الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-08
يعتبر التهاب الجرح بعد العملية من أشيع المضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد العمليات الجراحية. أنا الدكتور فراس الصفدي أرحب بكم في موقعي الإلكتروني ويسرني أن أحدثكم بالتفصيل الممل مع الشرح بالصور عن التهاب الجروح ومعالجته، وذلك من خلال خبرتي الجراحية الطويلة في هذا المجال.
يحدث الالتهاب حين تصل الجراثيم إلى داخل الجرح وتتغلب على مناعة الجسم بحيث تتكاثر بداخله وتؤدي إلى تخرب الأنسجة وإعاقة الشفاء. وهناك درجات مختلفة لالتهاب الجرح، حيث تكون معظم الحالات خفيفة وتصيب النسيج الدهني تحت الجلد، وقد تترافق مع تقيح شديد وتشكل الصديد في الجرح. وفي الحالات الشديدة يمتد الالتهاب ليشمل طبقات عميقة وقد يكون خطيراً في بعض الأحيان.
هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى التهاب الجروح. في المرتبة الأولى تأتي الأسباب المرتبطة بحالة المريض، فبعض المرضى لديهم مناعة ضعيفة مع عدم القدرة على مقاومة الجراثيم. من جهة أخرى فإن الظروف المرافقة لبعض العمليات الجراحية قد تؤدي إلى حدوث الالتهاب في الجرح حتى لو كانت مناعة المريض طبيعية. والتهاب الجرح هو من المضاعفات التي يمكن أن تحدث حتى ولو قام الجراح بالعملية على أكمل وجه وتم اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية بشكل مثالي.
تعتبر أعراض التهاب الجرح بعد العملية واضحة عادة. يظهر الالتهاب بعد بضعة أيام من العملية حيث يؤدي إلى تبدلات موضعية تشمل الألم غير المعهود المترافق مع الاحمرار والسخونة والانتفاخ. حين يحدث تقيح في الجرح فقد يخرج الصديد من أي منطقة من الجرح. وفي الحالات الشديدة يعاني المريض من ارتفاع درجة الحرارة. ونظراً لأن الاحمرار والانتفاخ الخفيف هي من الأعراض الشائعة في الجروح حتى بدون وجود التهاب، فإن تشخيص التهاب الجرح يحتاج عادة إلى الفحص المباشر من قبل الجراح.
يعتمد علاج تقيح الجرح بعد العملية على فتح الجرح بشكل جزئي أو كامل وتفريغ الصديد والوسخ من الجرح. وينبغي عند الإمكان إرسال عينة من القيح إلى المختبر لإجراء الزرع الجرثومي. بعد ذلك يتم غسيل الجرح بشكل جيد من الداخل وتركه مفتوحاً بحيث يعالج بالضمادات المتكررة إلى أن يحدث الشفاء. وفي حالات معينة يمكن لاحقاً خياطة الجرح مرة أخرى بعد شفاء الالتهاب بشكل كامل.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول التهاب وتقيح الجرح بعد العمليات الجراحية. ومن الجدير بالذكر أن تشخيص هذه الحالات يحتاج حتماً إلى الفحص الطبي المباشر وهو غير ممكن عبر الإنترنت، وقد يتطلب في كثير من الأحيان فتح الجرح بشكل جزئي لرؤية المفرزات.
التهاب الجرح هو وصول الجراثيم إلى داخل الجرح وتغلبها على مناعة الجسم الموضعية، مما يؤدي إلى تكاثرها بأعداد كبيرة. تؤدي الأعداد الكبيرة من الجراثيم إلى تخريب الأنسجة وإعاقة شفاء الجرح.
يبدأ الالتهاب عادة في النسيج الدهني تحت الجلد. وفي حال عدم العلاج تستمر الجراثيم بالتكاثر وغزو الأنسجة بحيث يمكن للالتهاب أن يمتد ليشمل طبقات أخرى في منطقة العملية مثل العضلات والأجواف الداخلية.
وفي الحالات الشديدة يؤدي الالتهاب إلى مضاعفات خطيرة مثل الخراجات الداخلية أو تسمم الدم والالتهاب المنتشر في الجسم وحتى الوفاة في الحالات الشديدة.
تقيح الجرح هو تشكل القيح أو الصديد في الجرح، وهو يشكل مرحلة متقدمة من التهاب الجرح. والصديد هو حاصل المعركة بين الجراثيم وبين مناعة الجسم الطبيعية.
فحين تحاول الجراثيم غزو الأنسجة الجلدية، تقوم مناعة الجسم والكريات البيضاء بمهاجمتها وإفراز مواد تؤدي إلى قتلها. ويؤدي ذلك أيضاً إلى تخرب الأنسجة الموضعية. وبذلك تتشكل سوائل بيضاء أو صفراء كريهة الرائحة تحتوي على بقايا الجراثيم بالإضافة إلى كريات الدم البيضاء الميتة والأنسجة المتخربة. وحين تتجمع هذه السوائل في الجرح يقال بأن هناك تقيح في الجرح.
تصل الجراثيم إلى الجرح عادة من مصدرين: إما من الخارج أو من الداخل:
تقسم هذه الأسباب إلى مجموعتين رئيسيتين:
في معظم الأحيان تحدث التهابات الجروح بدون أي خطأ أو تقصير من الطاقم الطبي. إن التهاب الجرح هو من المضاعفات الطبيعية المتوقعة بعد أي عملية جراحية.
وفي كثير من الحالات يحدث التهاب وتقيح الجرح بدون أي سبب واضح، وعلى الرغم من اتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة قبل وبعد وأثناء العملية، واتخاذ جميع الإجراءات الطبية المثالية.
يعتبر التهاب الجرح من أشيع مضاعفات الجروح بعد العمليات الجراحية. وتختلف نسبة حدوث التهاب الجرح حسب الكثير من العوامل، وأهمها نوع العملية الجراحية التي تم إجراؤها ومناعة المريض.
وتتراوح نسبة حدوث الالتهاب من 3% في العمليات النظيفة لدى المرضى ذوي المناعة الجيدة، إلى أكثر من 50% من العمليات الملوثة لدى المرضى الذين لديهم تراجع في القدرة المناعية.
كلا. في معظم الحالات لا توجد علاقة بين إعطاء المضادات الحيوية بعد العمليات الجراحية وبين حدوث الالتهاب، ولا تفيد المضادات الحيوية بعد العمليات الجراحية الروتينية في الوقاية من التهاب الجرح كما أثبتت جميع الدراسات الحديثة.
وحدوث الالتهاب في هذه الحالة ليس ناجماً عن عدم إعطاء مضاد حيوي بعد الجراحة، وإنما عن دخول كمية كافية من الجراثيم إلى الجرح وتغلبها على مناعة الجسم، والتي لن يتمكن المضاد الحيوي بعد العملية من ردعها بجميع الأحوال.
على العكس من ذلك فإن إعطاء المضادات الحيوية بشكل غير مبرر قبل وبعد العمليات قد يؤدي إلى إضعاف مناعة الجسم. حين تؤدي المضادات الحيوية المعطاة بشكل عشوائي إلى قتل الجراثيم المفيدة المتعايشة مع جسم الإنسان، مما يؤدي إلى تفوق الجراثيم الضارة التي تقوم بإحداث الالتهابات.
حين يحدث التهاب في الجرح فهو يشاهد عادة بعد ثلاثة إلى خمسة أيام من إجراء العملية الجراحية. وبالتالي فإن المريض في كثير من الحالات سيكون في المنزل عند حدوث الالتهاب. وبالتالي يتوجب على كل مريض أن يعرف الأعراض التي يمكن أن تشير إلى وجود التهاب في جرح العملية.
يؤدي التهاب جرح العملية إلى واحد أو أكثر من الأعراض التالية:
الصديد أو القيح أو المد هي كلها تسميات لشيء واحد. وهي المفرزات التي تتشكل بداخل الجروح الملتهبة. وهذه المفرزات تكون عادة لزجة وكريهة الرائحة، وتبدو ذات مظهر عكر (ليست رائقة أو صافية).
أما لونها فيتراوح بين الأبيض المصفر حتى الأصفر الغامق أو البرتقالي أو البني. وقد تمتزج المفرزات بالدم عند خروجها فتبدو وردية أو بنية قاتمة.
ليس بالضرورة. في بعض المرضى مثلاً يكون هناك فقط احمرار في الجرح. في البعض الآخر تشاهد مفرزات من الجرح فقط بدون أعراض أخرى. وفي مرضى آخرين يمكن أن تشاهد جميع العلامات معاً.
وبذلك من الصعب على المريض تشخيص التهاب الجرح، إذ يحتاج ذلك إلى خبرة كبيرة بالجروح ومضاعفاتها. ولكن على المريض أن يراجع الطبيب لدى ملاحظة أي أعراض غير طبيعية أو أي تدهور في حالة الجرح، بحيث يقوم الطبيب بإجراء الفحص اللازم وتشخيص المشكلة باكراً.
ليس بالضرورة. يعتبر الاحمرار الخفيف في الجرح أمراً طبيعياً بعد العمليات الجراحية، حيث تبدو المنطقة المحيطة بالجرح وردية اللون بسبب زيادة تشكل الأوعية الدموية في منطقة الجرح أثناء الشفاء.
أما في حالات الالتهاب فيكون الاحمرار شديداً ومائلاً إلى اللون الأرجواني مع سخونة موضعية، وقد يظهر الجلد لامعاً بسبب التوذم الشديد.
ليس بالضرورة. هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى تورم وانتفاخ الجرح، وأشيعها التورم الطبيعي الناتج عن الوذمة الطبيعية في الجرح بعد العملية الجراحية كما ذكر في مقالة تورم الجرح بعد العمليات.
يشخص التهاب جرح العملية عادة بناءً على الفحص من قبل الطبيب الخبير. يقوم الطبيب عادة بفحص الجرح بشكل جيد، وعند الحاجة يمكن أن يقوم بإجراءات أخرى مثل سحب السوائل من الجرح بواسطة إبرة، أو تصوير منطقة الجرح بالإيكو أو السونار، أو حتى فتح جزء من الجرح لتحديد طبيعة السوائل الموجودة بداخله.
وبذلك فإن الطبيب العادي الذي لا يمتلك الخبرة الكافية بالجروح ومضاعفاتها قد لا يتمكن من تشخيص الالتهاب في جرح العملية، ولذلك ينصح عند الشك بإجراء الفحص لدى الجراح.
عند وجود التهاب صريح في الجرح أو خروج الصديد بعد العمليات الجراحية فإن المعالجة تعتمد على القواعد التالية:
يختلف ذلك من مريض لآخر ومن حالة لأخرى حسب نوع العملية الجراحية وحجم الجرح. إذا كان جرح العملية صغيراً فسيتم عادة فتح الجرح بشكل كامل. أما إذا كان جرح العملية كبيراً فيكفي في معظم الحالات فتح جزء من الجرح بطول 3-5 سم للسماح بخروج الصديد والسوائل المتجمعة. ويمكن غسيل الجرح وتنظيفه عبر هذه الفتحة.
على الرغم من ذلك فإن بعض المرضى يحتاجون إلى فتح الجرح لمسافة أطول من ذلك، وحتى فتح الجرح بشكل كامل أحياناً وخصوصاً عند خروج كميات كبيرة من الصديد بعد العملية الجراحية، وذلك حين يكون الالتهاب شديداً ولا يمكن معالجة الجرح بشكل جيد من خلال فتحة صغيرة.
إذا تم إغلاق الجرح بعد فتحه وتنظيفه فسيتجمع الصديد والإفرازات مرة أخرى بداخل الجرح، وذلك لأن الأنسجة الملتهبة سوف تستمر بإفراز السوائل، مما يؤدي إلى عودة المشكلة مرة أخرى. ولذلك يجب ترك الجرح مفتوحاً ومعالجته بالضمادات اليومية إلى أن يشفى الالتهاب.
في الغالبية العظمى من حالات التهاب الجرح يتم فتح الجرح بشكل بسيط، ولا يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية ثانية، ويمكن العناية بالجرح حتى الشفاء بواسطة الإجراءات الموضعية. ولكن في حالات خاصة قد يحتاج العلاج الكامل إلى إجراء عملية أخرى كما في الأمثلة التالية:
لا تفيد المضادات الحيوية لوحدها في معالجة التهاب الجرح. والسبب في ذلك هو أن المضاد الحيوي لن يفيد في القضاء على الجراثيم المتجمعة داخل الجرح، نظراً لأنه لن يصل إلى داخل الجرح.
فالمضادات الحيوية تؤخذ عن طريق الفم أو الوريد، وتصل مع الدم عبر الأوعية الدموية إلى مكان تأثيرها لتتجمع بتركيز مرتفع ولتقتل الجراثيم. أما في التهابات الجرح بعد العمليات فإن جوف الجرح يكون عديم التوعية الدموية لأن الأوعية الدموية الجديدة لم تتشكل بعد، وإنما يحدث الالتهاب داخل جوف مغلق ومعزول.
ولذلك فإن المضادات الحيوية لن تصل إليه ولا يمكن أن تؤثر في الجراثيم. وحين يكون هناك التهاب حقيقي وتقيح في الجرح فإن العلاج حتماً هو فتح الجرح.
في معظم الأحيان لا حاجة للعلاج بالمضادات الحيوية بعد فتح الجرح. ومجرد فتح الجرح وتنظيفه وتعقيمه هو عادة إجراء كاف لمعالجة الالتهاب. ويمكن علاج الغالبية العظمى من حالات التهاب الجرح بدون استخدام أي مضاد حيوي. ولا تستخدم المضادات الحيوية إلا في حالات خاصة.
الكثير من المرضى يعتقدون بأن لديهم التهاب في الجرح بمجرد وجود تورم خفيف واحمرار بسيط في الجلد، ويتم تشخيص الحالة خطأ من قبل الطبيب غير الخبير على أنها التهاب في الجرح. ويتناول المريض المضادات الحيوية لتتحسن الأعراض خلال أيام. وهكذا يعتقد المريض بأن سبب التحسن هو المضاد الحيوي.
وفي الواقع فإن مثل هذه الحالات هي ليست التهاباً في الجرح بالأصل، وهي كانت ستتحسن سواءً تم إعطاء المضاد الحيوي أم لا. أما الالتهاب الحقيقي في الجرح فهو يحتاج حتماً إلى فتح الجرح.
عند فتح الجروح المصابة بالالتهاب يجب أخذ عينة من الصديد وإرسالها إلى المختبر لإجراء الزرع الجرثومي. وهنا يتم تحديد نوع الجراثيم المؤدية إلى الالتهاب، كما يتم تحديد نوع المضادات الحيوية الأكثر قدرة على القضاء على هذه الجراثيم.
حين تستخدم المضادات الحيوية لوحدها بدون فتح الجرح فهي لا تمتلك فائدة في معالجة الالتهاب. ولكن في بعض الحالات يحتاج المريض إلى المعالجة بالمضادات الحيوية بعد فتح الجرح.
ولذلك يتوجب دائماً إجراء الزرع الجرثومي بحيث يتم معرفة هذه المعلومات، واختيار المضاد الحيوي المناسب حسب نوع الجراثيم المؤدية للالتهاب.
في حالات طبية معينة يكون العلاج بالمضادات الحيوية ضرورياً عند وجود التهاب في الجرح، على الرغم من فتح الجرح وتنظيفه بشكل جيد. ينبغي توجيه المعالجة حتماً حسب نتائج الزرع الجرثومي. وهنا تكون الغاية من العلاج هي السيطرة على الالتهاب ومنع انتشاره لخارج نطاق الجرح. ومن هذه الحالات أذكر مثلاً:
لا توجد أي إجابة صحيحة على هذا السؤال، ولا يوجد شيء اسمه "أفضل مضاد حيوي" لعلاج الجروح الملتهبة. أكرر بأن العلاج الصحيح للجروح المصابة بالالتهاب بعد العملية الجراحية هو فتح الجرح وتنظيفه بعد التأكد من تشخيص الالتهاب.
وفقط في حالات خاصة يحتاج المريض -بالإضافة إلى فتح الجرح- إلى العلاج بالمضادات الحيوية. وهنا يتم اختيار المضاد الحيوي المناسب حسب نتائج الزرع الجرثومي، وذلك في إطار العملية التي أجريت للمريض وحالته الصحية السابقة.
تختلف الإجابة على هذا السؤال بشكل كبير من مريض لآخر حسب تفاصيل الحالة وحجم الجرح ودرجة الالتهاب، ولا يوجد على الإطلاق نصائح تصلح لكل مريض. وإن الجراح المشرف على العلاج هو أفضل من يحدد الطريقة المناسبة لمعالجة الجرح. ولكن إجمالاً تتم المعالجة حسب القواعد العريضة التالية:
بشكل عام يمنع استخدام المراهم طالما كان الجرح لا يزال بحالة التهاب وتخرج منه مفرزات قيحية أو عكرة. وفي هذه الحالة يتوجب أن يوضع الشاش الجاف أو الشاش المضاد للجراثيم بداخل الجرح بدون وضع أي مواد أخرى. حين يرى الطبيب بأن الالتهاب قد شفي بشكل كامل فيمكن معالجة الجرح المفتوح بواسطة المراهم الخاصة بالجروح المفتوحة.
وأنوه إلى أن الأبحاث لم تظهر فائدة واضحة لهذه المراهم مقارنة بالمعالجة التقليدية بواسطة المحاليل المعقمة والشاش العادي. وهناك أنواع كثيرة من المراهم المتوفرة في الأسواق. ويقوم الكثير من الجراحين بوصف هذه المراهم في العلاج. والكثير منها يترافق مع نتائج جيدة، ولكنها كما ذكرت لا تمتلك أفضلية واضحة مقارنة بالمعالجة التقليدية. ولذلك ننصح دائماً باتباع تعليمات الطبيب المشرف على العلاج الذي يعرف تفاصيل الحالة بشكل أفضل.
في حالات معينة يمكن خياطة الجرح لاحقاً بعد شفاء الالتهاب. وفي هذه الحالة يتم علاج الجرح لعدة أيام أو أسابيع إلى أن يشفى الالتهاب بشكل كامل. وتتم المتابعة الدورية مع الطبيب المشرف على العلاج. إذا وجد الطبيب بأن الالتهاب قد شفي تماماً فمن الممكن خياطة الجزء المفتوح من الجرح مجدداً. ويتم إجراء الخياطة تحت التخدير الموضعي أو العام حسب حجم الجرح وعمقه.
نعم. بعد شفاء الالتهاب فإن الأنسجة الداخلية تبدأ بالنمو بشكل سريع وتتشكل طبقات جديدة من الأنسجة بحيث ينغلق الجرح بشكل تدريجي من الداخل إلى الخارج. وبعد أن يمتلئ الجرح بالنسيج الجديد تتشكل طبقة جديدة من الجلد فوقه بحيث ينغلق الجرح بشكل كامل. وبذلك حتى لو كان الجرح في البداية يبدو مفتوحاً وكبيراً، إلا أن الشفاء سيحدث في النهاية ولو استغرق بعض الوقت.
يختلف ذلك بشكل كبير حسب حجم الجرح وعمقه وحالة الأنسجة لدى المريض. إذا تم فتح جزء صغير من الجرح وكانت حواف الجرح قريبة من بعضها فإن الشفاء الكامل للجرح قد يحتاج إلى شهر واحد بعد العملية. وتتطاول فترة الشفاء إلى عدة أشهر في الجروح الكبيرة.
استخدم العسل في علاج الجروح منذ آلاف السنين، ولا يزال يستخدم حتى اليوم في الكثير من مناطق العالم. يمتلك العسل تأثيرات إيجابية على الجروح المفتوحة، حيث يؤمن وسطاً رطباً مناسباً لتجدد الأنسجة وتسريع شفاء الجرح. كما يحتوي على مواد قاتلة للجراثيم ويمتلك تأثيرات موضعية مضادة للالتهاب.
على الرغم من الفائدة المثبتة للعسل في تحسين شفاء الجروح وتعزيز المناعة والمقاومة الموضعية ضد الجراثيم، إلا أن الأبحاث لم تظهر أفضلية لاستخدام العسل على الوسائل الطبية التقليدية المتبعة في العناية بالجروح المفتوحة.
وقد أكدت عدة أبحاث علمية أجريت خلال السنوات العشر الأخيرة في أوروبا والولايات المتحدة أن الدلائل المتوفرة حول أفضلية العسل في معالجة الجروح محدودة. ومن أكبر الدراسات التي أجريت حول هذا الموضوع هو البحث الذي أجري في جامعة أوكلاند في نيوزيلاندا ونشر في عام 2015.
تم في هذه الدراسة جمع نتائج الأبحاث السابقة التي أجريت حول استخدام العسل في أنواع مختلفة من الجروح المفتوحة والملتهبة وتحليل نتائجها للحصول على توصيات علاجية صحيحة. وحسب ما ذكره الباحثون في خلاصة الدراسة فإن الأبحاث المقارنة التي أظهرت أفضلية كبيرة للعسل في معالجة الجروح هي أبحاث غير دقيقة وقد تفتقر إلى الدقة العلمية.
وعلى الرغم من تأثيرات العسل المفيدة على شفاء الجروح والحروق، إلا أن من الصعب الحصول على نتائج قاطعة حول أفضلية العسل على المعالجة الطبية التقليدية. ويمكنك قراءة ملخص الدراسة بالإنكليزية من خلال النقر هنا.
أنا شخصياً لا أستعمل العسل في معالجة الجروح لدى المرضى. السبب الأول في ذلك هو عدم وجود إثباتات قاطعة على أفضلية العسل مقارنة بالوسائل العلاجية التقليدية كما ذكرت أعلاه. والسبب الثاني هو صعوبة التعامل مع العسل بالنسبة لتطبيقه وغسله عن الجرح بسبب لزوجته الشديدة.
أما السبب الثالث فهو أن العسل الغذائي المتوفر حالياً في الأسواق يخضع عادة للمعالجات والإضافات بحيث يختلف في تركيبه عن العسل الطبيعي الصرف، الأمر الذي قد يؤثر على فعاليته، وليس أي نوع من العسل متوفر في الأسواق هو مستحضر صالح للاستخدام الطبي.
على الرغم من ذلك فأنا لست ضد المعالجة الموضعية بالعسل حين يتم وصف المعالجة من قبل الطبيب أو حين يرغب المريض بذلك.
قبل تطبيق العسل على الجرح يتوجب تنظيف الجرح بشكل جيد من المفرزات والأجزاء النسيجية، ويتم ذلك من خلال غسيله لعدة مرات بواسطة أي محلول معقم إلى أن يصبح نظيفاً.
ينبغي كذلك تنظيف بقايا العسل القديم من الضماد السابق بشكل جيد، والتي قد تكون ملتصقة بحواف الجرح. بعد ذلك يتم غمر الجرح بالعسل بحيث يغطي سطح الجرح من الداخل بشكل كامل. وينبغي الانتباه إلى ضرورة حدوث التلامس الكامل بين جميع سطوح الجرح الداخلية وبين العسل، وخصوصاً في الجروح المعقدة أو المتشعبة.
إذا كان جوف الجرح كبيراً توضع قطعة أو أكثر من الشاش بداخل الجرح بحيث تتبلل بشكل كامل بالعسل الموجود بداخل الجرح. أخيراً تتم تغطية الجرح بقطع الشاش المعقم وتثبيت الضماد بواسطة اللاصق.
تعتبر هذه الكريمات وسيلة عملية جداً لمعالجة الجروح المفتوحة، وذلك لسهولة استخدامها وتركيبها الطبي المناسب للاستخدام داخل الجروح المفتوحة. وعند الرغبة باستخدام هذه الكريمات فأنا انصح باستعمالها كوسيلة مساعدة لتسريع نمو الأنسجة وشفاء الجرح بعد شفاء الالتهاب وليس قبل ذلك. وهنا ينبغي الانتظار حتى شفاء الالتهاب وتحسن الجرح وتوقف المفرزات القيحية، ويتم بعد ذلك البدء بتطبيق الكريم بداخل الجرح.
المعالجة بالضغط السلبي (vaccuum assisted closure وتدعى اختصاراً VAC) هي وسيلة حديثة لمعالجة الجروح المفتوحة. تستخدم هذه الطريقة في الجروح الكبيرة حيث يتم وضع ضماد خاص بداخل الجرح ووصله عبر أنبوب إلى مضخة خارجية. تقوم المضخة بشفط السوائل والمفرزات من الجرح وتساعد على شفاء الالتهاب وتقليص حجم الجرح بحيث تتقارب حواف الجرح على بعضها.
يتم ترك الضماد عادة لمدة 2-5 أيام حسب حالة المريض، وبعد ذلك يتم تبديله والانتظار مجدداً لمدة 2-5 أيام مع مراقبة تطور الجرح في كل مرة إلى أن تتحسن حالة الجرح ويصبح نظيفاً. وهنا يمكن خياطة الجرح وإغلاقه.
تتميز المعالجة بالضغط السلبي بأنها تسرع شفاء الجروح الكبيرة بشكل واضح مقارنة بالمعالجة التقليدية. وهي تريح المريض من الضمادات اليومية وتسحب المفرزات من الجرح مؤدية إلى جفافه بشكل سريع. كما تعزز تجدد الأنسجة الجديدة مما يجعل الجرح يشفى بشكل أسرع. وينصح باستخدام هذه المعالجة دائماً حين تكون متوفرة.
إذا كان هناك التهاب شديد في الجرح فلا يمكن استخدام المعالجة بالضغط السلبي، حيث يجب أن يعالج الجرح بالضمادات المتكررة مرة أو مرتين يومياً. مع تحسن الالتهاب يؤخذ استخدام هذه الطريقة بعين الاعتبار. ويمكن من حيث المبدأ استخدام المعالجة بالضغط السلبي في جميع الجروح المفتوحة والنظيفة بعد العمليات الجراحية.
تتوفر هذه المعالجة على نطاق واسع في الدول الغربية. أما في الدول العربية فهي لا تزال محدودة بالمراكز الكبيرة التي تمتلك المعدات والخبرة اللازمة بتطبيقها، حيث يتم تطبيق العلاج في المستشفى حصراً ويحتاج إلى بقاء المريض في المستشفى لفترة لا تقل عن أسبوعين عادة لتطبيق جلسات العلاج المتكرر إلى أن تصبح خياطة الجرح ممكنة.
كانت المضادات الحيوية تعطى في الماضي بشكل روتيني للكثير من المرضى قبل وبعد العمليات الجراحية. ومع ذلك فإن الالتهابات كانت تحدث في الجروح لدى بعض المرضى على الرغم من استخدام هذه المعالجة.
بعد ذلك أظهرت الأبحاث أن هذه المعالجات غير ضرورية إلا في حالات خاصة، ولا تفيد في الوقاية من التهاب الجروح، بل إنها قد تكون ضارة في بعض الأحوال، فضلاً عن أنها تؤدي إلى تفاقم مشكلة مقاومة المضادات الحيوية.
وتقول التوصيات الحالية بأن المضادات الحيوية تعطى فقط عند الضرورة في عمليات معينة، وذلك قبل إجراء العملية مباشرة. أما بعد العملية فليس هناك أي ضرورة لإعطائها إلا في حالات خاصة.
وقد تم تبني هذه التوصيات من قبل أكبر المنظمات المتخصصة بالأمراض الالتهابية، مثل المركز الأمريكي للسيطرة على الأمراض (CDC) والمركز الأوروبي للوقاية من الأمراض (ECDC). كما صدر عن منظمة الصحة العالمية نفس التوصيات كما هو موضح على موقع المنظمة في المقالة بالإنكليزية على هذا الرابط.