الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-14
أنا الدكتور فراس الصفدي أرحب بكم في موقعي الإلكتروني ويسرني أن أحدثكم في هذه المقالة عن حصوات المرارة عند الأطفال وعلاجها.
تعتبر حصوات المرارة من الأمراض غير الشائعة عند الأطفال، والتي تحدث حتماً بوجود أسباب معينة. أشيع أسباب حصى المرارة عند الأطفال هي أمراض الدم التي تؤدي إلى تحلل كريات الدم الحمراء بشكل مستمر. كما تؤدي أمراض الكبد والجهاز الهضمي والبدانة الشديدة عند الأطفال إلى تشكل حصى المرارة.
تؤدي حصوات المرارة عند الأطفال إلى نفس الأعراض المشاهدة لدى الكبار، فهي قد تكون صامتة وقد تؤدي إلى الألم في أعلى وأيمن البطن بالإضافة إلى الغثيان والإقياء. عند الاشتباه بالتشخيص يتم تصوير البطن بواسطة الإيكو حيث تشاهد الحصوات داخل المرارة. ويجب إجراء الدراسة اللازمة وتحديد السبب لدى كل طفل يعاني من حصى في المرارة.
حين تؤدي حصوات المرارة إلى أعراض فهي تحتاج حتماً إلى استئصال المرارة. أما في الحصوات الصامتة لدى الأطفال فلا داعي لأي معالجة، ولا حاجة للاستئصال إلا في حالة واحدة هي فقر الدم المنجلي. وفيما عدا ذلك يمكن ترك الحصوات الصامتة ومراقبتها دون خطر.
تعالج حصوات المرارة عند الأطفال من خلال استئصال المرارة بالمنظار أو بالجراحة، حيث يمكن إجراء العملية بالمنظار بسهولة إذا كانت المعدات متوفرة في المستشفى. ويمكن للطفل عادة أن يعود إلى المنزل في اليوم التالي للعملية وأن يستأنف حياته بشكل طبيعي خلال بضعة أيام. ويتحمل الأطفال استئصال المرارة بشكل جيد عادة دون حدوث أي مشاكل على المدى الطويل.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول حصى المرارة عند الأطفال وطريقة التعامل معها، كما تجد الكثير من المعلومات المفيدة في المقالات الأخرى الخاصة بمشاكل المرارة في هذا الموقع.
نعم. تعتبر حصوات المرارة من الأمراض التي يمكن أن تحدث عند الأطفال رغم أنها غير شائعة. وهناك الكثير من الأسباب التي قد تؤدي إلى تشكل حصى المرارة عند الأطفال.
هناك عدة أسباب لتشكل حصى المرارة عند الأطفال وأشيعها:
تعتبر أمراض الدم أشيع أسباب حصى المرارة عند الأطفال. وتعتبر الحصوات شائعة الحدوث في فقر الدم الوراثي الذي يؤدي إلى انحلال الدم وتخرب كريات الدم الحمراء. وهناك عدة أنواع من فقر الدم تؤدي إلى حدوث الحصوات المرارية في أعمار مبكرة لدى الأطفال واليافعين مثل التلاسيميا وفقر الدم المنجلي ومرض تكوّر كريات الدم الحمراء ومرض التفول.
تؤدي أمراض كريات الدم الحمراء إلى تخرب الكريات باستمرار وخروج مادة الخضاب (الهيموغلوبين) من داخلها. يقوم الجسم بتحويل هذه المادة إلى مادة أخرى تدعى باسم البيليروبين. ويقوم الكبد بدوره بطرح البيليروبين من الجسم مع العصارة الصفراوية بكميات كبيرة.
يؤدي ذلك إلى ترسب مادة البيليروبين في المرارة وتشكل حصوات سوداء اللون مؤلفة من مادة البيليروبين. تبدأ هذه الحصوات صغيرة ولا تؤدي إلى أعراض، ومع الوقت يكبر حجمها وتؤدي إلى ظهور الأعراض لدى المريض.
ليس بالضرورة. يتعلق ذلك بشدة المرض وتواتر نوبات انحلال الدم لدى المريض. الكثير من المرضى لا تتشكل لديهم أي حصوات مرارية، وفي بعض الحالات تظهر الحصوات بعمر 15-20 سنة. وفي الحالات الشديدة يمكن أن تظهر قبل 10 سنوات من العمر.
لا. في كثير من الأطفال تكون الحصوات صامتة ولا تؤدي إلى أي أعراض. وهنا إما أن تبقى غير مكتشفة أو أن تكتشف بالصدفة لدى إجراء تصوير البطن لسبب آخر.
تؤدي حصوات المرارة عند الأطفال إلى نفس أعراض حصى المرارة لدى البالغين. وعادة ما تكون الأعراض نموذجية جداً حيث يعاني الطفل من ألم في أعلى وأيمن البطن يترافق عادة مع الغثيان والإقياء. ويحدث الألم بشكل نوب مترددة من فترة لأخرى تحدث عادة بعد تناول الطعام. وفي بعض الحالات قد تؤدي الحصوات إلى حدوث اليرقان والاصفرار في لون الجلد والعينين.
ليس بالضرورة. هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى الألم في هذه المنطقة من البطن ويجب حتماً إجراء الفحص الطبي اللازم لتحديد السبب. وإذا كان لديه حصوة في المرارة فيمكن تشخيصها بسهولة من قبل الطبيب من خلال تصوير البطن بالإيكو.
كما هو الحال عند البالغين فإن التشخيص يمكن أن يتم بسهولة من خلال تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار)، حيث تظهر الحصوات بسهولة داخل المرارة. ويجب أن يكون الطفل صائماً لمدة 6 ساعات على الأقل قبل إجراء التصوير حتى تكون المرارة ممتئلة وتظهر محتوياتها بشكل واضح.
نعم حيث يتوجب البحث عن سبب تشكل الحصوات الصفراوية. إذا كان لدى الطفل مرض دموي معروف أو مرض في الكبد أو الأقنية الصفراوية فإن ذلك يفسر سبب حدوث المشكلة. أما إذا لم تكن لدى الطفل أمراض سابقة فيجب إجراء دراسة كاملة للبحث عن السبب. تجرى هذه الدراسة بإشراف طبيب الأطفال وتشمل عادة مجموعة من الفحوص الدموية والشعاعية.
نعم. يجب حتماً تحديد السبب أمام أي حصوات في المرارة عند الأطفال نظراً لأن هذه الحالة المرضية تشاهد عادة عند البالغين من بعد العشرين من العمر، أما حين تحدث لدى الأطفال فهناك سبب معين مسؤول عنها. وقد يحتاج هذا السبب إلى تداخلات علاجية أو احتياطات معينة. ولذلك أي طفل لديه حصوات مرارية بدون سبب واضح يجب أن يخضع لإجراء الدراسة اللازمة.
لا يختلف علاج الحصى في المرارة لدى الأطفال عنه لدى البالغين: إذا كانت الحصوات صامتة ولا تؤدي إلى أعراض فهي لا تحتاج إلى أي علاج. وإذا أدت الحصوات إلى ظهور أعراض فهي تحتاج عندها إلى استئصال المرارة. وبالتالي لا ضرورة لإجراء العملية إلا إذا كانت حصى المرارة تؤدي إلى أعراض. للمزيد من المعلومات المفصلة حول القرارات العلاجية انظر مقالة علاج حصى المرارة لدى البالغين.
نعم. يشكل فقر الدم المنجلي الحالة الوحيدة التي يجرى فيها استئصال المرارة حتى في الحصوات الصامتة. وحين يعاني الطفل من فقر الدم المنجلي وتشخص لديه حصوات في المرارة فإن علاج الحصى يستوجب استئصال المرارة حتى لو كانت الحصوات صامتة ولا تؤدي إلى أي أعراض.
وقد أظهرت الكثير من الأبحاث أن حصوات المرارة تؤدي لدى هؤلاء المرضى بالذات إلى حدوث مضاعفات في نسبة كبيرة من الحالات، ولذلك يجب في فقر الدم المنجلي عند الأطفال استئصال المرارة مع الحصوات حتى لو كانت صامتة.
في الواقع لا أحد يعرف. في بعض الأطفال تبقى الحصوات صامتة ولا تؤدي إلى أي مشاكل. وفي البعض الآخر يمكن أن تؤدي هذه الحصوات إلى أعراض مع الزمن. قد تظهر الأعراض في فترة الطفولة وقد لا تظهر إلا حين يصبح الطفل بالغاً، وربما لا تظهر على الإطلاق. ولذلك يمكن الاكتفاء بمراقبة حصى المرارة طالما كانت لا تؤدي إلى أعراض.
لا تعتبر حصوات المرارة عند الأطفال من الحالات الخطيرة طالما تم التعامل معها بشكل صحيح. إذا كانت الحصوات صامتة فيمكن مراقبتها دون أي شيء آخر ولا داعي للقلق أو الخوف أمام مثل هذه الحالات. ولكن إذا ظهرت أي أعراض أو علامات غير مألوفة فيجب عدم التأخر بمراجعة الطبيب.
إن ظهور أي من الأعراض التالية بوجود حصوات مرارية صامتة لدى الطفل يستدعي مراجعة الطبيب:
تجرى هذه العملية من قبل جراح متخصص بجراحة الأطفال أو جراح متخصص بجراحة البطن عند الكبار (الجراحة العامة والمناظير)، وذلك حسب التخصصات والإمكانيات المتوفرة في المدينة أو المستشفى التي سيتم إجراء العملية فيها.
نعم. تتوفر في الكثير من المستشفيات أدوات ومناظير خاصة بجراحة البطن عند الأطفال بحيث يمكن استئصال المرارة بالمنظار حتى لدى الأطفال الصغار ثم سحب المرارة عبر أحد الثقوب. في حال عدم توفر الأدوات المناسبة فيمكن في هذه الحالة إجراء العملية من خلال شق جراحي. وهي عادة عملية جراحية بسيطة يتحملها الأطفال بشكل جيد ولا تترافق عادة مع مشاكل أو مضاعفات.
هذا الكلام غير صحيح. استئصال المرارة بالمنظار هو الخيار الأفضل عند الأطفال حين تكون المعدات الضرورية متوفرة في المستشفى ويمتلك الطبيب الخبرة المناسبة بذلك. وهو يجرى عبر ثقوب صغيرة جداً في البطن ولذلك فهو أفضل بكثير من استئصال المرارة الجراحي الذي يحتاج إلى إجراء شق أطول عبر عضلات البطن. وقد ذكرت جميع تفاصيل هذه العملية في مقالة عملية استئصال المرارة بالمنظار.
إذا كان سبب الحصوات هو وجود مرض دموي لدى الطفل فإن المشكلة الدموية في معظم الأحيان لن تزيد من خطورة العملية. ولكن يتوجب في هذه الحالات المتابعة مع طبيب الأطفال المشرف على حالة الطفل قبل فترة من العملية لإجراء التحضيرات اللازمة. وقد تشمل مثل هذه التحضيرات نقل الدم عند اللزوم في حال وجود درجة شديدة من فقر الدم، بالإضافة إلى تعليمات علاجية معينة أثناء أو بعد العملية.
لا تعتبر هذه العملية خطيرة وهي لا تؤدي عادة إلى مضاعفات. يتحمل الأطفال التخدير الكامل بشكل ممتاز عادة، ويمكن للطفل في معظم الحالات أن يستأنف تناول الطعام وأن يعود إلى المنزل بعد يوم واحد أو يومين من العملية.
لا يؤثر استئصال المرارة على نمو الطفل أو تطوره أو حياته، ويتحمل الأطفال استئصال المرارة بشكل ممتاز حيث يتأقلم الجسم بشكل جيد مع غياب المرارة. ولا تحدث عادة مشاكل في الهضم أو البطن أو اضطرابات في نمو الطفل بعد إزالة المرارة. ويمكن للطفل أن يتابع حياته بشكل طبيعي مثله مثل غيره من الأطفال.