الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-20
تحياتي لجميع المتابعين الأعزاء أهلاً بكم في موقعي الإلكتروني. أنا الدكتور فراس الصفدي ويسعدني أن أحدثكم في هذه المقالة بأدق التفاصيل عن استخدام اليود المشع في علاج أورام الغدة الدرقية من خلال خبرتي مع المرضى الذين لديهم مشاكل في الغدة. التفاصيل
تعتبر إجراءات التشخيص والعلاج باليود المشع من أشيع الإجراءات الطبية التي تستخدم في تشخيص وعلاج أمراض الغدة الدرقية المختلفة. وهذه الإجراءات تستغل القدرة الفريدة للغدة الدرقية على أخذ اليود من الدم واستخدامه في تركيب هرمونات الغدة الدرقية. ويعطى العلاج باليود المشع عادة في سرطان الغدة الدرقية للحصول على معدلات شفاء عالية، كما يستخدم في حالات مرضية معينة في الغدة الدرقية وخصوصاً نشاط الغدة الدرقية. وتعتبر هذه المعالجة حساسة وتحتاج إلى احتياطات خاصة قبل وبعد العلاج نظراً لإمكانية تأثير الإشعاع على الآخرين، وذلك لأنها تجرى بواسطة اليود المشع من النمط 131 الذي يعتبر ذا قدرة إشعاعية قوية.
الاستخدام الأول للمعالجة اليود المشع هو في حالات نشاط الغدة الدرقية وخصوصاً في مرض غريفز. تعطى المعالجة حين لا تستجيب الحالة للأدوية أو لا يتحمل المريض العلاج الدوائي، حيث يمكن أن تشكل بديلاً عن الجراحة. ولكن إذا كان المريض يعاني من إصابة عينية مع جحوظ شديد فيمنع إعطاء اليود المشع نظراً لأنه قد يؤدي إلى تفاقم الحالة. وقد تؤدي المعالجة إلى كسل في وظيفة الغدة الدرقية مدى الحياة لدى بعض المرضى. أما الاستخدام الثاني للمعالجة باليود المشع فهو سرطان الغدة الدرقية، حيث تم الحديث عن ذلك بالتفصيل في المقالة الخاصة بهذا الموضوع.
نظراً لأن الإشعاع الناتج عن المعالجة باليود المشع يكون قوياً فيجب اتخاذ الكثير من الاحتياطات عند المعالجة باليود المشع. ويعتبر اليود المشع ممنوعاً بشكل قاطع أثناء الحمل، ويجب قبل إعطاء اليود إجراء اختبار الحمل إذا لم تكن السيدة متأكدة. كما يجب إيقاف الإرضاع والالتزام بحمية فقيرة باليود قبل فترة من تلقي المعالجة باليود المشع. وبعد العلاج يتوجب عزل المريض لعدة أيام حسب الجرعة التي تم إعطاؤها، وذلك حتى لا يتعرض الآخرون لخطر الإشعاع. ويجب الالتزام بالكثير من الاحتياطات المهمة بالنسبة لمسافة الاقتراب من الآخرين واستعمال الأدوات الشخصية، وذلك حتى زوال تأثيرات الإشعاع من الجسم بشكل كامل.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول المعالجة باليود المشع في أمراض الغدة الدرقية. وأنوه إلى أن التصوير والمعالجة باليود بالمشع لا تندرج تحت مجال تخصصي الجراحي، وهي تعطى عادة من قبل أطباء الغدد الصماء ومعالجة الأورام بعد دراسة حالة المريض، وهم من يحدد جميع التفاصيل بالنسبة لضرورة العلاج وعدد الجرعات والفواصل الزمنية بينها.
اليود هو مادة طبيعية توجد في جسم الإنسان وتشكل جزءاً أساسياً من الهرمونات التي تفرزها الغدة الدرقية. تحتاج الغدة الدرقية إلى اليود لتركيب الهرمونات الخاصة بها. وبالتالي حين يتواجد اليود في الجهاز الدوراني فإن الغدة الدرقية تقوم بسحبه من الدم وإدخاله إلى الغدة لاستخدامه في تركيب الهرمون.
اليود المشع هو أحد الأشكال الفيزيائية لمادة اليود. يُصدر اليود المشع إشعاعات يمكن كشفها بواسطة أجهزة التصوير الطبي. عند إعطاء اليود المشع عن طريق الفم فهو يصل عبر الأمعاء إلى الدم لتأخذه الغدة الدرقية بشكل كامل تقريباً.
ويعطى اليود المشع في أمراض الغدة الدرقية لغايات تشخيصية وعلاجية. فحين يعطى بهدف التشخيص يتم تصوير الجسم بواسطة أجهزة خاصة لكشف الأمكنة التي يتوضع فيها اليود المشع وبالتالي أماكن تواجد النسيج الدرقي وقدرة هذا النسيج على أخذ اليود من الدم، ويدعى ذلك بالمسح الذري التشخيصي باليود المشع. وحين يعطى بهدف العلاج فهو يعطى عادة بجرعة كبيرة تخرب الأنسجة الدرقية السليمة أم الخبيثة وبالتالي فهو يساعد في العلاج في حالات معينة، ويدعى ذلك بالمعالجة باليود المشع.
ويجب التمييز بشكل جيد بين الحالتين، فالجرعة المستخدمة في المسح الذري التشخيصي ضئيلة جداً وليس لها محاذير خاصة. أما الجرعة المستخدمة في المعالجة باليود المشع فهي مرتفعة وتحتاج إلى احتياطات هامة قبل وبعد العلاج.
نعم هناك نوعان من اليود المشع للاستخدام الطبي. النوع الأول هو اليود المشع 123 الذي يمتلك قدرة إشعاعية ضعيفة حيث يستخدم في المسح الذري التشخيصي، أما النوع الثاني فهو اليود المشع 131 وهو ذو قدرة إشعاعية قوية حيث يستخدم في المعالجة باليود المشع.
العلاج باليود المشع هو وسيلة علاجية تستخدم في أمراض معينة في الغدة الدرقية. نظراً لأن اليود المشع يؤخذ من قبل الغدة الدرقية أو الأنسجة الدرقية السليمة والخبيثة فهو يمكن أن يعطى بالوريد بجرعات عالية تؤدي إلى تخريب هذه الأنسجة سواءً كانت سليمة أم خبيثة وسواءً كانت في الغدة الدرقية نفسها أم خارج الغدة الدرقية. ويستخدم اليود المشع 131 في العلاج نظراً لخصائصه الإشعاعية القوية.
تعطى المعالجة باليود المشع في الحالات التالية:
يكون العلاج باليود المشع ضرورياً بعد استئصال الغدة الدرقية الكامل في حالات سرطان الغدة الدرقية فقط. أما عند استئصال الغدة الدرقية لسبب حميد (مثل وجود الأكياس أو العقد) فلا يوجد حاجة للعلاج باليود المشع في هذه الحالة.
لا. إذا كان الورم المستأصل صغير الحجم ومحدوداً في الغدة الدرقية وتمت إزالة الغدة الدرقية بشكل كامل ولم يكن هناك انتشار إلى العقد اللمفاوية في الرقبة فهنا لا يوجد حاجة للعلاج باليود المشع بعد العملية. ويعتبر الاستئصال الكامل للغدة الدرقية علاجاً كافياً في هذه الحالة.
عند استئصال الغدة الدرقية في حالات السرطان يجب أولاً إجراء إجراء مسح تشخيصي باليود المشع الخفيف (اليود المشع 123) لتحديد فيما إذا كانت هناك بقايا من نسيج الغدة الدرقية في الرقبة. إذا كانت هناك حاجة للعلاج فيتم عندها التخطيط للجرعة العلاجية بواسطة اليود المشع 131. ويجرى ذلك عادة بعد فترة لا تقل عن شهرين من إجراء العملية.
يمكن أن يستخدم اليود المشع لعلاج الغدة الدرقية في حالات زيادة نشاط الغدة. نظراً لأن الغدة الدرقية المصابة بالنشاط الزائد تسحب كميات كبيرة من اليود من الدم، فإن إعطاء اليود المشع يؤدي إلى دخول المادة المشعة إلى الغدة الدرقية بكميات كبيرة وتخريبها، مما يؤدي إلى تدمير الأنسجة التي تقوم بإفراز كميات كبيرة من الهرمونات. وبهذه الطريقة يتم علاج حالة النشاط الزائد.
تعطى المعالجة في المرضى الذين يعانون من مرض غريفز (نشاط الغدة الدرقية المناعي) أو في العقد الدرقية الحارة التي تفرز كميات كبيرة من الهرمونات وتؤدي إلى زيادة نشاط الغدة. وتشكل المعالجة باليود المشع عادة الخط الثاني للمعالجة حين لا يكون من الممكن السيطرة على الحالة بواسطة الأدوية أو حين تؤدي المعالجة الدوائية إلى تأثيرات جانبية لدى المريض. ويعود قرار المعالجة باليود المشع لطبيب الغدد الصماء المشرف على معالجة الحالة.
إذا كان المريض يعاني من مرض غريفز مع جحوظ في العينين فإن إعطاء اليود المشع يترافق مع تفاقم المشكلة العينية لدى المريض، ويمنع في هذه الحالة إعطاء اليود المشع. وتشمل الخيارات العلاجية في هذه الحالة إما المعالجة الدوائية أو استئصال الغدة الدرقية. ويتخذ القرار من قبل طبيب الغدد الصماء المشرف على متابعة الحالة.
يعتبر قصور الغدة الدرقية أحد التأثيرات الجانبية المعروفة للمعالجة باليود بالمشع في حالات نشاط الغدة الدرقية، حيث يؤدي اليود إلى تخريب النسيج الدرقي الطبيعي مما ينقص من إفراز الهرمونات الدرقية في الجسم. ويمكن لكسل الغدة الدرقية أن يحدث بعد المعالجة مباشرة أو بعد عدة سنوات من المعالجة، مما يستوجب تعويض هرمون الغدة الدرقية والمعالجة به مدى الحياة. ويؤكد ذلك على ضرورة إجراء التحاليل بشكل دوري بعد المعالجة باليود المشع في الأمراض السليمة في الغدة الدرقية.
يجب تناول حمية غذائية فقيرة باليود خلال الأسبوعين الأخيرين قبل المعالجة. والغاية من ذلك هي تخفيف كمية اليود في الجسم إلى الحد الأدنى حتى تقوم الأنسجة الدرقية في الجسم بأخذ كامل كمية اليود المشع التي يتم إعطاؤها. وبهذه الطريقة يتم الحصول على أكبر فائدة ممكنة من المعالجة.
يتوجب تجنب الأغذية التالية بشكل كامل خلال الأسبوعين الأخيرين قبل المعالجة باليود المشع:
لا مشكلة على الإطلاق من تناول الأغذية التالية في الأسبوعين الأخيرين قبل المعالجة:
يعتبر إعطاء اليود المشع ممنوعاً بشكل نهائي أثناء الحمل، وينصح عند الضرورة بإجراء اختبار الحمل لدى النساء قبل إعطاء اليود المشع.
يتوجب التوقف عن الإرضاع في حال الحاجة لتلقي المعالجة باليود المشع. ويجب أن يتم ذلك قبل عدة أسابيع من إعطاء الجرعة بحيث يجف الحليب تماماً قبل إعطاء جرعة اليود. السبب في ذلك هو أن الثدي يفرز اليود المشع مع الحليب. وإذا كان الثدي لا يزال يفرز الحليب أثناء إعطاء الجرعة فإن ذلك سيؤدي إلى تكثف اليود المشع في الحليب وداخل الغدد الموجودة في الثدي، مما قد يعرض الثدي لتطور الأورام في المستقبل. ولذلك فإن أي مرضع يجب أن توقف الإرضاع وتفطم الطفل قبل عدة أسابيع من تلقي المعالجة باليود المشع.
تعطى المعالجة عادة عن طريق الفم، حيث تعطى مادة اليود المشع إما بشكل حبوب أو بشكل محلول جاهز للشرب.
لأن الفعالية الإشعاعية التي تصدر عن جسم المريض قد تؤثر على الغدة الدرقية لدى الآخرين، وخصوصاً الحوامل والأطفال الصغار. ولذلك يتم عزل المريض خلال إعطاء المعالجة ولفترة معينة بعدها، حيث تمنع الزيارة منعاً باتاً لمدة 2-5 أيام حسب الجرعة. كما يتوجب الالتزام بنصائح واحتياطات خاصة لعدة أيام بعد تناول العلاج.
لا تعتبر المعالجة باليود المشع خطيرة، حيث يعتبر اليود المشع من الأدوية الآمنة وعادة لا يؤدي إلى مشاكل لدى المريض على المدى الطويل. ولكن اليود المشع يمتلك تأثيرات مخربة للغدة الدرقية الطبيعية. وهذا التأثير هو تأثير مرغوب لديك بهدف تخريب الأنسجة الدرقية في جسمك وعلاج حالتك المرضية. ولكن هذا التأثير قد يكون ضاراً للآخرين الذين لديهم غدة درقية طبيعية.
إن اليود المشع الذي يصدر من جسمك خلال الأيام الأولى بعد العلاج قد يؤثر على الغدة الدرقية الطبيعية للآخرين، وخصوصاً الأشخاص الذين تكون الغدة الدرقية لديهم حساسة مثل الحوامل والأطفال. ويؤدي تعرض الأشخاص الطبيعيين لليود المشع إلى حدوث الأمراض أو الأورام في الغدة الدرقية في المستقبل.
يتعلق ذلك بالجرعة التي ستعطى لك. يبقى المريض في المستشفى بحالة عزل تام لمدة 24 ساعة على الأقل بعد تناول الجرعة. وفي بعض الحالات قد تصل هذه الفترة إلى 3-5 أيام عند الحاجة لإعطاء جرعة عالية. عليك سؤال الطبيب المشرف على العلاج حول الفترة التي يجب أن تقضيها في المستشفى.
يتوجب الالتزام بعدة احتياطات ولعدة أيام بعد العلاج كما يبين الجدول أدناه. تختلف الفترة الزمنية بشكل كبير من مريض لآخر حسب الجرعة المستخدمة في العلاج، وعادة ستحصل على قائمة مفصلة بهذه الأمور من الطبيب المشرف على العلاج. وأقدم لكم في هذا الجدول أرقاماً تقريبية لعدد الأيام اللازمة لتجنب الفعاليات المختلفة بعد تاريخ إعطاء العلاج حسب التوصيات العالمية. وكما ذكرت فإن المعلومات الدقيقة يتم الحصول عليها من الطبيب حسب الجرعة التي ستتلقاها. ولذلك أنصحك بتسجيل هذه النقاط لديك وسؤال الطبيب عنها بشكل مباشر للحصول على أرقام دقيقة فيما حال لم يتم إعطاؤك تفاصيل كافية.
الاحتياطات | الفترة الزمنية |
---|---|
عدم الاقتراب من الأطفال والنساء الحوامل لمسافة تقل عن مترين | 5-3 أيام |
الامتناع عن معانقة أو تقبيل الآخرين | 7-5 أيام |
النوم في غرفة منفصلة على مسافة لا تقل عن مترين من البالغين | 14-7 يوم |
النوم في غرفة منفصلة على مسافة لا تقل عن مترين من الحوامل أو الأطفال | 3-1 أسابيع |
الامتناع عن الجماع | 3-1 أسابيع |
عدم استعمال وسائل المواصلات العامة أو التواجد في الأماكن المكتظة | 7-5 أيام |
عدم البقاء في السيارة مع الآخرين لمسافات طويلة | 7-5 أيام |
شرب الكثير من السوائل | 7-5 أيام |
عدم تحضير الطعام للآخرين | 7-5 أيام |
استعمال مناشف وأدوات طعام وشراب خاصة بك وغسلها بشكل منفصل | 7-5 أيام |
غسيل المرحاض مرتين أو ثلاثة بعد التبول أو التبرز | 7-5 أيام |
الاستحمام بشكل يومي | 7-5 أيام |
لأن اليود المشع يُطرح من الجسم عن طريق الكلية. ولذلك فإن تناول كميات كبيرة من السوائل بجميع أنواعها يساعد الجسم على التخلص من اليود المشع سريعاً وطرحه عن طريق الكلية مع البول. ولنفس السبب ينصح بغسيل المرحاض بالماء لمرتين أو ثلاثة وخصوصاً بعد التبول، وذلك بهدف غسيل اليود المشع بشكل جيد من المرحاض حتى لا يتعرض الآخرون للمادة الإشعاعية.
لأن الجسم يفرز اليود المشع مع العرق مما يؤدي إلى تراكم المادة المشعة على الجلد في حال عدم الاستحمام. ولذلك يتوجب الاستحمام بشكل يومي في الأيام الأولى بعد العلاج لتخفيف تعرض الآخرين للإشعاع.
تشمل أضرار العلاج باليود المشع ما يلي:
اليود المشع مختلف بشكل كبير عن الأدوية الكيماوية، وهو لا يؤدي إلى تساقط الشعر أو إلى الأعراض الشديدة التي تترافق مع إعطاء المعالجة الكيماوية.
على الرغم من أن بعض الدراسات القديمة قد ذكرت وجود علاقة محتملة بين المعالجة باليود المشع وحدوث سرطان الدم (اللوكيميا) في حالات نادرة، إلا أن الدراسات الأحدث قد أظهرت أن المعالجة باليود المشع لا تؤدي إلى حدوث السرطان.
قد تؤدي المعالجة باليود المشع إلى اضطرابات في العادة الشهرية لدى النساء واضطراب في الخصوبة لدى الرجال. ولكن هذه التأثيرات تزول بشكل كامل بعد فترة من المعالجة. ولا تؤدي المعالجة إلى حدوث العقم على المدى الطويل.
يمكن نظرياً الحمل بعد مرور ستة أشهر وحتى سنة واحدة من المعالجة باليود المشع. وبعد هذه الفترة لا توجد أي تأثيرات ضارة على الحمل ويمكن الحمل والإرضاع بدون مشاكل. ويتوجب التأكد من الفترة التي يسمح بعدها بحدوث الحمل من خلال الطبيب المشرف على العلاج.
إذا تلقى الرجل المعالجة باليود المشع فلا يسمح له بالإنجاب إلا بعد مرور ثلاثة أشهر على الأقل من المعالجة وذلك لأن الفعالية الإشعاعية قد تؤثر على النطاف.