الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-20
أنا الدكتور فراس الصفدي أرحب بكم أشد الترحيب في موقعي الإلكتروني الرسمي. ويسرني أن أحدثكم في هذا الموضوع المفصل عن نصائح ما بعد استئصال الغدة الدرقية وطبيعة الحياة بعد عملية إزالة الغدة، وذلك من خلال خبرتي التي جمعتها خلال السنوات الماضية والعمليات التي قمت بإجرائها للمرضى. تابع القراءة!
هل سأعيش بشكل طبيعي بعد استئصال الغدة الدرقية؟ هذا السؤال هو من أكثر الأسئلة التي تطرح على جراح الغدة الدرقية، والإجابة هي ببساطة: نعم. على الرغم من أن الغدة الدرقية هي عضو أساسي في الجسم، إلا أن المريض يتلقى بعد العملية هرمونات الغدة بشكل حبوب يومية، والتي تعوض عن وظيفة الغدة وتقوم بوظائفها في الجسم بشكل كامل بحيث يعيش المريض بشكل طبيعي تماماً بدون غدة درقية.
وبشكل عام فإن المريض الذي يلتزم بالعلاج بعد استئصال الغدة لن يعاني من أي أمراض أو ضعف في الجسم، ولن يكون معرضاً للوفاة في عمر مبكر، وسيكون الرجال قادرين على الإنجاب بشكل طبيعي، كما أن النساء سيتمكنَّ من الحمل والولادة مع إنجاب أطفال طبيعيين وإرضاعهم بدون مشاكل، ودون وجود أي تعارض بين الحمل واستئصال الغدة الدرقية.
يعتبر التعب من الأعراض الشائعة بعد العملية. وهو قد يبقى لفترة طويلة إما بسبب الإرهاق الناتج عن العملية نفسها أو بسبب عدم ضبط الهرمون بشكل جيد. ويجب دائماً التنسيق مع الطبيب للتأكد فيما إذا كانت جرعة الهرمون مناسبة أم لا. وفي كثير من الأحيان يكون التعب ناتجاً عن مشكلة أخرى لا علاقة لها بالغدة مثل نقص التغذية أو فقر الدم.
تشاهد أحياناً علاقة بين استئصال الغدة الدرقية وزيادة الوزن، حيث يمكن أن يزداد الوزن لدى المريض خلال الأشهر التالية للعملية على الرغم من الالتزام بالمعالجة الهرمونية. تحتاج مثل هذه الحالات إلى تعديل نوعية الغذاء بشكل كامل وتحسين النشاط البدني. وفي الحالات الشديدة يمكن المعالجة بنوع آخر من هرمونات الغدة الدرقية يدعى باسم T3، حيث يفيد في تحسين الاستقلاب الذي يكون بطيئاً لدى بعض الأشخاص.
حين يترك الجراح نصف الغدة الدرقية فسيكون قادراً على إفراز كمية كافية من الهرمونات في معظم المرضى، ولا حاجة هنا لأي علاج على المدى الطويل إلا في نسبة قليلة من الحالات. وعلى الرغم من ذلك يتوجب مراقبة الغدة على المدى الطويل، ففي بعض الأحيان قد يحتاج المريض إلى العلاج في المستقبل، أو قد تتطور مشكلة جديدة في الجزء المتروك من الغدة الدرقية. كما يجب تناول حمية غذائية غنية باليود مدى الحياة لمساعدة الجزء المتبقي من الغدة والوقاية من تطور مشاكل جديدة فيه.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الحياة بعد استئصال الغدة الدرقية، كما تجد الكثير من المعلومات المفيدة في المقالات الأخرى الخاصة بالغدة الدرقية في هذا الموقع. أنوه إلى أن الأعراض التي تحدث بعد استئصال الغدة الدرقية تحتاج إلى المتابعة لدى طبيب الغدد الصماء، وعند حدوث أي مشاكل جديدة فيتوجب تقييمها بشكل مباشر من قبل الطبيب المشرف على العلاج.
تعتبر الغدة الدرقية من الأعضاء الأساسية في جسم الإنسان. تقوم الغدة الدرقية بإفراز مواد تدعى بالهرمونات الدرقية، وهذه الهرمونات مسؤولة عن بعض الوظائف الاستقلابية المهمة في الجسم. تفرز الغدة الهرمونات إلى الدم حيث تصل إلى جميع أعضاء الجسم، وتتحكم هرمونات الغدة الدرقية بعمل الكثير من الأعضاء مثل القلب والدماغ والعضلات.
وتعتبر الغدة الدرقية من الأعضاء الأساسية في الجسم، حيث يؤدي اختلال مستويات الهرمونات في الدم بسبب اضطرابات الغدة الدرقية أو عند إهمال العلاج بعد استئصال الغدة الدرقية إلى اضطرابات قد تكون قاتلة على المدى الطويل في حال عدم معالجتها.
نعم، يمكن للإنسان أن يعيش بشكل طبيعي تماماً مثله مثل أي شخص لم يخضع لاستئصال الغدة الدرقية. حين تستأصل الغدة الدرقية بشكل كامل فإن المريض يفقد هذه الهرمونات الدرقية من الجسم، وبالتالي يجب إعطاؤه هذه الهرمونات بشكل أدوية. وعند المعالجة بهرمونات الغدة الدرقية بالجرعة المناسبة والصحيحة فإن الإنسان سيعيش بشكل طبيعي تماماً.
عند إعطاء هرمون الغدة الدرقية بالجرعة الصحيحة وإجراء تحليل الغدة الدرقية في الدم بشكل دوري للتأكد من أن الجرعة التي يتناولها المريض مناسبة له وكافية للقيام بوظائف الغدة الدرقية في الجسم، فإن الإنسان سيعيش بشكل طبيعي تماماً مثله مثل أي شخص آخر لم يخضع لاستئصال الغدة الدرقية، ولن يكون معرضاً للإصابة بأي مرض أو ضعف في الجسم أو أي حالة صحية أخرى.
عند إعطاء هرمون الغدة الدرقية بالجرعة الصحيحة وإجراء تحليل الغدة الدرقية في الدم بشكل دوري للتأكد من أن الجرعة التي يتناولها المريض مناسبة له وكافية للقيام بوظائف الغدة الدرقية في الجسم، فإن الإنسان سيعيش بشكل طبيعي تماماً مثله مثل أي شخص آخر لم يخضع لاستئصال الغدة الدرقية.
ولا يتأثر العمر المتوقع للمريض إذا كان الوضع مضبوطاً لديه بشكل جيد وصحيح. ولكن إذا كان هناك اضطراب كبير في الهرمونات ولم يتم علاجه ومتابعته بالشكل الصحيح فإن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في أعضاء مختلفة من الجسم مما قد يؤدي إلى مضاعفات قاتلة.
نعم. إذا كنت تتناولين هرمون الغدة الدرقية بشكل يومي حسب الجرعة المقررة من قبل الطبيب فإن جميع وظائف الجسم لديك ستكون طبيعية تماماً مثلك مثل أي سيدة أخرى لم تخضع لاستئصال الغدة الدرقية. وبإمكانك الحمل والولادة والإرضاع بشكل طبيعي بعد استئصال الغدة. ولكن يتوجب دائماً ضبط وظيفة الغدة الدرقية أثناء الحمل بشكل جيد نظراً لحساسية هذه الحالات وإمكانية تأثيرها على الجنين.
إذا كنت تتناول هرمون الغدة الدرقية بشكل يومي حسب الجرعة المقررة من قبل الطبيب فإن جميع وظائف الجسم لديك ستكون طبيعية تماماً مثلك مثل أي رجل آخر لم يخضع لاستئصال الغدة الدرقية. وبإمكانك الإنجاب بشكل طبيعي بعد استئصال الغدة دون أن يؤثر ذلك على الخصوبة أو الوظيفة الجنسية. أما إذا لم تكن الهرمونات الدرقية والجرعة العلاجية في الجسم مضبوطة بشكل جيد فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى اضطراب في الخصوبة أو الوظيفة الجنسية.
بعد أي عملية جراحية كبيرة تحت التخدير العام يشعر المريض ببعض التعب والإنهاك، والذي قد يبقى أحياناً لعدة أسابيع بعد العملية. هذا الأمر شائع وطبيعي ويشاهد لدى الكثير من المرضى، وقد يترافق مع أعراض أخرى مثل الصداع والرغبة بالنوم وعدم القدرة على بذل أي مجهود. ولتسريع زوال هذه الأعراض ننصح بأمرين:
إذا كنت لا تزال تعاني من التعب بعد سنة من العملية فعلى الأغلب أن هناك مشكلة في الجرعة التي تتناولها من هرمون الغدة الدرقية. إذا لم تكن جرعة التيروكسين كافية للجسم فإن ذلك قد يؤدي إلى التعب الشديد. وبذلك يتوجب المتابعة مع الطبيب لإجراء تحاليل الغدة الدرقية في الدم مجدداً والتأكد فيما إذا كنت تحتاج إلى تعديل في جرعة التيروكسين.
إذا كنت تتناول الدواء بالجرعة المحددة وكانت تحاليل الهرمونات طبيعية فهذا يشير إلى أن وظيفة الغدة الدرقية في الجسم مضبوطة بشكل جيد، وبالتالي فإن التعب ليس له علاقة بالغدة الدرقية وإنما ناتج عن مشكلة أخرى مثل فقر الدم أو مرض السكر أو غيره من الأسباب. وفي هذه الحالة يتوجب استشارة طبيب الأمراض الباطنية لإجراء الفحص اللازم وتشخيص سبب المشكلة التي لديك.
حين تستأصل الغدة الدرقية بشكل كامل فإن المريض يفقد هذه الهرمونات الدرقية من الجسم، وبالتالي يجب إعطاؤه هذه الهرمونات بشكل أدوية. وعند إعطاء هرمون الغدة الدرقية بالجرعة الصحيحة وإجراء تحليل الغدة الدرقية في الدم بشكل دوري للتأكد من أن الجرعة التي يتناولها المريض مناسبة له وكافية للقيام بوظائف الغدة الدرقية في الجسم، فإن الإنسان سيعيش بشكل طبيعي. وفي معظم الأحيان لا يعاني المريض من أي زيادة في الوزن بعد العملية طالما كانت الهرمونات مضبوطة بشكل جيد.
قد يكون هناك مشكلة في ضبط جرعة الهرمون المناسبة للجسم. إذا كانت جرعة الهرمون التي تتناولها أقل من الجرعة الضرورية للجسم فإن ذلك قد يؤدي إلى زيادة في الوزن. ولذلك إذا ازداد الوزن بشكل غير طبيعي بعد العملية فيتوجب مراجعة الطبيب لإجراء اختبارات الغدة الدرقية في الدم وتحديد فيما إذا كانت جرعة التيروكسين لديكم تحتاج إلى تعديل. إذا كان هناك اختلال في الهرمونات بالفعل فهذا يفسر زيادة الوزن. وفي هذه الحالة يعود الوزن للطبيعي بعد عدة أشهر من تعديل الجرعة بالشكل المناسب.
تحدث لدى بعض المرضى حالة بطء في الاستقلاب في الجسم بعد الاستئصال الكامل للغدة الدرقية على الرغم من إعطاء الدواء بالجرعة اللازمة وعلى الرغم من أن تحاليل الهرمونات في الدم تكون في المجال الطبيعي. يؤدي بطء الاستقلاب إلى عدم حرق المواد الغذائية بشكل جيد وتراكمها في الجسم مما يؤدي إلى زيادة الوزن.
بعد الاستئصال الكامل للغدة الدرقية يتوجب اتخاذ إجراءات وقائية للحماية من زيادة الوزن، والتي تشمل ما يلي:
في بعض الحالات يمكن أن يزداد الوزن بشكل كبير خلال السنة الأولى بعد العملية، مثلاً بمقدار 10-20 كيلوغرام مقارنة بما ان عليه قبل العملية. في هذه الحالات يمكن إضافة دواء هرموني آخر إلى التيروكسين.
هذا الدواء هو هرمون ثانوي تفرزه الغدة الدرقية يدعى باسم T3 ويتوفر في الأسواق بأسماء مختلفة. ويعطى الدواء حصرياً من قبل الطبيب الاختصاصي بأمراض الغدد الصماء نظراً لأن جرعته حساسة ويتوجب ضبطه بشكل دقيق من خلال التحاليل المتكررة بشكل مشابه للتيروكسين. بعد عدة أشهر من المعالجة بهذا الدواء –بالإضافة إلى الالتزام بالنصائح المذكورة في السؤال السابق– فإن الوزن يمكن أن يعود إلى الطبيعي لدى الكثير من المرضى.
بعد استئصال نصف الغدة الدرقية فإن النصف المتبقي من الغدة يكون قادراً على إفراز كمية كافية من هرمونات الغدة الدرقية لتلبية متطلبات الجسم. ولكن في واحد من أصل سبعة مرضى فقط يكون النصف المتبقي غير قادر على إنتاج الكمية المطلوبة من الهرمونات، وبالتالي يستوجب الوضع المعالجة بهرمون الغدة الدرقية.
يتم ذلك من خلال تحليل هرمونات الغدة الدرقية في الدم بعد حوالي شهرين من العملية. إن لم تكن الهرمونات طبيعية فهذا يعني أن الجزء المتبقي من الغدة الدرقية عاجز عن إفراز كمية كافية من الهرمون، وهنا يجب مساعدته بإعطاء جرعة إضافية. أما إذا كانت الهرمونات طبيعية فهذا يعني أن كمية الهرمون في الجسم كافية ولا تحتاج إلى معالجة. وعادة لا يمكن تحديد ضرورة المعالجة بهرمون الغدة الدرقية في هذه الحالات إلا من خلال مراقبة التحاليل المخبرية.
نعم. حتى إذا أثبت التحليل الأولي أن نصف الغدة الدرقية لديك يعمل بشكل جيد، فإن وظيفته قد تتراجع أحياناً مع الوقت. ولذلك يتوجب مراقبة هرمونات الغدة الدرقية في الدم بشكل منتظم. ويمكن هنا إعادة التحليل مرة أخرى بعد ستة أشهر ثم بعد سنة واحدة أو حسب ما يحدد الطبيب. وتفضل أيضاً المراقبة على المدى الطويل بمعدل مرة واحدة كل سنتين على الأقل.
نعم. يجرى استئصال نصف الغدة الدرقية عادة بسبب وجود أكياس كبيرة أو أورام أو عقد سليمة في نصف الغدة الدرقية. وبذلك فإن النصف المتبقي من الغدة الدرقية يبقى معرضاً لتطور مشكلة مشابهة في أي وقت في المستقبل. ولذلك ينصح في مثل هذه الحالات بإجراء تصوير للنصف المتبقي من الغدة الدرقية بواسطة الأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) مرة واحدة كل سنة في الفترة الأولى ثم مرة كل سنتين بعد العملية أو حسب ما يرى الطبيب. والغاية من ذلك هي التشخيص المبكر لأي مشكلة يمكن أن تظهر في النصف المتبقي والتعامل معها بالشكل المناسب.
نعم. بعد استئصال نصف الغدة الدرقية فمن الطبيعي أن يتضخم النصف الآخر حتى يفرز ما يكفي من الهرمونات لتلبية متطلبات الجسم. إذا حدثت الضخامة مثلاً بعد عدة سنوات من العملية فيتوجب عند الشك تصوير الفص الدرقي المتبقي للتأكد من عدم وجود مشاكل فيه مثل العقد أو الأورام. إذا كانت هناك ضخامة بسيطة بدون أورام أو عقد فإن الموضوع طبيعي ولا يدعو للقلق ولا يستدعي أي معالجة طالما كانت الهرمونات في الجسم طبيعية.
بعد استئصال نصف الغدة الدرقية فإن النصف المتبقي من الغدة سيتكفل بإفراز كمية كبيرة من الهرمونات للتعويض عن عمل الغدة الكاملة. ونظراً لأن اليود هو عنصر أساسي في تركيب هرمونات الغدة الدرقية، فيتوجب في هذه الحالات تناول كميات كبيرة من المأكولات المحتوية على اليود حتى يستطيع الجزء المتبقي من الغدة أن يعمل بشكل جيد. وفي حال نقص كمية اليود فإن ذلك قد يؤدي إلى تضخم النصف المتبقي من الغدة الدرقية وتشكل عقد أو أكياس جديدة فيه، الأمر الذي قد يستدعي إجراء عملية ثانية في المستقبل لدى بعض المرضى.
يتواجد اليود في ثلاثة مصادر أساسية: