الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-10
من خلال خبرتي الطويلة في معالجة آلام المرضى بعد العمليات الجراحية يسعدني أن أقدم لكم في هذه المقالة معلومات مفصلة ومبسطة عن طريقة المعالجة الصحيحة بمسكنات الألم، سواءً في حالات الآلام الشائعة أو بعد العمليات الجراحية. معكم الدكتور فراس الصفدي وأرحب بكم في موقعي الإلكتروني.
ملاحظة هامة: إن هذه المقالة هي مجرد مقالة تعريفية بطرق تسكين الألم والأدوية المستخدمة في معالجة الألم بعد العمليات الجراحية وليست دليلاً علاجياً. وعلى الرغم من تقديم المعلومات المتعلقة بالجرعات المسموحة والتأثيرات الجانبية بشكل مفصل، إلا أن هذه المعلومات تبقى مجرد إرشادات ونصائح عامة بهدف التثقيف والتوجيه. وهي لا تنطبق على حالة كل مريض ولا يمكن اعتبارها تعليمات مطلقة ونهائية تصلح لكل مريض. وإدارة الموقع لا تتحمل بأي حال من الأحوال مسؤولية أي نتائج أو مشاكل أو مضاعفات ناجمة عن اتباع أي معالجات أو تعليمات مذكورة في هذه الصفحة. وينبغي دائماً مناقشة هذه الأمور مع الطبيب المشرف على العلاج وقراءة النشرات الخاصة بالأدوية لمعرفة الجرعات المسموحة والتأثيرات الجانبية المحتملة.
يعتبر الشعور بدرجة معينة من الألم طبيعياً بعد أي عملية جراحية، وذلك بسبب تأذي الأنسجة وتنبيه وتخريش الأعصاب الصغيرة المسؤولة عن الألم، والتي تتواجد في مختلف الأعضاء والأنسجة مثل الجلد والعضلات والأحشاء. على الرغم من ذلك فإن التطورات التي طرأت على علم التخدير وتسكين الألم قد أتاحت إجراء معظم العمليات الجراحية بدون أن يعاني المريض من الآلام المبرحة بعد العملية، وذلك من خلال استعمال مسكنات الألم بشكل مدروس وصحيح بعد العمليات.
لا تقتصر أهمية تسكين الألم على تخفيف معاناة المريض بعد العملية، وإنما ترتبط بشكل مباشر بتسريع الشفاء والوقاية من الكثير من المشاكل والمضاعفات بعد العملية الجراحية. فوجود الألم بعد العملية يعيق المريض عن الحركة ويؤدي إلى انقطاع الشهية وتأخر التغذية، كما يؤدي إلى ارتفاع الهرمونات الضارة في الجسم مما يؤدي إلى اضطراب التروية الدموية في الأعضاء المهمة وزيادة نسبة الالتهابات والمضاعفات الجراحية. ولذلك ينبغي عدم التساهل في معالجة الألم أو تحمل الآلام بشكل غير مبرر بعد العمليات الجراحية، وخصوصاً الكبيرة منها.
إن الوسيلة الأفضل لتسكين الألم بعد العمليات الجراحية هي تقنية التسكين الاستباقي. تعتمد هذه الطريقة على إعطاء مسكنات الألم بشكل منتظم وبجرعات ثابتة حتى لو لم يكن المريض يعاني من الألم. تتميز هذه الطريقة بأنها تتيح السيطرة على الألم بشكل أفضل مع الحاجة لجرعات أقل من المسكنات. ولا يقتصر استخدام هذه الطريقة على المستشفى، وإنما تمتد للفترة التالية بعد العملية الجراحي بعد خروج المريض إلى المنزل، وذلك لفترة تتراوح من أيام وحتى أسابيع حسب اتساع العملية الجراحية التي تم إجراؤها.
هناك إجمالاً ثلاث مجموعات من الأدوية المسكنة للألم التي تستخدم بعد العمليات الجراحية في المستشفى والمنزل. تشمل المجموعة الأولى الباراسيتامول، وتشمل المجموعة الثانية مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل البروفين والفولتارين، أما المجموعة الثالثة فهي تشمل المسكنات المورفينية القوية مثل السيتاكودئين والترامادول. ويتم المشاركة بين هذه المجموعات الثلاث والتحكم بالجرعات حسب ما تتطلبه حالة المريض.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول المعالجة بمسكنات الألم بعد العمليات الجراحية، كما تجد أمثلة عملية قد تساعدك في تحديد المعالجة المناسبة لك. وهذه المعلومات لا تقتصر على معالجة الألم بعد العمليات الجراحية، وإنما على استخدام المسكنات في معظم حالات الألم.
إن سبب حدوث الألم بعد إجراء العمليات الجراحية هو تنبيه الأعصاب الصغيرة المسؤولة عن الشعور بالألم، والتي تتوزع بكثافة في الكثير من أعضاء الجسم. وعند إجراء الشق الجراحي فإن ذلك يؤدي إلى تخريش هذه الأعصاب الموجودة في الطبقات المختلفة مثل الجلد والنسيج الدهني والعضلات والأعضاء الداخلية. ويؤدي ذلك إلى انطلاق الإشارات العصبية التي تصل إلى الدماغ، فيشعر الإنسان بحدوث الألم.
لا بد من أن يشعر المريض ولو بدرجة خفيفة من بعض الألم بعد العملية الجراحية. ولكن نظراً للتطورات التي طرأت على تخصص معالجة الألم والتخدير، فإن الألم الذي يحدث بعد العمليات يكون في معظم الأحيان خفيفاً ومحتملاً، ويمكن السيطرة عليه بدون مشاكل بواسطة مسكنات الألم.
ومهما كانت العملية الجراحية كبيرة فيمكن باستخدام الوسائل المختلفة لتسكين الألم السيطرة بشكل جيد على الأعراض بدون أن يعاني المريض من آلام شديدة أو مبرحة.
نعم. بعض العمليات الجراحية الصغيرة قد لا تكون مؤلمة على الإطلاق، وقد لا يشعر المريض بأي انزعاج إلا في حال ملامسة الجرح أو الضغط عليه.
بالطبع لا. لا مشكلة من تحمل الآلام الخفيفة حين تكون غير مزعجة أو تحدث فقط عند الحركة بدون أن تمنع المريض من النوم. ولكن حين يعاني المريض من الألم الشديد أو المستمر بعد العملية الجراحية أو لا يتمكن من النوم بسبب الألم فمن المهم جداً أن يعبر بكل وضوح عن ذلك. ويمتلك الطاقم الطبي ما يكفي من الوسائل المختلفة للسيطرة على الألم وتخفيف الأعراض لدى المريض.
وقد أظهرت الدراسات أن معظم المرضى يعانون من الألم بعد الجراحة لمجرد أنهم يخجلون من الشكوى أو لا يرغبون بإزعاج من حولهم. وبطبيعة الحال فإن الإحساس بالألم يختلف من إنسان لآخر، وإن لم تخبر الطبيب أو الممرضة بأنك تتألم فقد لا يتمكن من معرفة ذلك لوحده. ولذلك فإن الشيء الأهم الذي يجب أن تقوم به هو التعبير عن ما تشعر به، وهم سيقومون بالباقي.
تعتبر الآلام التي تحدث بعد العمليات الجراحية من الأمور الروتينية التي يشاهدها الطاقم الطبي بشكل يومي لدى المرضى، مما يجعلهم يتعودون على مثل هذه الحالات وتصبح طبيعية بالنسبة لهم. وللأسف فإن البعض قد يخبر المريض بأن الآلام التي يعاني منها طبيعية ويجب عليه أن يتحملها.
ولذلك قد يحدث بعض التراخي في ضبط الألم بشكل جيد لدى المريض مما يؤدي إلى نتائج سلبية. ولذلك يجب عليك ألا تسكت عن الألم الشديد على الإطلاق وألا تتحمل الآلام المزعجة، وأن تعبر دائماً عن درجة شعورك بالألم وحاجتك للحصول على دواء مسكن بعد العملية الجراحية.
تستخدم في الوقت الحالي عدة طرق لتسكين الآلام التي تحدث بعد العمليات الجراحية، وتختلف الطريقة المستخدمة بشكل كبير حسب نوع العملية الجراحية التي تم إجراؤها وظروف المريض المختلفة. وكأمثلة على الطرق المستخدمة نذكر ما يلي:
قد يعتقد البعض بأن الغاية من تسكين الألم هي فقط التخفيف من معاناة المريض. وفي الواقع فإن الغاية من تسكين الألم هي أكبر من ذلك بكثير، حيث يلعب تسكين الألم دوراً مهماً جداً في شفاء المريض والوقاية من المضاعفات بعد العملية الجراحية.
تؤدي السيطرة الجيدة على الألم لدى المريض إلى المزايا التالية:
تقنية التسكين الاستباقي (preemptive analgesia) هي إعطاء المسكنات بشكل منتظم وبجرعات ثابتة قبل حدوث الألم، أي حتى لو لم يكن المريض يعاني من الألم. على سبيل المثال يعطى المريض جرعة من الدواء المسكن للألم كل ثمان ساعات أو كل ست ساعات وفق الجدول المحدد، حتى ولو لم يكن المريض يشكو من أي ألم أو انزعاج.
إن التسكين الاستباقي هو أفضل بكثير من إعطاء مسكنات الألم عند اللزوم. عند إعطاء مسكنات الألم بالطريقة الاستباقية فإن ذلك يؤدي إلى السيطرة على الألم بشكل أفضل بكثير ودون الحاجة لجرعات مرتفعة من المسكنات. أما عند الانتظار حتى حدوث الألم ثم إعطاء المسكنات فإن ذلك يؤدي إلى ألم أشد ويحتاج إلى جرعات أعلى من المسكنات بحيث تكون السيطرة على الألم أصعب.
يحدث الألم بعد العملية الجراحية بسبب تنبيه الأعصاب المسؤولة عن الألم مما يؤدي إلى انتقال إشارات الألم عبرها إلى الدماغ وشعور الإنسان بالألم. يؤدي التسكين الاستباقي إلى تخفيف قدرة الأعصاب على استقبال إشارات الألم ونقلها قبل وصول هذه الإشارات إليها، مما يجعل الأعصاب أقل حساسية للألم لأنها لم تتحرض بعد.
أما عند الانتظار حتى حدوث الألم ثم إعطاء المسكنات فإن ذلك يؤدي إلى تحريض الأعصاب بدرجة أعلى، وتصبح السيطرة عليها بواسطة المسكنات أصعب، مما يؤدي إلى زيادة قابلية الأعصاب للتنبه وحدوث الألم بدرجة أعلى بعد العملية الجراحية.
يجب بعد العملية الجراحية إعطاء المسكنات حتى بدون شعور المريض بالألم. يختلف نوع المسكنات المستخدمة وعددها حسب حجم العملية الجراحية التي تم إجراؤها، ويحدد ذلك عادة من قبل الطبيب بحكم خبرته في التعامل مع المرضى حسب نوع العملية. وحين يطلب منك الطبيب ذلك فعليك في المنزل تناول المسكنات للفترة المحددة حتى في حال عدم الشعور بالألم.
في الواقع تختلف الممارسة المتبعة في هذا المجال من مستشفى لآخر وكذلك من جراح لآخر. وبعض الأطباء لا يستخدمون هذه الطريقة في تسكين الألم على الرغم من فعاليتها المثبتة، وإنما يعطون مسكنات الألم بشكل تقليدي عند اللزوم. ولذلك ننصح بمناقشة هذا الموضوع مع الطبيب قبل العملية بحيث يتم وضع خطة واضحة لتسكين الألم بعد العملية، وخصوصاً في العمليات الكبيرة.
إن استخدام التسكين الاستباقي بعد العمليات الجراحية –سواءً في المستشفى أو بعد الخروج إلى المنزل– يمنح المريض المزايا التالية:
يختلف ذلك بطبيعة الحال بشكل كبير حسب نوع العملية الجراحية وحجمها، حيث يتراوح من ثلاثة أيام في العمليات الصغيرة مثل استئصال كتلة من الثدي، وحتى أسبوع واحد في العمليات المتوسطة مثل استئصال المرارة بالمنظار أو استئصال الغدة الدرقية، وحتى أسبوعين أو أكثر في العمليات الكبيرة مثل عمليات فتح البطن. وخلال هذه الفترة ينصح بالاستمرار بتناول المسكنات حتى في حال عدم وجود الألم. وبعد ذلك يمكن إيقاف الأدوية والاكتفاء بتناول المسكن عند اللزوم.
هناك بشكل عام ثلاثة أنواع من مسكنات الألم التي تستخدم بعد العمليات الجراحية:
يمكنك الاعتماد على القواعد التالية عند استخدام المسكنات المنزلية:
تعطى نفس المسكنات المذكورة أعلاه للأطفال بعد العمليات الجراحية، ولكن الأدوية المسموحة تختلف حسب العمر وتعطى الأدوية عادة إما بشكل شراب أو بشكل تحاميل شرجية. ويعتبر تحديد الجرعات دقيقاً جداً لدى الأطفال، حيث يتم حساب الجرعة بشكل دقيق حسب وزن الطفل. وينبغي دائماً تنسيق هذه الأمور مع الطبيب المشرف على العلاج وعدم إعطاء الأدوية للطفل بشكل عشوائي نظراً لأن التأثيرات الجانبية في حال تجاوز الجرعة المسموحة قد تكون خطيرة.
من الطبيعي أن تحدث درجة خفيفة من الألم بعد خروج المريض إلى المنزل، ومن المتوقع أن تتم السيطرة على هذه الآلام بشكل جيد بواسطة مسكنات الألم المذكورة في هذه المقالة. ولكن إذا كان الألم يحقق أحد الصفات أدناه فيجب اعتبار الوضع غير طبيعي، حيث ينبغي عندها مراجعة الطبيب لإجراء الفحص اللازم والتأكد من عدم وجود مشكلة معينة بعد العملية تؤدي إلى حدوث هذا الألم:
يعتبر الباراسيتامول من المسكنات الفعالة للغاية بعد العمليات حين يعطى بشكل منتظم وبجرعات ثابتة ومرتفعة. ويستخدم الباراسيتامول بشكل روتيني بعد العمليات الجراحية في الكثير من المراكز العالمية نظراً لسلامته وقلة تأثيراته الجانبية.
بالإضافة إلى قدرته الفعالة المسكنة للألم بعد العمليات الجراحية حين يعطى بشكل منتظم وبجرعات مرتفعة، فإن الباراسيتامول يمتلك أيضاً تأثيرات قوية خافضة للحرارة، مما يعزز شعور المريض بالراحة بعد العملية. ولعل أهم مزايا هذا الدواء هي ندرة تأثيراته الجانبية مما يجعله مثالياً بعد العمليات في معظم مجموعات المرضى.
تحتوي حبة الباراسيتامول عادة على 500 ملغ من المادة الدوائية، وهو يتوفر في الأسواق بعدة أسماء مثل بانادول وتيلينول وكالبول. ويمكن استخدامه بعدة طرق:
يسمح في الحالات العادية للمرضى البالغين بتناول حتى 4000 ملغ من الباراسيتامول في اليوم الواحد، والذي يعادل 8 حبات عيار 500 ملغ. ويجب عدم تجاوز هذه الجرعة بأي حال من الأحوال.
ينبغي الانتباه إلى أن هذه الجرعة ستكون أقل لدى صغار البالغين ولدى الأشخاص الذين لديهم سوء تغذية أو نحافة شديدة، حيث يجب ضبط الجرعة حسب وزن المريض بإشراف الطبيب. كما ينبغي الانتباه إلى أن بعض مستحضرات الباراسيتامول قد تحتوي على مواد دوائية أخرى، الأمر الذي يستدعي الانتباه إلى الجرعة المسموحة من الدواء.
يعتبر الباراسيتامول من الأدوية الآمنة ذات التأثيرات الجانبية القليلة أو المعدومة حين يعطى بالجرعات المسموحة. قد يؤدي الدواء إلى التحسس في حالات نادرة. وينبغي تناول الدواء بجرعات منخفضة أو حتى اجتنابه بشكل كامل لدى المرضى الذين لديهم مشاكل كبدية أو اضطراب في وظيفة الكبد، وذلك بالتنسيق مع الطبيب.
ينبغي كذلك الانتباه عند تناول الباراسيتامول مع الأدوية الأخرى المسكنة الألم، فبعض مستحضرات الباراسيتامول قد تحتوي على مركبات أخرى مرافقة مثل الأسبرين أو الكودئين. ويجب دائماً قراءة تركيب الدواء والمعلومات الخاصة بطريقة إعطاء الدواء ضمن النشرة الدوائية. وفي حال الشك ينبغي دائماً الاستعلام من الصيدلي أو الطبيب.
مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (وتدعى بالإنكليزية non-steroidal anti-inflammatory drugs أو اختصاراً NSAIDs) هي مجموعة كبيرة من الأدوية التي تشمل عدة مستحضرات. ومن أشيع هذه الأدوية نذكر الديكلوفليناك (الفولتارين) والبروفين والنابروكسين والأسبرين.
لقد حصلت هذه الأدوية على تسميتها من خلال تأثيراتها المضادة للالتهاب في الجسم، فهي تخفف من تأثير المواد الكيميائية المتحررة موضعياً من الأنسجة في مكان العملية الجراحية على الأعصاب. ويؤدي ذلك إلى تسكين الألم وتخفيف الوذمة والانتفاخ وتخفيض الحرارة وتعزيز شعور المريض بالراحة. وهي تعتبر من أفضل المسكنات المستخدمة بعد العمليات الجراحية.
والتأثيرات الإجمالية لهذه الأدوية مشابهة كثيراً لتأثيرات الكورتيزون (والذي ينتمي إلى مجموعة معينة من المركبات الكيميائية تدعى بالمركبات الستيروئيدية)، ولكنها لا تنتمي لمجموعة الكورتيزون فهي ليست ستيروئيدات، مما يفسر تسمية هذه الأدوية بمضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
تختلف طريقة الإعطاء حسب نوع الدواء المستخدم، وينبغي عادة تناول الدواء مع الطعام أو بعده حتى لا يؤثر على المعدة. ومن الأمثلة على الجرعات المستخدمة نذكر:
على الرغم من فعاليتها الكبيرة في تسكين الألم بعد لعمليات، إلا أنه ينبغي الانتباه إلى أن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية تمتلك العديد من المحاذير والتأثيرات الجانبية، وينبغي قراءة نشرة التعليمات الدوائية بدقة قبل تناولها وسؤال الطبيب حتماً في حال وجود محاذير معينة لدى المريض. وكأمثلة على ذلك نذكر ما يلي:
المسكنات المورفينية هي مجموعة واسعة جداً من الأدوية التي تمتلك تأثيرات مسكنة قوية جداً مقارنة بالمسكنات الشائعة. بعض هذه الأدوية يستخدم حصراً في المستشفى تحت الإشراف الطبي نظراً لقوته الشديدة، والبعض الآخر أقل قوة حيث يمكن استخدامه في المنزل. ولا يسمح ببيع هذه الأدوية في الصيدليات إلا بوصفة طبية. ومن الأمثلة المنزلية الشائعة على هذه الأدوية نذكر الكودئين والترامادول.
ليس بالضرورة. يمكن لدى معظم المرضى السيطرة على الألم بعد العملية بواسطة المسكنات العادية وبدون الحاجة للمسكنات المورفينية. ونسبة قليلة من المرضى تحتاج إلى المسكنات المورفينية إذا كانت العملية كبيرة أو إذا لم يمكن السيطرة على الألم بواسطة المسكنات العادية.
تعطى الأنواع المستخدمة في المستشفيات من المسكنات المورفينية بطرق مختلفة مثل الحقن الوريدي أو الحقن تحت الجلد أو البخاخ الأنفي أو اللصاقة الجلدية. ويقتصر الاستعمال المنزلي عادة على الحبوب كما في الأمثلة التالية:
السبب في ذلك هو أن هذه الأدوية يمكن أن تؤدي إلى الإدمان عليها في حال تناولها لفترة طويلة. ولذلك فإن على الطبيب أن يحدد في الوصفة الطبية جرعة الدواء ومدة العلاج بالتفصيل بحيث يعطيك الصيدلي الكمية الصحيحة من الدواء حتى انتهاء فترة العلاج اللازمة.
لا يؤدي تناول هذه الأدوية إلى الإدمان حين يتم تناولها لأسبوعين أو ثلاثة أسابيع، وحتى لو تناولها المريض بشكل منتظم ومستمر خلال هذه الفترة. وحتى يحدث الإدمان فإن الإنسان يجب أن يداوم على تناول هذه الأدوية بشكل متواصل لمدة شهر أو أكثر.
ولذلك عليك ألا ترفض على الإطلاق تلقي المورفين بعد العملية، فلا يوجد أي احتمال للإدمان على المورفين، حتى لو أعطيت جرعات مرتفعة منه، نظراً لأنه يستخدم لفترة وجيزة جداً بعد العملية. والمهم في النهاية أن تكون مرتاحاً وغير متألم بغض النظر عن نوع المسكن المستخدم.
النقطة الأولى هي ضرورة الالتزام بالجرعة المحددة من قبل الطبيب وعدم تجاوزها على الإطلاق، وذلك لأن هذه الأدوية قد تؤثر على القلب والتنفس وتؤدي إلى الوفاة في حال تجاوز الجرعة المحددة. وفي حال استمرار الآلام الشديدة على الرغم من تناول المسكنات فينبغي استشارة الطبيب لأن ذلك يدل على وجود مشكلة معينة بعد العملية تستوجب التشخيص والعلاج.
النقطة الثانية هي أن هذه الأدوية تؤدي لدى الكثير من المرضى إلى الإمساك نظراً لأنها تبطئ من حركة الأمعاء، وهذا العرض قد يكون مزعجاً بشكل خاص بعد العمليات الجراحية على البطن بسبب انتفاخ البطن والضغط على الجرح. ولذلك ينصح المرضى بتناول ملينات البراز بشكل مرافق لهذه الأدوية.
أما النقطة الثالثة فهي أن بعض هذه الأدوية قد تتواجد في مستحضرات تحتوي على مركبات أخرى، وكمثال على ذلك نذكر السيتاكودئين الذي يحتوي على الباراسيتامول مع الكودئين. ولذلك ينبغي الحذر عند تناول هذه الأدوية بالمشاركة مع حبوب الباراسيتامول، نظراً لأن عدم الانتباه إلى هذه الناحية قد يؤدي إلى تناول جرعة مفرطة وحدوث تأثيرات جانبية قد تكون خطيرة.
في الحالات المثالية يتم تحديد خطة العلاج من قبل الطبيب. على الرغم من ذلك فإن الكثير من الأطباء قد لا يركزون بشكل خاص على هذه الناحية ويتركون الخيار للمرضى بتناول المسكنات عند اللزوم، خصوصاً وأن الكثير من الأدوية المسكنة للألم يمكن الحصول عليها من الصيدليات مباشرة وبدون وصفة طبية. ونحن ننصح دائماً بتناول الأدوية المسكنة للألم بشكل استباقي (وقائي) في الأيام الأولى بعد الخروج من المستشفى، وبعد ذلك يمكن تناول المسكنات حسب الحاجة.
بعد عملية جراحية عادية وبدون وجود آلام شديدة يمكن تناول المعالجة التالية في المنزل خلال الأيام الأولى بعد العملية (بشرط عدم وجود محاذير لتناول الأدوية):
في حال حدوث الألم في المنزل بعد عملية جراحية عادية يمكن تناول تناول المعالجة التالية في المنزل (في حال عدم وجود محاذير لتناول الأدوية):
في حال حدوث الألم في المنزل بعد عملية جراحية كبيرة ينصح بتناول المعالجة التالية في المنزل (في حال عدم وجود محاذير لتناول الأدوية):
في حال حدوث آلام شديدة بعد أي عملية جراحية فيجب حتماً مراجعة الطبيب. تشير الآلام الشديدة عادة إلى وجود مشكلة معينة يتوجب تشخيصها وعلاجها بالشكل الصحيح، والذي يحتاج إلى إجراء الفحص اللازم للجرح ومنطقة العملية بشكل مباشر، وربما إجراء بعض الفحوص المخبرية والشعاعية الأخرى حسب ما يرى الطبيب.
بعد إجراء جميع الفحوص اللازمة والتأكد من عدم وجود أي مشكلة بعد العملية الجراحية يمكن الافتراض بأن الآلام الشديدة هي مجرد آلام طبيعية بعد العملية. ويتم عندها تحديد المعالجة المناسبة للألم حسب ما يرى الطبيب المشرف على العلاج.