول علاج سرطان الثدي بالتفصيل الممل. أنوه مجدداً إلى أن خطة العلاج تختلف بشكل كبير حسب حالة كل مريضة ومرحلة ومواصفات الورم لديها. ويتم تحديد خطة العلاج ومتابعتها من قبل طبيب معالجة الأورام. ويقتصر دور الجراح على إجراء الجراحة ومتابعة المريضة حتى الشفاء الكامل بعد العملية. وبعد العملية تستكمل المريضة العلاج التكميلي بالتنسيق مع طبيب معالجة الأورام.
يعتمد علاج سرطان الثدي على أمرين: الاستئصال الجراحي وإعطاء العلاج التكميلي. يتحقق الاستئصال الجراحي إما بإزالة الورم لوحده أو بإزالة الثدي كاملاً. ويعطى العلاج التكميلي قبل أو بعد العملية لتحسين فرصة الشفاء الكامل.
المعالجة التكميلية هي المعالجات الملحقة التي تعطى قبل أو بعد العملية الجراحية في سرطان الثدي، والتي تشمل المعالجة بالأشعة وبالأدوية الكيماوية وبالأدوية الهرمونية. وكما هو واضح من التسمية فإن هذه المعالجات تكميلية فقط، وذلك لأن المعالجة الجراحية هي المعالجة الأساسية التي لا غنى عنها في سرطان الثدي. أما المعالجات الأخرى فهي معالجات رادفة أو مكملة، والهدف منها هو رفع نسبة الشفاء بأعلى ما يمكن وإنقاص احتمالات عودة السرطان في المستقبل.
يحتاج العلاج الناجح لسرطان الثدي إلى التعاون والتنسيق بين أطباء من عدة اختصاصات، والتي تشمل اختصاصي جراحة الثدي، وطبيب جراحة الأورام، وطبيب المعالجة الشعاعية، وطبيب الجراحة التجميلية. وينبغي قبل تطبيق أي علاج التنسيق على الأقل بين الجراح وطبيب الأورام.
الجراح الذي يقوم بإجراء هذه العمليات هو عادة اختصاصي في الجراحة العامة على أن تتوفر لديه الخبرة بجراحة الثدي. في بعض البلدان قد يتوفر جراحون متخصصون فقط بجراحة وعمليات الثدي. كما أنه في بلدان أخرى مثل ألمانيا تجرى عمليات الثدي من قبل أطباء النسائية وليس من قبل الجراحين العامين.
أما طبيب معالجة الأورام فهو طبيب باطنية متخصص بالأورام المختلفة في الجسم. ومهمته في هذه الحالات هي تحديد خطة العلاج المناسبة وإعطاء المعالجات التكميلية قبل أو بعد العملية. كما يقوم بمتابعة المريضة على المدى الطويل وإجراء الفحوص اللازمة للتأكد من عدم عودة المرض.
حين تحتاج المريضة إلى المعالجة بالإشعاع فإن ذلك يعطى من قبل أطباء اختصاصيين بتطبيق هذه المعالجة، وذلك في مراكز الطب النووي. أما حين ترغب المريضة بزرع ثدي صناعي بعد استكمال العلاج فإن ذلك يجرى من قبل أطباء الجراحة التجميلية. ويشكل التعاون بين الاختصاصات المختلفة حجر الأساس في تطبيق المعالجة الناجحة لسرطان الثدي.
في الواقع لا يوجد شيء اسمه أفضل علاج لسرطان الثدي، فمعالجة سرطان الثدي تختلف من مريضة لأخرى حسب الكثير من العوامل، ولا يوجد معالجة تصلح لكل مريضة. ويدخل في تحديد المعالجة المناسبة عدة أمور مثل عمر المريضة ومرحلة سرطان الثدي لديها وعوامل الخطر الموجودة، بالإضافة إلى نوع الورم ووجود أمراض أخرى لدى المريضة. وأحياناً تعاني مريضتان من نفس نوع الورم وبنفس المرحلة وتتلقى كل مريضة علاجاً مختلفاً عن الأخرى. ولذلك فإن التنسيق بين الجراح وطبيب الأورام قبل العملية يلعب دوراً أساسياً في اختيار العلاج الأفضل لسرطان الثدي لدى كل مريضة.
في الواقع لم يتغير مبدأ معالجة سرطان الثدي خلال العقود الأخيرة بشكل كبير، فالعلاج يعتمد حتماً على الاستئصال الجراحي مع إعطاء العلاج التكميلي قبل وبعد العملية عند اللزوم. وبالتالي فإن مبدأ العلاج واحد ولم يتغير، ولكن تطرأ تطورات دائمة على الكثير من الجوانب المختلفة للعلاج.
على سبيل المثال في الماضي كان يستأصل الثدي بشكل كامل في أي ورم، أما الآن فقد أصبح من الممكن استئصال الورم فقط بدون استئصال الثدي. وفي حالات معينة يمكن استئصال نسيج الثدي الداخلي مع المحافظة على الجلد وزرع الثدي الصناعي مباشرة. كما أن تقنية العقدة اللمفاوية الحارسة أصبحت تغني أحياناً عن استئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط. وبالنسبة للمعالجات التكميلية فقد أصبحت هناك خيارات أفضل من العلاج الكيماوي والأدوية الهرمونية، والتي يمكن مشاركتها مع بعضها البعض بحيث تؤدي إلى نسب شفاء أفضل مع تأثيرات جانبية أقل.
إن الإجابة على هذا السؤال تختلف بشكل كبير من مريضة لأخرى حسب وضع الورم لديها وخطة العلاج المحددة كما توضح الأمثلة التالية:
إن الهروب من العلاج الطبي المتعارف عليه واللجوء إلى العلاج بالأعشاب أو العسل أو العلاج البديل هو الخطأ الكارثي الذي يمكن أن يكلفك حياتك. لقد شاهدت الكثير من الحالات المأساوية التي تأخرت فيها المريضة في العلاج بسبب عدم الاستماع للطبيب واتباع مثل هذه المعالجات، ولم يؤدي ذلك بطبيعة الحال إلى أي تحسن، بل أدى إلى تطور المرض وانتشاره بحيث أصبح غير قابل للعلاج ولم يعد بالإمكان شفاء المريضة، مما أدى إلى الوفاة.
تأكدي أنه لو كانت هناك أعشاب فعالة في علاج سرطان الثدي لقامت شركات الأدوية باستثمارها وصناعة أدوية فعالة منها حتى تربح الملايين. ولكن حتى الآن لا توجد للأسف مثل هذه الأعشاب. والمعالجة الوحيدة التي ثبت أنها تشفي من سرطان الثدي هي الاستئصال الجراحي للورم مع إعطاء المعالجات التكميلية.
لا يمكن شفاء سرطان الثدي بدون جراحة. فالاستئصال الجراحي هو حجر الأساس في معالجة سرطان الثدي. وهو المعالجة الوحيدة القادرة على تحقيق الشفاء من المرض. وحتى عند تطبيق المعالجات التكميلية الأخرى، فهي غير قادرة على شفاء المرض بدون أن تتم إزالة الورم السرطاني من الجسم.
حين يكون سرطان الثدي متقدماً ومنتشراً إلى أعضاء معينة خارج الثدي فلا يوجد جدوى من العملية في هذه الحالة. وفي هذه الحالات لا يتم إجراء الاستئصال الجراحي وإنما تعطى الأدوية الكيماوية والهرمونية لمحاولة السيطرة على المرض ومنعه من النمو والانتشار في الجسم.
ولكن هذه المعالجة هي معالجة تلطيفية عادة تهدف لإطالة عمر المريضة قدر الإمكان، وهي ليست معالجة شافية من المرض. ولا يمكن الشفاء من المرض بشكل كامل إلا بإجراء الاستئصال الجراحي.
يمكن ذلك في الحالات المبكرة. إذا اكتشف الورم لديك في مرحلة مبكرة جداً وكان حجمه لا يتجاوز 1 سم ولا يزال محدوداً في الثدي، فقد يكون بالإمكان الاكتفاء باستئصال الورم وبدون الحاجة لأي معالجات تكميلية أو كيماوية أو غيرها. فيما عدا ذلك فإن معظم الحالات الأخرى تحتاج إلى إعطاء نوع أو أكثر من المعالجة التكميلية لتحقيق الشفاء.
هناك نوعان من العمليات الجراحية التي تجرى لمعالجة سرطان الثدي:
لا. في الواقع يمكن علاج الكثير من حالات سرطان الثدي بدون استئصال الثدي، وذلك من خلال استئصال الورم فقط مع استئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط.
في استئصال الكتلة السرطانية يتم إزالة الورم فقط مع جزء من نسيج الثدي الطبيعي المحيط بها، وهنا يتم ترك الثدي وعدم استئصاله. أما في استئصال الثدي فيتم استئصال كامل نسيج الثدي بما في ذلك الورم الموجود بداخله.
تعتبر الطريقتان بنفس الفعالية بالنسبة للسيطرة على الورم الخبيث في الثدي، وقد أظهرت الدراسات أن معدل نجاح العملية على المدى الطويل متشابه في الحالتين.
بلى. ولذلك حتى لا يعود الورم للظهور مجدداً في الثدي فيجب إعطاء المعالجة الشعاعية بعد العملية. في هذه الحالة يتم معالجة الثدي المتبقي بالأشعة بحيث يتم قتل أي خلايا سرطانية متبقية فيه. وهكذا يصبح معدل الشفاء مشابهاً لاستئصال الثدي الكامل.
لأن استئصال الكتلة السرطانية لوحده لا يكون ممكناً في جميع المريضات. مثلاً إذا كان الورم كبير الحجم بالنسبة إلى حجم الثدي فهنا لا يمكن إزالة الورم فقط ويجب استئصال الثدي بشكل كامل.
المزايا:
المساوئ:
المزايا:
المساوئ:
يتم تحديد العملية الجراحية الأنسب في حالتك حسب الكثير من العوامل مثل حجم الورم وحجم الثدي وتوضع الورم ضمن الثدي، بالإضافة إلى توفر المعالجات المختلفة مثل العلاج بالأشعة الذي يكون أساسياً في حال المحافظة على الثدي. وسيحاول الجراح دائماً المحافظة على الثدي إذا كان ذلك ممكناً.
وفي بعض الحالات يكون الخياران واردين، وهنا قد يعطيك الجراح حرية الاختيار بين الطريقتين. وحتى تكوني قادرة على اتخاذ القرار فيجب معرفة مزايا ومساوئ كل طريقة ومناقشة الخيارات المتوفرة مع الجراح لتحديد المعالجة الأفضل.
تجريف الإبط هو إزالة النسيج الدهني والعقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط (تحت الذراع في مكان اتصالها مع الصدر). ويتم ذلك في نفس العملية، حيث يجرى من خلال نفس الشق الجراحي في حالات استئصال الثدي الكامل، أو من خلال شق آخر صغير تحت الإبط في حالات استئصال الكتلة السرطانية فقط.
نعم. يعتبر هذا الإجراء جزءاً أساسياً من العلاج في عمليات سرطان الثدي وعاملاً مهماً في تحقيق الشفاء. حين تخرج الخلايا السرطانية من الثدي فإن المحطة الأولى لها هي العقد اللمفاوية الموجودة تحت الإبط. ولذلك يجب استئصال هذه الغدد لضمان استئصال السرطان من الجسم بشكل كامل. وبعد العملية يتم إرسال هذه العقد مع الثدي إلى التحليل، فإذا كانت مصابة بالورم فإن ذلك سوف يؤثر على تحديد العلاج التكميلي اللازم بعد العملية.
تقريباً. يعتبر تجريف الإبط جزءاً أساسياً من العملية، وذلك في الغالبية العظمى من مرضى سرطان الثدي. ولكن هناك بعض الحالات القليلة التي لا يكون تجريف الإبط ضرورياً فيها، مثل حالات السرطان المبكر الموضع وبعض الأنماط النادرة من سرطان الثدي.
يؤدي تجريف الإبط إلى بعض الألم في الذراع بعد العملية، والذي قد يستمر لفترة طويلة. كما أنه يؤدي إلى أذية بعض الأعصاب المسؤولة عن الإحساس (مما يؤدي إلى الشعور بالخدر) أو المسؤولة عن الحركة (مما يؤدي إلى العجز عن القيام ببعض الحركات). كما قد يؤدي تجريف الإبط على المدى الطويل إلى الوذمة اللمفاوية في الذراع. وللمزيد من المعلومات حول المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد العملية أنصحك بالاطلاع على مقالة عملية استئصال الثدي.
المعالجة الشعاعية هي توجيه الإشعاع على الثدي أو الإبط بهدف القضاء على الخلايا السرطانية. وتعطى المعالجة الشعاعية عادة في مراكز الطب النووي بواسطة أجهزة خاصة.
تعطى المعالجة الشعاعية في الحالات التالية:
لا. إن المعالجة الشعاعية تكون ضرورية في بعض حالات سرطان الثدي وليس جميعها. تعطى المعالجة دائماً بعد استئصال الورم مع عدم إزالة الثدي، وتعطى في بعض الحالات عند استئصال الثدي الكامل.
تختلف الآثار الجانبية حسب حالة المريضة وجرعة الإشعاع المطبقة وفترة المعالجة، فهي قد تكون خفيفة جداً لدى البعض وتكون أشد لدى البعض الآخر. وتشمل التأثيرات الجانبية المحتملة ما يلي:
المعالجة الكيماوية هي أدوية قوية قاتلة للخلايا السرطانية تعطى عن طريق الوريد، وحديثاً يعطى بعضها عن طريق الفم. وهذه الأدوية تقوم بقتل الخلايا السرطانية المتبقية في الجسم والتي خرجت من الثدي بحيث لم يمكن التخلص منها بالجراحة، سواءً كانت قد وصلت إلى العقد اللمفاوية تحت الإبط أو إلى أعضاء الجسم الأخرى.
يعتبر العلاج الكيماوي ضرورياً في نسبة كبيرة من حالات سرطان الثدي. وفي الحالات المبكرة من السرطان يمكن الاستغناء عن هذه المعالجة حيث يكفي الاستئصال الجراحي.
يتم تحديد ضرورة العلاج الكيماوي حسب حالة كل مريضة ومرحلة الورم لديها. ولكن بشكل عام يكون العلاج الكيماوي ضرورياً عادة حين يكون حجم الورم أكبر من 1 سم وحين تكون هناك إصابة في الغدد اللمفاوية تحت الإبط.
في بعض حالات سرطان الثدي تعطى المعالجة الكيماوية قبل العملية الجراحية وذلك للأهداف التالية:
لقد أظهرت الأبحاث أن العلاج الكيماوي يؤدي بشكل مؤكد إلى تحسين معدلات الشفاء وإنقاص نسبة عودة سرطان الثدي في المستقبل بعد الشفاء. ولذلك إذا أوصى الأطباء بإعطاء العلاج الكيماوي الوقائي فنحن ننصح بأخذ هذه المعالجة لأنها أصبحت جزءاً أساسياً من بروتوكولات العلاج المستخدمة في كل أنحاء العالم.
تختلف الآثار الجانبية حسب نوع الأدوية الكيماوية المستخدمة وجرعاتها، فهي قد تكون بسيطة لدى بعض المريضات وتكون أكثر شدة لدى البعض الآخر. وتشمل التأثيرات الجانبية المحتملة ما يلي:
لا يؤدي مرض سرطان الثدي نفسه إلى تساقط الشعر، ولكن بعض أدوية العلاج الكيماوي التي تعطى قبل أو بعد العملية يمكن أن تؤدي إلى تساقط الشعر.
المعالجة الهرمونية هي عبارة عن أدوية ذات تأثيرات هرمونية تعطى عن طريق الفم (حبة واحدة مرة أو مرتين يومياً) لمدة طويلة تبلغ 5 حتى 10 سنوات بعد عملية استئصال الثدي. والهدف منها هو الوقاية من عودة سرطان الثدي في مكان العملية وكذلك في الثدي الآخر، لأن هذه المعالجة تشكل حماية من سرطان الثدي.
تعطى المعالجة الهرمونية في معظم مرضى سرطان الثدي حين يحدد تحليل الكتلة السرطانية المستأصلة فيما إذا كان نوع الورم يستجيب لهذه المعالجة أم لا. فإذا كان من النوع المستجيب للمعالجة الهرمونية فإن الطبيب سيقوم عادة بإعطائها لك لتحقيق أفضل معدلات الشفاء.
يمكن لسرطان الثدي أن يؤدي إلى الوفاة، مثله مثل أي نوع آخر من السرطان. ولكن الوفاة تحدث عادة عند التأخر في تشخيص المرض بسبب إهمال أعراض أو مشاكل معينة في الثدي، أو عند عدم تطبيق المعالجة الصحيحة والكاملة التي ينصح بها الأطباء، أو بسبب عدم الالتزام بتوصيات المتابعة على المدى الطويل بعد العلاج، أو حين ينتشر المرض في أعضاء مختلفة من الجسم.
ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن تشخيص سرطان الثدي هو حكم على المريضة بالموت. فسرطان الثدي قد أصبح من الأمراض القابلة للشفاء بنسبة عالية. وكلما كان التشخيص باكراً كلما كانت نسبة الشفاء أعلى.
نعم. لقد أصبح من الممكن شفاء سرطان الثدي تماماً في نسبة كبيرة من الحالات. ويتوقف ذلك على ثلاثة عوامل: العامل الأول هو الكشف المبكر للسرطان من خلال عدم إهمالك لأي مشكلة في الثدي، والعامل الثاني هو تطبيق المعالجة اللازمة بشكل كامل حسب توصيات الأطباء، أما العامل الثالث فهو الالتزام بالعلاج والمتابعة بشكل جيد حسب توصيات الطبيب.
إن فرصة حدوث الشفاء الكامل من سرطان الثدي تختلف بشكل كبير حسب عدد من العوامل، وأهم هذه العوامل هي حجم الكتلة السرطانية، ووجود أو غياب الإصابة في العقد اللمفاوية الإبطية، ونوع السرطان ودرجته، بالإضافة إلى عدد من العوامل الأخرى.
وبذلك فإن فرصة الشفاء تصل إلى 95% إذا كان حجم الكتلة السرطانية 1 سم وكان الورم من الدرجة الأولى وبدون إصابة العقد اللمفاوية، ولكن فرصة الشفاء الكامل تنخفض إلى أقل من 30% إذا كان حجم الكتلة السرطانية 5 سم وكان الورم من الدرجة الثالثة مع إصابة عدد من العقد اللمفاوية. ولذلك كلما اكتشف سرطان الثدي في مرحلة مبكرة أكثر كلما كانت فرصة المريضة في الشفاء الكامل أفضل.
طالما كان الورم محدوداً بالثدي والعقد اللمفاوية تحت الإبط فإن الشفاء الكامل من المرض بعد تطبيق المعالجة اللازمة يبقى وارداً. أما حين ينتشر سرطان الثدي في أعضاء الجسم (مثل العظام أو الرئة أو الدماغ) فإن المعالجات المتوفرة حالياً لا تتيح للأسف شفاء السرطان في الوقت الحالي، على الرغم من أن هذه المعالجات يمكن أن تبطئ من تطور المرض وتتيح للمريضة الحياة لأطول فترة ممكنة. وحسب الإحصائيات الحالية فإن الوفاة تحدث خلال خمس سنوات من التشخيص لدى حوالي 80% من مريضات سرطان الثدي المترافق مع انتشار للمرض في الجسم.
لا يمكن القول بأن المريضة قد شفيت من السرطان إلا بعد مرور خمس سنوات على العلاج والتأكد من عدم وجود أي دلائل على عودة المرض مجدداً. أما قبل ذلك فلا يمكن أن نعتبر بأن المريضة قد شفيت لأنه في بعض الحالات تنهي المريضة العلاج وتبقى بحالة جيدة ومستقرة لسنتين أو ثلاثة دون أي دلائل على عودة المريض، ثم يعود المرض للنكس في السنة الرابعة أو الخامسة بعد العلاج وهذا الأمر وارد. ولذلك يجب أن تمر خمس سنوات على الأقل قبل أن نقول بأن المريضة قد شفيت.
على الرغم من أن سرطان الثدي قد أصبح مرضاً قابلاً للشفاء في العديد من المرضى، إلا أن احتمال عودة المرض يبقى وارداً في أي وقت من الحياة. وقد شوهد نكس المرض في بعض الحالات بعد حوالي 20 سنة من المعالجة. كما أن الثدي الآخر يبقى معرضاً لحدوث السرطان فيه نظراً لأن المريضة بالأساس مؤهبة لحدوث سرطان الثدي.
ولذلك فإن المتابعة على المدى الطويل هامة للغاية، وتتضمن زيارة الطبيب المعالج مرة واحدة سنوياً على الأقل وإجراء عدد من الصور والفحوص بشكل دوري وفق برنامج محدد للتأكد من عدم وجود أي نكس ورمي.
تختلف احتمالات الشفاء وعودة المرض حسب مرحلة المرض. يتم تحديد مرحلة المرض بشكل دقيق بعد الاستئصال وتحليل الورم والعقد اللمفاوية. وتكون احتمالات الشفاء وسطياً على النحو التالي (الأرقام وسطية وتقريبية وتتفاوت حسب تفاصيل حالة المريضة):
تحدد مرحلة الورم بناءً على عدة عوامل تشمل حجم الورم وعدد العقد اللمفاوية المصابة بالورم ودرجة الإصابة في هذه العقد. ولا يمكن تحديد مرحلة الورم إلا بعد الاستئصال الجراحي وفحص الورم والعقد اللمفاوية في المختبر.
إن عودة المرض بعد العلاج هي من الخصائص المميزة لمرض السرطان بشكل عام، بما في ذلك سرطان الثدي. يعود المرض بسبب عودة الخلايا السرطانية للنمو، ويدعى ذلك بنكس الورم. ويمكن تمييز نوعين من النكس:
حين تتابع المريضة الفحوص اللازمة بشكل دوري بعد العملية فينبغي أن تكتشف عودة المرض في مرحلة مبكرة قبل أن تحدث الأعراض. وفي معظم الأحيان يكتشف الطبيب المشرف على العلاج عودة المرض، وليس المريضة نفسها. ولكن إذا لم تتم متابعة الحالة بشكل جيد أو إذا عاد المرض بعد فترة طويلة من العلاج فهنا قد تحدث أعراض معينة لدى المريضة.
تختلف أعراض عودة المرض حسب مكان عودة سرطان الثدي. إذا خضعت المريضة لاستئصال الورم فقط مع ترك الثدي فقد تظهر كتلة جديدة داخل الثدي المتبقي. أما إذا خضعت لاستئصال الثدي بشكل كامل فقد تشاهد كتلة تحت الجلد مكان الثدي المستأصل. وأحياناً يحدث النكس في العقد اللمفاوية تحت الإبط بحيث تشعر المريضة بوجود عقد متضخمة.
أما في حالات النكس البعيد فإن الأعراض تختلف حسب العضو المصاب. إذا حدث النكس في العظام مثلاً فإن المريضة قد تشكو من الألم في عظام معينة مثل عظم الورك أو العمود الفقري. إذا حدث النكس في الدماغ فإن المريضة سوف تشكو من الصداع.
نعم. الكثير من المريضات أصبن بسرطان الثدي وتلقين العلاج المناسب منذ 10 أو 20 سنة، وشفين من الورم بشكل كامل ولا يزلن على قيد الحياة حتى اليوم. وهن يمارسن حياتهن الطبيعية بشكل كامل سواءً بالنسبة للعمل أو الحياة الزوجية أو الرياضة أو غير ذلك. وهناك أمر واحد يجب الالتزام به مدى الحياة هو العناية بالذراع في جهة العملية لمنع حدوث الوذمة اللمفاوية فيها، وقد تحدثت عن ذلك بالتفصيل في مقالة الوذمة اللمفاوية في الذراع.
لا مشكلة من الزواج بعد الشفاء من سرطان الثدي، ولا يؤثر سرطان الثدي على الوظيفة الجنسية. أما بالنسبة لموضوع الإنجاب لدى المريضات الشابات فهو موضوع حساس ويحتاج إلى المناقشة مع الطبيب المعالج. بشكل عام يجب منع حدوث الحمل خلال أول سنتين بعد العملية الجراحية.
إذا كانت المريضة لا تتلقى المعالجة الهرمونية فلا مشكلة من الحمل بعد سنتين من الجراحة طالما كانت بحالة شفاء ولا توجد أي دلائل على عودة المرض. أما إذا كانت المريضة تتلقى المعالجة الهرمونية (والتي يجب أن تعطى لمدة 5 سنوات) فإن هذه المعالجة تؤدي إلى تشوهات لدى الجنين وبالتالي يجب ألا يحدث الحمل أثناء إعطاء هذه المعالجة. وفي هذه الحالة إما أن يتم تأخير الحمل حتى انتهاء المعالجة (أي بعد 5 سنوات من الجراحة) أو أن يتم إيقاف المعالجة الهرمونية مؤقتاً ريثما يحدث الحمل والولادة ثم يتم استئنافها.
وينبغي التنسيق مع طبيب الأورام المعالج حول هذه الاعتبارات المعقدة والتي تختلف بشكل كبير من مريضة لأخرى. ويجب أن أشير كذلك إلى أن بعض السيدات يصبحن عاجزات عن الحمل بعد معالجة سرطان الثدي وذلك بسبب تأثيرات المعالجة الكيماوية على المبيضين. أما بالنسبة للإرضاع بعد الإنجاب فيمكن عادة الإرضاع من الثدي الآخر دون مشاكل. كما أنه لا مانع من الإرضاع من الثدي المتروك في حال استئصال الورم فقط مع المحافظة على الثدي.
ينصح خبراء التغذية باتباع نظام غذائي معين بعد الشفاء من سرطان الثدي، وذلك بهدف الوقاية من عودة السرطان أو ظهور كتلة سرطانية جديدة في الثدي الآخر. ويشمل هذا النظام الغذائي النصائح التالية: