الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-20
تحياتي لجميع المتابعين الأعزاء أهلاً بكم في موقعي الإلكتروني. أنا الدكتور فراس الصفدي ويسعدني أن أحدثكم في هذه المقالة بأدق التفاصيل عن حالة مهمة جداً تمر علينا كثيراً ويطرح المرضى حولها الكثير من الأسئلة، ألا وهي الورم الجريبي في الغدة الدرقية، وذلك من خلال خبرتي المتواضعة في التعامل مع هذه الحالات. التفاصيل
الورم الجُريبي هو أحد الأورام الشائعة التي يمكن أن تظهر في الغدة الدرقية. وهذا النوع يحتمل الوجهين: فهو يكون ورماً سليماً في الغالبية العظمى من المرضى، ولكنه يمكن أيضاً أن يكون خبيثاً في حوالي 15% من الحالات. وحتى حين يكون الورم خبيثاً فهو عادة من الأورام الجيدة، حيث تنطبق عليه الخصائص الجيدة لسرطان الغدة الدرقية فيما يتعلق بإمكانية العلاج ومعدلات الشفاء المرتفعة جداً.
يؤدي الورم عادة إلى ظهور كتلة أو عقدة في الغدة الدرقية، وعند سحب عينة منها وتحليلها في المختبر تظهر النتيجة وجود ورم جريبي في الغدة الدرقية. ولكن الخاصة المميزة لهذا الورم هي عدم إمكانية تحديد طبيعته وفيما إذا كان سليماً أم خبيثاً بواسطة الخزعة لوحدها أو بواسطة الفحوص الأخرى مثل التحاليل الدموية. وتحديد طبيعة الورم يحتاج حتماً إلى فحصه بشكل كامل في المختبر، الأمر الذي يستدعي إجراء الاستئصال الجراحي أمام كل حالة ورم جريبي.
وبالتالي فإن كل ورم جريبي في الغدة الدرقية هو ورم مرشح للجراحة. ويكفي الاستئصال النصفي للغدة الدرقية في الحالات السليمة، ولكن الحالات الخبيثة تحتاج إلى الاستئصال الكامل. ولذلك فإن خيارات العملية في مثل هذه الحالات تشمل إما استئصال نصف الغدة الدرقية ثم إجراء عملية ثانية إذا كان الورم خبيثاً، أو استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل من البداية، أو استئصال الجهة المصابة من الغدة وإجراء التحليل الفوري أثناء العملية. ولكل طريقة محاسن ومساوئ خاصة يتوجب مناقشتها بشكل مستفيض مع الجراح.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الورم الجريبي في الغدة الدرقية والتفاصيل المتعلقة بالتشخيص والعلاج المناسب، كما تجد الكثير من المعلومات المفيدة في المقالات الأخرى الخاصة بالغدة الدرقية في هذا الموقع.
الورم الجُريبي (follicular tumor) أو الورم الغُدي الجُريبي (follicular adenoma) هو أحد أنواع الأورام التي يمكن أن تظهر في الغدة الدرقية. جاءت التسمية من شكل الورم عند فحصه تحت المجهر في المختبر، حيث يظهر مؤلفاً من جُريبات أو أكياس صغيرة جداً متلاصقة. أما لدى المريض فإن الورم يظهر عادة بشكل كتلة في الغدة الدرقية تبدأ صغيرة وتكبر تدريجياً.
في معظم الأحيان يوضع تشخيص الورم الجريبي بعد سحب خزعة من الغدة الدرقية بوجود عقدة واحدة في الغدة. يراجع المريض بسبب وجود عقدة بارزة على الغدة الدرقية ويُظهر تصوير الغدة أن هذه العقدة وحيدة. بعد ذلك يقوم الطبيب بسحب عينة من هذه العقدة وإرسالها إلى المختبر لتحليلها وتحديد طبيعتها بشكل أكيد. وتظهر نتيجة التقرير أن المريض يعاني من ورم جريبي في الغدة.
يمتلك الورم الجُريبي في الغدة الدرقية نوعان: الورم الجريبي السليم والورم الجريبي الخبيث. تكون معظم الأورام سليمة حيث تشاهد في حوالي 85% من المرضى، ولكن الورم يمكن أن يكون خبيثاً في حوالي 15% من المرضى.
للأسف لا يمكن للخزعة التي يتم سحبها بواسطة الإبرة أن تحدد طبيعة الورم بشكل أكيد. والسبب في ذلك هو أن سحب الخزعة يؤدي إلى الحصول على خلايا من داخل العقدة فقط، ولا تكفي دراسة الخلايا لتحديد نوع الورم في هذا النوع من الأورام بالذات. ولذلك فلا يمكن تحديد طبيعة الورم بشكل أكيد بناءً على خزعة الغدة الدرقية لوحدها.
إن الطريقة الوحيدة لتحديد طبيعة الورم الجريبي وفيما إذا كان سليماً أم خبيثاً هي فحص كامل الورم في المختبر. ولذلك لا بد أمام أي ورم جريبي من استئصال الورم جراحياً وفحصه في المختبر لتحديد طبيعته بشكل أكيد. ويشمل الاستئصال على الأقل نصف الغدة الدرقية الذي يحتوي على الورم.
عند تشخيص الورم الجريبي بواسطة خزعة الغدة الدرقية فإن التحليل لا يحدد فيما إذا كان الورم سليماً أم خبيثاً، وإنما يقول فقط بأن هناك ورماً جريبياً. وحتى يتم تحديد طبيعة الورم بشكل أكيد فلا بد من استئصاله جراحياً وتحليله كاملاً في المختبر. فإذا كان الورم خبيثاً وتم إهماله ولم يتم استئصاله فإن ذلك قد ينقص من نسبة الشفاء.
للأسف لا توجد حالياً أي وسيلة تشخيصية قاطعة يمكن أن تؤكد طبيعة الورم الجريبي. وعند تشخيص الأورام الجريبية من خلال الخزعة بواسطة الإبرة فهي تحوّل عادة للاستئصال الجراحي.
تحتاج الأورام الجريبية الخبيثة إلى استئصال الغدة الدرقية بشكل كامل بهدف تحقيق الشفاء الكامل من المرض. أما الأورام الجريبية السليمة فيكفي فيها استئصال نصف الغدة الدرقية الذي يحتوي على الورم. وإذا كان النصف الآخر سليماً فيمكن المحافظة عليه وتركه في الرقبة بحيث يقوم بوظيفة الغدة الدرقية الطبيعية في الجسم.
هناك ثلاثة خيارات جراحية ممكنة في هذه الحالة:
إذا كانت أجهزة التحليل الفوري متوفرة في المستشفى الذي سيتم إجراء العملية فيه فسيقوم الجراح عادة باستخدام هذه الطريقة نظراً لأنها قد تفيد في اتخاذ القرار المناسب كما ذكرت في السؤال السابق. أما إذا لم تكن متوفرة فإن الاختيار بين الاحتمالين الأول والثاني يتم من خلال مناقشة الموضوع بشكل مفتوح مع الجراح. وعادة ما يعود القرار للمريض بعد فهم الإيجابيات والسلبيات في كل طريقة.
للأسف لا. يمكن في بعض المرضى أن يشير التحليل الفوري إلى أن الورم الجريبي سليم، ويتم بناءً على ذلك استئصال نصف الغدة الدرقية فقط. وعند دراسة العقدة في المختبر بعد العملية يتبين أن الورم الجريبي في الواقع هو من النوع الخبيث، وهنا يحتاج المريض بالطبع لعملية ثانية لاستئصال النصف الآخر من الغدة. وبذلك فإن التحليل الفوري في هذه الحالة قد أظهر بأن الورم سليم في حين أنه في الواقع كان خبيثاً، ولذلك فإن المريض يحتاج لإتمام الاستئصال من خلال عملية أخرى.
ولذلك يجب أن تعرف بأن التحليل الفوري هو طريقة مفيدة جداً ولكنها ليست دقيقة دوماً، والنتائج ليست مضمونة في حالة الورم الجريبي، ويجب دائماً القبول بنسبة من عدم الدقة لدى اتباع هذه الطريقة.
إذا لم تكن طريقة التحليل الفوري أثناء العملية متوفرة فأنا أنصح باستئصال نصف الغدة الدرقية مبدئياً. السبب في ذلك هو أن معظم الأورام الجريبية هي أورام سليمة (حوالي 85% منها)، وبالتالي فهناك فرصة كبيرة لأن يكون الورم سليماً. وفي هذه الحالة إذا كان الورم سليماً بالفعل فإننا نحافظ على النصف الآخر من الغدة الدرقية ولا يحتاج المريض لتناول أي علاج بعد ذلك. وإذا أظهر التحليل النهائي أن الورم خبيث فإن إجراء عملية ثانية لاستئصال النصف الآخر ليس مشكلة كبيرة.
في معظم المرضى لا حاجة لتناول أي أدوية بعد استئصال نصف الغدة الدرقية. ولكن في بعض الحالات قد لا يتمكن النصف المتروك من الغدة من إفراز كمية كافية من الهرمونات في الجسم. ولذلك يتوجب في هذه الحالات حتماً مساعدة النصف المتبقي من الغدة وإعطاء جرعة مساعدة من هرمون الغدة الدرقية.
نعم. تعتبر الغدة الدرقية لديك معرضة لتشكل الأورام فيها ولذلك ينصح بمراقبة النصف الآخر المتروك من الغدة، حيث يبقى معرضاً لتطور مشكلة مشابهة في أي وقت في المستقبل.
ولذلك ينصح في مثل هذه الحالات بإجراء تصوير للنصف المتبقي من الغدة الدرقية بواسطة الأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) مرة واحدة كل سنة في الفترة الأولى ثم مرة كل سنتين بعد العملية أو حسب ما يرى الطبيب. والغاية من ذلك هي التشخيص المبكر لأي مشكلة يمكن أن تظهر في النصف المتبقي والتعامل معها بالشكل المناسب.
بالإضافة إلى ذلك يتوجب أيضاً تناول حمية غذائية غنية باليود بعد استئصال نصف الغدة الدرقية. وقد تم الحديث عن هذه الأمور بالتفصيل في مقالة الحياة بعد استئصال الغدة الدرقية.
لا. يعتبر السرطان الجريبي من الأورام الجيدة في الغدة الدرقية، وتنطبق عليه إجمالاً نفس الخصائص الجيدة التي يتمتع بها سرطان الغدة الدرقية. تعتبر نسبة الشفاء الكامل في هذا النوع من الأورام مرتفعة جداً وتصل عادة إلى أكثر من 95% من المرضى. ولكن الشفاء الكامل قد يحتاج أحياناً إلى معالجة مكملة بواسطة اليود المشع بعد العملية.