الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-14
من خلال تعاملي لسنوات طويلة مع المرضى الذين لديهم حصى في المرارة يسرني أن أحدثكم في هذه المقالة بالتفصيل الممل عن أعراض حصوات المرارة وتشخيصها. أنا الدكتور فراس الصفدي أهلاً بكم في موقعي الإلكتروني!
معظم الناس الذين لديهم حصى في المرارة لا يشكون من أي أعراض، وتكون حصوات المرارة صامتة لديهم. ولكن الحصوات تؤدي في مرحلة معينة إلى حدوث الأعراض لدى بعض المرضى. تتفاوت الأعراض بشكل كبير من شخص لآخر، ففي بعض الأحيان تكون نموذجية ومطابقة للأعراض المعروفة، وفي أحيان أخرى تكون غير نموذجية، مما يؤدي إلى الخلط بينها وبين الأمراض الهضمية الأخرى ويؤخر تشخيص الحالة.
إن الأعراض النموذجية لحصى المرارة هي نوب الألم. يعاني المريض من نوب مترددة من الألم الذي يحدث بعد الطعام وخصوصاً الطعام الدسم. يشعر المريض بالألم في أعلى البطن، عادة في الجهة اليمنى أو في منتصف البطن. وينتشر الألم أحياناً إلى الظهر والكتف الأيمن، كما قد يترافق مع الغثيان والإقياء. تستمر النوبة لمدة ساعتين وسطياً قبل أن تختفي الأعراض.
ليس من الصعب عادة تشخيص حصى المرارة. يحتاج التشخيص المؤكد إلى رؤية الحصى داخل المرارة من خلال تصوير البطن بواسطة الإيكو. ويجب أن يصوم المريض لفترة كافية قبل التصوير حتى تكون المرارة ممتلئة وتظهر الحصوات واضحة.
تظهر المشاكل التشخيصية حين يعاني المريض من أعراض غير نموذجية. في بعض الحالات تكون لدى المريض مثلاً حصى في المرارة مع مشكلة أخرى في المعدة. وفي هذه الحالات قد يكون من الصعب تمييز فيما إذا كانت الأعراض ناتجة عن الحصى أم عن المعدة. وهذه الحالات تحتاج إلى التروي وإجراء الفحوص اللازمة وإعطاء المعالجة التجريبية لفترة من الزمن. ويجب المتابعة مع الطبيب عن كثب لمعرفة منشأ الأعراض وتحديد المعالجة الأمثل.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول أعراض حصى المرارة وطريقة تشخيصها، كما تجد الكثير من المعلومات المفيدة في المقالات الأخرى الخاصة بمشاكل المرارة في هذا الموقع. أنوه إلى أن تشخيص حصى المرارة غير ممكن عبر الإنترنت، وإذا كنت تعتقد بأن لديك حصى في المرارة فيجب حتماً إجراء الفحص الطبي اللازم لدى الطبيب.
في الواقع معظم الناس الذين لديهم حصوات في المرارة لا يعانون من أعراض. وتكون الحصوات المرارية في هذه الحالة صامتة. ويمكن للإنسان أن يعيش كل حياته مع حصوة في المرارة دون أن يدري بوجودها. والحصوات الصامتة لا تحتاج عادة إلى أي علاج طالما أنها لا تؤدي إلى أي أعراض.
لا يوجد عموماً اختلاف بين أعراض حصى المرارة بين الجنسين، وتشاهد الأعراض النموذجية بشكل متشابه لدى الرجال والنساء على حد سواء..
تحدث أعراض حصوة المرارة عادة بشكل نوب، فهي لا تكون مستمرة وإنما تتردد من فترة لأخرى. وفي معظم المرضى تحدث نوبة الأعراض بعد تناول وجبة دسمة، وتستمر لمدة ساعة أو ساعتين قبل أن تزول. وتعود الأعراض مرة أخرى لدى تناول وجبة دسمة من الطعام. بعض المرضى يعانون من نوب متباعدة، ولكن في الحالات الشديدة تحدث النوب بشكل يومي أحياناً.
وسبب النوب هو وجود الحصوات داخل المرارة التي تعيق إفراغ المرارة بشكل جيد عند تناول الطعام. وإذا أدت حصوة المرارة إلى انسداد مخرج المرارة فإن العصارة الصفراوية لا تتمكن من الخروج. ويؤدي ذلك إلى انتفاخ المرارة وحدوث تشنج فيها مما يؤدي إلى الألم.
لا توجد عادة علاقة بين عدد الحصوات الموجودة في المرارة وبين الأعراض التي يشكو منها المريض. أحياناً قد يكون لدى المريض حصوة واحدة في المرارة ويعاني بسببها من أعراض مزعجة للغاية. وقد يكون لدى مريض آخر الكثير من حصوات المرارة الصغيرة دون أن يعاني من أي أعراض.
وتكون أعراض الحصوة عادة أكثر ارتباطاً بحجمها، فأحياناً قد تشاهد حصوات بحجم 2 أو 3 سم تشبه الحجر في المرارة، ويغلب أن تؤدي مثل هذه الحصوات الكبيرة إلى أعراض. أما حصوات المرارة الصغيرة فتميل عادة لأن تكون صامتة.
تؤدي حصوات المرارة عادة إلى حدوث الألم في الجهة العلوية اليمنى من البطن أو في منتصف البطن. وفي كثير من المرضى يمتد الألم إلى مناطق أخرى من البطن وخصوصاً نحو أعلى ومنتصف البطن، وكذلك باتجاه الخلف نحو الظهر والكتف الأيمن. ويترافق الألم أحياناً مع أعراض أخرى مثل الغثيان والإقياء وحدوث الانتفاخ في البطن.
ليس بالضرورة. هناك الكثير من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى الألم في الجهة العلوية اليمنى من البطن مثل أمراض الكبد والكلية والقولون وكذلك تشنج العضلات والتهابات العظام والمفاصل في القفص الصدري، بالإضافة إلى بعض الأمراض الرئوية التي تصيب الجزء السفلي من الرئة اليمنى. والمرارة ليست السبب الوحيد الذي يؤدي إلى الألم في هذه المنطقة من البطن. ولذلك فإن وجود الألم في الجهة العلوية اليمنى من البطن لا يعني بالضرورة وجود حصى في المرارة.
للأسف لا، فهناك تنوع كبير في عوارض المرارة بين الأشخاص، وذلك لأن موقع أو مكان المرارة في جسم الإنسان قد يختلف بشكل طفيف بحيث تميل أكثر نحو الأيمن أو الأيسر أو قد تكون متدلية على الأمعاء أو القولون. وبذلك قد يتفاوت مكان الألم مثلاً بين منتصف البطن والجهة اليمنى من البطن ووسط البطن أحياناً.
قد لا يكون الألم هو العرض الأبرز وإنما الانتفاخ وعسرة الهضم والغثيان بعد تناول الطعام. وقد تستمر النوب أحياناً لمدة طويلة تصل إلى خمس ساعات أو أكثر. ولذلك فإن أعراض المرارة تكون نموذجية وواضحة في بعض المرضى، ولكن في البعض الآخر لا يمكن الاعتماد عليها في التشخيص الأكيد. وقد ذكرت أمثلة شائعة على هذه الحالات في الأسئلة الأخيرة في هذه الصفحة.
للأسف لا توجد علامات قاطعة تؤكد بأن الألم ناتج عن المرارة، وذلك بسبب كثرة الأسباب التي تؤدي إلى آلام البطن وعدم وجود خصائص قاطعة تميز كل نوع من أنواع الألم. ولذلك فإن التشخيص بناءً على الأعراض هو دائماً تشخيص احتمالي، ويتوجب عند الشك إجراء التصوير الشعاعي للتأكد.
إذا كانت الأعراض التي لديك قد توحي بوجود مشكلة في المرارة فيتوجب مراجعة طبيب الأمراض الباطنية لفهم طبيعة المشكلة وإجراء الفحص والاختبارات اللازمة للتشخيص.
ولا يمكن تشخيص أسباب الألم البطني إلا من خلال الفحص الطبي المباشر والتصوير اللازم نظراً لوجود عدد كبير من الأسباب التي تؤدي إلى آلام البطن. ويمكن بسهولة التأكد فيما إذا كان لديك حصى في المرارة أم لا، وذلك من خلال إجراء التصوير اللازم لدى الطبيب.
إن الوسيلة الذهبية لتشخيص حصوات المرارة هي تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار أو التصوير التلفزيوني). وعند الشك بوجود حصوات المرارة يتوجب إجراء الإيكو بهدف رؤية المرارة والبحث عن الحصوات فيها، كما تتم دراسة الأعضاء البطنية الأخرى مثل الكبد والكلية للتأكد من عدم وجود أي مشكلة فيها. وقد يحتاج الأمر إلى إجراء بعض التحاليل عند الشك بحدوث مضاعفات ناتجة عن الحصوات مثل التهاب المرارة الحاد أو انسداد القناة الصفراوية.
من المهم للغاية أن يصوم الإنسان عن الطعام والشراب لمدة 8 ساعات قبل تصوير المرارة في حالات الاشتباه بأمراض المرارة. يحتاج تشخيص أمراض المرارة إلى تصوير المرارة حين تكون ممتلئة ومنتفخة. يؤدي تناول الطعام والشراب إلى تقلص المرارة وإفراغ محتوياتها في الأمعاء، وبالتالي تنكمش المرارة ولا يمكن رؤيتها بشكل واضح أثناء التصوير. وفي بعض الأحيان تكون هناك حصوات واضحة في المرارة ولكنها لا تشاهد على الإطلاق نظراً لأن المريض لم يمتنع عن الطعام والشراب للفترة المطلوبة قبل إجراء التصوير.
لا يمكن تشخيص حصى المرارة بواسطة الأشعة العادية نظراً لأن حصى المرارة لا يظهر دائماً على الأشعة السينية. وقد يكون لدى المريض حصى في المرارة ورغم ذلك تكون صورة الأشعة السينية طبيعية.
لا يحتاج تشخيص حصى المرارة إلى التصوير الطبقي المحوري للبطن، ويكفي تصوير الإيكو لرؤية الحصوات ووضع التشخيص. ولكن التصوير الطبقي المحوري قد يكون ضرورياً في بعض المرضى عند الشك بمضاعفات معينة، مثل التهاب البنكرياس أو أمراض القناة الصفراوية. كما أن حصوات المرارة قد تكتشف بالمصادفة على التصوير الطبقي المحوري للبطن حين يجرى التصوير لأسباب أخرى لا علاقة لها بالمرارة.
هذا الألم نموذجي جداً للمرارة ومن المحتمل كثيراً أن لديك حصى في المرارة. ويجب مراجعة الطبيب وتصوير البطن بالإيكو لتشخيص سبب المشكلة واستبعاد الأسباب الأخرى.
هذه الأعراض نموذجية جداً لأوجاع المرارة ومن المحتمل أن يكون ناتجاً عن حصى في المرارة. وليس بالضرورة أن يكون الألم دوماً في الجهة اليمنى من البطن، فالكثير من حصى المرارة تؤدي إلى الألم في منتصف البطن فقط دون أن يكون هناك ألم في الجهة اليمنى أو في الكتف. وهنا يمكن بسهولة التأكد فيما إذا كانت لديك حصوات في المرارة أم لا من خلال تصوير إيكو البطن لدى الطبيب.
لا تؤدي المرارة إلى الألم في أسفل البطن، وتحدث آلام المرارة دائماً في النصف العلوي من البطن أي فوق مستوى السرة. ولذلك إذا كان لديك ألم في أسفل البطن واكتشفت لديك حصوات في المرارة فإن هذه الحصوات هي غالباً صامتة لا تؤدي إلى أي أعراض ولا تحتاج إلى أي علاج. وفي هذه الحالة فإن حصى المرارة لديك غير مسؤول عن الألم وهناك سبب آخر مسؤول عن الآلام في أسفل البطن، ويتوجب البحث عن هذا السبب وعلاجه بالشكل المناسب.
نظراً لأن الألم غير نموذجي فمن الصعب في هذه الحالات التأكد من أن المرارة هي المسؤولة عن الأعراض، فقد تكون الأعراض ناتجة عن مشكلة في المعدة حتى لو كانت هناك حصوات في المرارة، وربما تكون الحصوات المرارية صامتة. وحين يعاني المريض من الألم في أعلى ومنتصف البطن بدون وجود آلام المرارة النموذجية في الجهة اليمنى من البطن فقد تكون المعدة هي المسؤولة عن الألم، وخصوصاً إذا كانت هناك أعراض معدية نموذجية مثل الحرقة أو الحموضة في رأس المعدة أو عودة الحمض إلى الفم والبلعوم.
يجب في هذه الحالات إجراء منظار المعدة التشخيصي بهدف فحص المعدة من الداخل والتأكد فيما إذا كانت هناك مشكلة في المعدة أو المري أم لا. وفي كثير من الأحيان تكون هناك قرحة أو التهاب مزمن في المعدة أو فتق في الحجاب الحاجز تؤدي إلى هذه الأعراض، وفي الوقت نفسه يكون لدى المريض حصوات صامتة في المرارة لا تستدعي أي علاج. ولذلك يجب في هذه الحالات إجراء جميع الفحوص الضرورية وإعطاء المعالجة التجريبية لفترة من الزمن والتروي بشكل كبير قبل إجراء أي عملية جراحية.
يمكن أن تؤدي المرارة في بعض المرضى إلى ألم غير نموذجي في أعلى ومنتصف البطن، حيث تكون المرارة منزاحة قليلاً إلى الجهة اليسرى نحو منتصف البطن، ولا تؤدي إلى الأعراض النموذجية في الجهة اليمنى من البطن وإنما يحدث الألم في رأس المعدة. كما قد تؤدي أحياناً إلى آلام غير نموذجية في وسط البطن مع انتفاخ في البطن بعد الطعام.
إذا لم يكن لدى المريض سبب آخر يفسر هذا الألم وكانت جميع الفحوص الأخرى طبيعية (بما في ذلك منظار المعدة)، فمن المحتمل كثيراً أن حصوات المرارة هي المسؤولة عن هذا الألم، وفي هذه الحالة يصبح إجراء الاستئصال الجراحي مبرراً. ويحتاج اتخاذ القرار الجراحي في هذه الحالات إلى تقييم الحالة بشكل دقيق والمناقشة المستفيضة مع الطبيب ومناقشة جميع الاحتمالات قبل الذهاب للعملية الجراحية.
حين تكون هناك حصوات في المرارة وتكون الأعراض التي يعاني منها المريض نموذجية حسب تقييم الطبيب، فإن الحصوات هي المسؤولة غالباً عن الألم وسوف تتحسن الأعراض بعد استئصال المرارة. ولكن في كثير من الأحيان يعاني المريض من أعراض بطنية مزمنة ولكن غير نموذجية لألم المرارة. ولدى إجراء الفحوص اللازمة تظهر لدى المريض حصوات في المرارة وتكون جميع الفحوص الأخرى طبيعية مثل منظار المعدة أو منظار القولون أو الفحوص الدموية. وللأسف لا يمكن في هذه الحالات التأكد من أن المرارة هي المسؤولة عن الألم أم لا إذا كان الألم غير نموذجي.
يقترح هنا إعطاء تجربة علاجية لفترة من الزمن بإشراف الطبيب، فقد يكون الألم ناتجاً عن القولون العصبي أو عن مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي. إذا لم يتحسن الألم بالمعالجة أو ازدادت شدة الألم مع الوقت فهنا ينصح باستئصال المرارة. على الرغم من ذلك لا توجد أي ضمانة بتحسن الألم بعد العملية. فإذا كانت المرارة هي سبب الألم فسوف تتحسن الأعراض بعد العملية. ولكن قد تكون الحصوات المرارية غير مسؤولة عن الألم، وفي هذه الحالة ستبقى الآلام حتى بعد استئصال المرارة. ولا يمكن معرفة ذلك إلا بعد استئصال المرارة.
ويجب على المريض أن يفهم هذه الأمور بشكل جيد، وأن يأخذ جميع الاحتمالات بعين الاعتبار قبل إجراء العملية حين تكون الأعراض غير نموذجية. وكما ذكرت في الأسئلة السابقة فإن هذه الحالات تحتاج إلى التقييم الدقيق من قبل طبيب اختصاصي بأمراض الجهاز الهضمي وإجراء الفحص والتقييم بشكل مباشر والمناقشة المستفيضة مع المريض للوصول إلى الخيارات العلاجية الأمثل.
تعتبر هذه الحالة شائعة أيضاً حيث يعاني المريض من آلام مرارية نموذجية جداً ولكن لا يظهر الإيكو وجود أي حصوات في المرارة. يتم التعامل مع مثل هذه الحالات عادة بالتسلسل التالي:
في هذه الحالة ربما يكون لدى المريض حالة تدعى باسم اضطراب حركة المرارة. تؤدي هذه الحالة النادرة إلى تشنجات مؤلمة في المرارة دون أن تكون هناك حصوات واضحة، وتكون جميع الفحوص طبيعية.
وهنا يمكن إجراء فحص شعاعي يدعى باسم المسح الذري للمرارة، حيث يظهر وجود اضطراب في حركة المرارة. وإذا كانت نتيجة التصوير إيجابية فإن المريض سيكون مرشحاً في هذه الحالة لاستئصال المرارة كحل أخير إذا كانت الأعراض نموذجية ومزعجة للمريض.