الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-09
أرحب بكم في موقعي الإلكتروني، أنا الدكتور فراس الصفدي يسرني في هذا الموضوع المفصل أن أقدم لكم خبرتي الجراحية حول تحديد المعالجة المناسبة لفتق السرة.
من المعروف أن علاج الفتق السري غير ممكن إلا بإجراء عملية جراحية. ولكن هل العملية لا تزال ضرورية في جميع المرضى؟ في الواقع لا، وذلك لأن الكثير من الفتوق يمكن أن تراقب دون إجراء عملية ودون أن تؤدي إلى مشاكل على المدى الطويل.
وبذلك يتم التعامل مع فتوق السرة إما من خلال المراقبة أو الجراحة، ولا توجد خيارات علاجية أو دوائية أخرى. تكون المراقبة ممكنة في الفتوق الصغيرة التي لا تؤدي إلى أعراض وخصوصاً في الأعمار المتقدمة. أما لدى الشباب فينصح بإجراء العملية الجراحية بمجرد تشخيص الفتق، وكذلك حين يكون الفتق كبيراً أو يؤدي إلى أعراض مزعجة.
يحتاج اتخاذ القرار العلاجي في هذه الحالات إلى تقييم الفتق وحالة المريض من قبل الطبيب. ويأخذ الطبيب عدة عوامل بعين الاعتبار عند اتخاذ القرار العلاجي في هذه الحالات، بما في ذلك خصائص الفتق ورغبة المريض.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول موضوع فتق السرة وتشخيصه وخيارات المعالجة. كما تجد الكثير من المعلومات المفيدة في المقالات الأخرى الخاصة بالفتوق في هذا الموقع.
إن فتق السرة هو فتحة في جدار البطن، وبالتالي فإن هذه الفتحة موجودة وحجمها لن يصغر وهي لن تنغلق لوحدها، ولعلاج الحالة بشكل نهائي فلا بد من إجراء عملية فتق السرة. ولا يوجد أي حل آخر لمعالجة الفتاق في السرة باستثناء العملية الجراحية. ولذلك فإن خيارات المعالجة في هذه الحالة هي إما المراقبة دون أي علاج، وإما إجراء العملية الجراحية.
لا يوجد أي معالجة أخرى لفتق السرة باستثناء إجراء العملية، ولا يمكن علاج المشكلة بواسطة الرياضة أو الأدوية أو الغذاء أو غير ذلك. فسبب المشكلة هو وجود فتحة في البطن في منطقة السرة، ولا يمكن علاج الحالة إلا بإغلاق هذه الفتحة.
يقوم بعض المرضى بارتداء حزام ضاغط على البطن لإبقاء الفتق في الداخل ومنع السرة من البروز. وفي الواقع فإن هذا الإجراء لا يفيد في علاج الفتق، فالفتحة موجودة ولن تزول في حال الضغط عليها. ولا ينصح بارتداء الحزام الضاغط إلا في حالات خاصة.
يمكن الاستعانة بالحزام البطني الضاغط لمنع الفتق السري من الخروج في حالات معينة، فهو لا يعالج فتق السرة وإنما يشكل وسيلة مؤقتة لتخفيف الانتفاخ والأعراض. ويجب عدم استخدامه إذا كان المريض لا يشكو من أعراض. ويمكن استخدام الحزام في الحالات التالية:
معظم فتوق السرة تحتاج إلى إجراء العملية الجراحية، وذلك حين يكون الفتق كبيراً أو يؤدي إلى أعراض مزعجة مثل الألم أو الثقل أو الشد، وكذلك لدى الشباب. ولكن في بعض الحالات يمكن مراقبة الفتق بدون إجراء عملية.
إذا كان فتق السرة الذي لديك صغيراً ولا يؤدي إلى أي أعراض فقد يكون بالإمكان في هذه الحالة مراقبة الفتق دون أي إجراء آخر. وقد أظهرت بعض الأبحاث أنه لا مشكلة من المراقبة في هذه الحالات ودون حدوث مشاكل على المدى الطويل.
وينصح بإجراء العملية الجراحية لدى المرضى الشباب قبل عمر 40-50 سنة وكذلك لدى الرياضيين نظراً لأن من المحتمل أن يؤدي الفتق إلى أعراض في المستقبل. أما بعد ذلك فيمكن الاكتفاء بالمراقبة في حال تحقق الشروط أعلاه.
ويتوجب دائماً إجراء الفحص من قبل الجراح للتأكد من أن الفتق قابل للمراقبة بأمان. وإذا ظهرت الأعراض في أي وقت في المستقبل فإن ذلك يستدعي إجراء الجراحة.
إذا توفرت جميع الشروط التالية فيمكن المراقبة وإلا فلا بد من إجراء العملية:
يتوجب في هذه الحالة إجراء الفحص لدى جراح خبير بعمليات الفتوق لتحديد وضع الفتق بشكل دقيق. إذا كانت تنطبق عليك الشروط المذكورة أعلاه ورأى الطبيب أنه لا مانع من المراقبة فيمكنك مبدئياً الاستغناء عن إجراء العملية. وعليك اتخاذ هذا القرار بالتنسيق مع الطبيب بعد إجراء الفحص اللازم.
إذا كنت ترغب بإجراء العملية والتخلص من المشكلة بشكل نهائي فلا مانع من ذلك. والقرار في هذه الحالات يعود لك في النهاية بعد إجراء الفحص من قبل الطبيب ومناقشة خيارات المعالجة معه. وحتى لو كانت المراقبة ممكنة ورغبت بإجراء العملية فلا يوجد أي مانع طبي من ذلك.
إذا كان الفتق قابلاً للمراقبة حسب رأي الطبيب فمن الأفضل في هذه الحالة مراقبته وعدم إجراء العملية. والسبب في ذلك هو أن الكثير من هذه الفتوق لن تؤدي في المستقبل إلى أية أعراض، ولذلك فإن العملية قد يكون لا داعي لها بالأساس.
ولذلك إذا أخبرك الطبيب بأن المراقبة ممكنة فهي برأيي الخيار الأفضل لأنها توفر عليك إجراء العملية الجراحية وما قد يترتب عليها من بعض المشاكل أو المضاعفات. ولكني لا أنصح بالمراقبة إذا كان عمرك أقل من 40 سنة لأن من الوارد جداً حدوث أعراض بسبب الفتق في المستقبل، وينصح دائماً بإجراء العملية لدى الشباب.
إذا أخبرك الطبيب بأن مراقبة الفتق ممكنة فلا داعي لمراجعة الطبيب، وعليك فقط مراقبة حجم الفتق بنفسك. إذا لاحظت زيادة كبيرة في حجم الفتق أو حدثت لديك أعراض غير مألوفة فعليك عندها مراجعة الطبيب.
في الماضي كانت جميع فتوق السرة تعالج بالجراحة حتى حين لا تترافق مع أعراض. ولا يزال الكثير من الأطباء في الكثير من دول العالم يتبعون هذه الطريقة التقليدية في العلاج، ربما بسبب عدم متابعتهم للمستجدات في هذا المجال أو بسبب عدم اقتناعهم بإمكانية المراقبة.
على الرغم من ذلك فهناك أعداد متزايدة من الجراحين الذين يكتفون حالياً بمراقبة هذه الحالات. ولذلك ننصح في مثل هذه الحالة بإجراء الفحص لدى جراح آخر. إذا كان الرأي الثاني مطابقاً للرأي الأول فهذا يعني أن وضع الفتق لديك يحتاج بالفعل إلى الجراحة حتى لو كان لا يؤدي إلى أعراض. والكثير من الحالات في الطب قد يكون هناك خلاف عليها من قبل الأطباء المختلفين ولذلك يفضل الحصول على أكثر من رأي في مثل هذه الحالات.
إن وجود الألم يشير إلى أن الفتق يضغط على الأعصاب وعلى الأنسجة المحيطة أو أنه يكبر بالحجم بشكل بطيء. ونظراً لأنه لا يوجد علاج آخر للفتق إلا الجراحة فلا بد في هذه الحالة من إجراء العملية الجراحية لعلاج المشكلة. وإن إهمال الأعراض يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات عاجلاً أم آجلاً. ولذلك أنا أنصح في هذه الحالة بالتخطيط لإجراء العملية في المستقبل القريب.
حين يكون الفتق كبيراً فإن نسبة تطور الفتق وحدوث المضاعفات تكون أيضاً مرتفعة. ولذلك يجب إجراء عملية الفتق السري أمام أي فتق في السرة حجمه يتجاوز 2 سم، وإلا فهو سيكبر في المستقبل ويؤدي إلى مضاعفات مزعجة.
إذا كان لديك فتق صغير وكان من الممكن مراقبة الفتق دون إجراء العملية فلا داعي لزيارة الطبيب بشكل دوري، والمراقبة تتم من قبلك في هذه الحالة وليس من قبل الطبيب.
وفي هذه الحالة يتوجب عليك مراجعة الطبيب عند حدوث أعراض غير مألوفة مثل الألم الشديد أو الانتفاخ الكبير في الفتق، أو حين يعلق الفتق في الخارج وتصبح إعادته إلى الداخل غير ممكنة. وهذه الأعراض قد تشير إلى حدوث الاختناق في الفتق وتستوجب المتابعة الطبية العاجلة.
في هذه الحالة يتوجب إجراء عملية فتق السرة ومن غير الممكن الاكتفاء بالمراقبة. إذا كان لديك فتق سري لم يكن يؤدي إلى أعراض في الماضي، ثم أصبح يؤدي تدريجياً إلى حدوث الألم أو الثقل فهذا يعني أن الفتق يكبر وحجمه يزداد وأنه يضغط على الأعصاب والعناصر المجاورة. وبذلك فيجب عدم التأخر بإجراء الجراحة في هذه الحالة وإلا فإن الفتق قد يؤدي إلى مشاكل.
نعم. في الواقع حتى لو كان المريض مسناً فيتوجب عدم إهمال الألم في هذه الحالة، وذلك لأن الفتق قد يصاب فجأة بالاختناق ويحتاج إلى عملية جراحية إسعافية. وفي هذه الحالة لا يمكن تحضير المريض المسن بالشكل المثالي للعملية، وخصوصاً إذا كانت لديه أمراض سابقة مثل الضغط أو السكري، مما يؤدي إلى ضرورة إجراء عملية إسعافية مع نسبة خطر مرتفعة.
ولذلك أنا أنصح في هذه الحالات بعدم إهمال الحالة وبإجراء العملية في ظروف مثالية عند الإمكان نظراً لأن العمليات الجراحية عند المسنين تكون أقل خطورة بكثير حين يتم التحضير لها بشكل جيد.
على الرغم من أن عملية الفتاق السري ليست عاجلة أو إسعافية، إلا أنني أنصح دائماً بإجراء العملية بالسرعة الممكنة، عادة خلال بضعة أشهر على الأكثر من تأكيد التشخيص لدى الطبيب. يمكنك أن ترتب أمور حياتك وعملك بحيث تتمكن من إجراء العملية والراحة في المنزل لفترة كافية بعد العملية حتى حدوث الشفاء الكامل.
لا يمكن علاج فتق السرة بشكل نهائي إلا من خلال العملية الجراحية. ويمكن أن تجرى العملية بالجراحة العادية أو بالمنظار. وللأسف لا يوجد حتى الآن أي إمكانية لعلاج الفتق السري بدون جراحة. فهناك فتحة داخلية في الأنسجة يتوجب إغلاقها، الأمر غير الممكن إلا من خلال عملية جراحية. ولذلك فإن خيارات العلاج هي إما الجراحة أو المراقبة بدون إعطاء أي علاج.
ينتج فتق السرة عن وجود فتحة داخلية عميقة في العضلات. ومهما تناول الإنسان من وصفات أو وضع الأعشاب على منطقة السرة فإن ذلك لن يؤدي إلى انغلاق الفتحة. ويحتاج إغلاق الفتحة حتماً إلى عملية جراحية. وبذلك فإن الأعشاب ليست لها أي فائدة في معالجة فتق السرة.
يمتلك العسل الكثير من الفوائد الصحية العامة والموضعية. ولكن على خلاف الوصفات الشعبية فإن العسل لا يمتلك أي فائدة في معالجة فتق السرة، سواءً تم تناوله بكثرة أو تم وضع العسل داخل السرة. والفتق السري هو فتحة داخلية عميقة في العضلات تحتاج إلى الخياطة الجراحية، ولا يمكن أن تنغلق لوحدها بتأثير العسل.
الكثير من حالات فتق السرة عند الحامل تشفى لوحدها بعد فترة من الولادة، حيث تتقارب حواف الفتحة وتصبح صغيرة جداً لا يمكن الشعور بها، ويبدو للمريضة في هذه الحالة أن الفتق قد شفي.
ولذلك يمكن أن تحدث مثل هذه الحالات بالمصادفة، حيث تقوم المريضة بوضع العسل على السرة بشكل مستمر، وفي الوقت نفسه يزول الفتق بشكل تلقائي دون أن يكون ذلك ناتجاً عن العسل بحد ذاته. وتعتقد المريضة أن العسل هو سبب الشفاء في حين أنه لا علاقة له بالموضوع.
ولذلك فإن العسل ليس له أي دور في شفاء فتاق السرة أو أمراض السرة الأخرى. وأصلاً من غير المنطقي أن يؤدي وضع العسل على جلد السرة من الخارج إلى تقارب العضلات الداخلية الموجودة على عمق عدة سنتيمترات والتصاقها ببعضها وشفاء فتق السرة لوحده.