الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-20
تحياتي لجميع المتابعين الأعزاء أهلاً بكم في موقعي الإلكتروني. أنا الدكتور فراس الصفدي ويسعدني أن أحدثكم في هذه المقالة بأدق التفاصيل عن موضوع تورم الغدد اللمفاوية في الرقبة من خلال خبرتي المتواضعة في التعامل مع المرضى الذين لديهم مثل هذه الحالات.
الغدد اللمفاوية هي أنسجة طبيعية في جسم الإنسان تشكل جزءاً من الجهاز المناعي، وهي تدعى أيضاً بتسميات أخرى مثل العقد اللمفاوية أو العقد البلغمية. تكثر هذه العقد في منطقة الرقبة والإبط والناحية الإربية. ويحدث تضخم الغدد اللمفاوية بسبب الأمراض الالتهابية والورمية، مما يؤدي إلى كبرها بالحجم مع أو بدون أعراض أخرى مثل الألم أو الاحمرار. ويعتبر تورم العقد اللمفاوية في الرقبة من الأعراض الشائعة جداً في جميع الأعمار.
السبب الأشيع لتضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة هو الالتهابات الحادة التي تحدث في الجهاز التنفسي مثل التهابات اللوزات والجيوب الأنفية، حيث يؤدي ذلك أحياناً إلى التهاب غدة لمفاوية واحدة أو أكثر. كما يمكن أن يحدث ذلك في بعض الأمراض الالتهابية العامة الشبيهة بالإنفلونزا حيث يشمل الالتهاب عدة غدد لمفاوية. وفي التهاب الغدد اللمفاوية يعاني المريض أيضاً من الألم عند لمس العقد، كما يشكو أحياناً من أعراض عامة مثل ارتفاع الحرارة والتعب العام.
في بعض المرضى تبقى العقد اللمفاوية متضخمة حتى بعد شفاء الالتهاب، وتصبح جزءاً طبيعياً من الجسم. ويمكن لمعظم الناس الشعور بوجود عقدة لمفاوية في الرقبة تقع خلف الأذن أو تحت الفك أو على جانب الرقبة، وتكون مثل هذه العقد عادة صغيرة وغير مؤلمة. وهذه العقد المتفرقة والصغيرة لا تحتاج عادة إلى أي معالجة ويمكن نسيانها تماماً، وهي موجودة لدى غالبية الناس بشكل طبيعي.
في حالات قليلة يكون التورم في العقد اللمفاوية في الرقبة ناتجاً عن ورم خبيث. ويحدث ذلك إما في الأمراض الخبيثة التي تتشكل مباشرة في الغدد اللمفاوية، أو في الأورام التي تتشكل في أعضاء أخرى مثل الغدة الدرقية ثم تنتقل إلى العقد اللمفاوية. وفي هذه الحالات تكون العقد كبيرة وكثيرة وغير مؤلمة، ويزداد حجمها وعددها سريعاً مع الوقت.
لا يمكن تحديد سبب العقد اللمفاوية المتضخمة إلا من خلال الفحص الطبي اللازم وأحياناً إجراء عدد من الفحوص الإضافية. في بعض الحالات يستوجب الأمر استئصال عقدة لمفاوية كاملة وتحليلها في المختبر لتحديد طبيعتها بشكل أكيد، ويجرى ذلك من خلال عملية جراحية بسيطة. ولا يمكن تحديد العلاج المناسب إلا بعد تشخيص سبب المشكلة بشكل أكيد.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول العقد اللمفاوية في الرقبة وتضخمها وطريقة التعامل معها. وأنوه إلى أنه لا يمكن تشخيص أسباب تورم العقد اللمفاوية في الرقبة عبر الإنترنت، ويحتاج ذلك عند الضرورة لإجراء الفحص الطبي المباشر لدى الطبيب.
الغدد اللمفاوية أو العقد البلغمية هي كتل طرية صغيرة الحجم تشكل جزءاً من جسم الإنسان الطبيعي وتكثر في أماكن معينة في الجسم. وتعتبر العقد اللمفاوية جزءاً من الجهاز المناعي في الجسم، فهي تتواجد بكثافة في الأماكن التي يمكن أن تدخل منها الجراثيم إلى جسم الإنسان مثل منطقة الرأس والرقبة. وحين تتمكن الجراثيم من دخول الجسم وتصل إلى العقد اللمفاوية فإن الجهاز المناعي يقوم بمهاجمتها بقوة مما يؤدي إلى القضاء عليها ومنعها من الانتشار في الدم والجسم.
تتضخم العقد اللمفاوية عادة لأسباب التهابية أو ورمية. ويمكن تصنيف الأسباب من وجهة نظر المريض إلى ثلاث مجموعات عامة:
حين يصاب الإنسان بالتهاب حاد في اللوزات مثلاً فإن ذلك سيؤدي إلى وصول كمية كبيرة من الجراثيم أو الفيروسات إلى العقد اللمفاوية في الرقبة. تقوم كريات الدم البيضاء الموجودة داخل العقد اللمفاوية بمهاجمة الجراثيم مما يؤدي إلى التهاب هذه العقد وتورمها. ويستمر الالتهاب إلى أن تتغلب مناعة الجسم على الجراثيم ويشفى المرض، وعندها يزول التضخم وتعود العقد اللمفاوية إلى وضعها الطبيعي.
إن أي حالة التهابية أو مرضية تترافق مع دخول الجراثيم إلى الجسم من منطقة الرأس يمكن أن تؤدي إلى تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة والتهابها. على سبيل المثال نذكر الإنفلونزا والتهاب اللوزات والتهاب البلعوم والتهاب الجيوب الأنفية وخراجات الأسنان والقلاع داخل الفم والجروح التي يمكن أن تحدث في الرأس أو الوجه بالإضافة إلى بعض الأمراض الجلدية والالتهابات في جلد الرأس والشعر.
بالإضافة إلى ذلك فإن بعض الأمراض الالتهابية العامة التي تنتج عن أنواع معينة من الجراثيم والفيروسات يمكن أن تصيب كامل الجسم وتصل بشكل خاص إلى العقد اللمفاوية مؤدية إلى حدوث الالتهاب فيها، بما في ذلك العقد الموجودة في منطقة الرقبة. وتعتبر هذه الحالات شائعة بشكل خاص لدى الأطفال نظراً لأن الجهاز المناعي لديهم يعتمد بشكل كبير على العقد اللمفاوية.
يشكل الألم العلامة المميزة للعقد اللمفاوية الناتجة عن الالتهاب. وإن وجود الألم مع تضخم العقد اللمفاوية هو علامة مطمئنة تشير في الغالبية العظمى من الحالات إلى أن السبب هو التهابي وليس ورمي.
تتميز العقد اللمفاوية الناتجة عن الالتهابات الحادة بأنها مؤلمة خصوصاً عند لمسها أو الضغط عليها أو عند تحريك الرأس والرقبة. وقد تكون العقد موجودة في جهة واحدة من الرقبة أو في الجهتين معاً. وقد تترافق مع وذمة وقساوة في المنطقة واحمرار في الجلد فوق العقد المصابة. كما قد تترافق مع أعراض عامة أخرى مثل الحرارة والتعب العام حسب سبب الالتهاب.
بعد شفاء الالتهاب في العقد اللمفاوية فإن معظم العقد تعود إلى الحجم الذي كانت عليه قبل حدوث الالتهاب. ولكن في بعض الحالات تؤدي المعركة المناعية التي حدثت بين الجراثيم وبين كريات الدم البيضاء والجهاز المناعي داخل العقدة اللمفاوية إلى تخرب نسيج الغدة اللمفاوية الطبيعي. وعوضاً عن النسيج المتخرب تتشكل أنسجة ليفية جديدة تملأ حجم العقدة اللمفاوية. وهكذا تبقى العقدة اللمفاوية متضخمة بشكل دائم على الرغم من زوال الألم والأعراض الأخرى.
ولذلك من الشائع للغاية أن تبقى عقد لمفاوية في الرقبة بعد التهابات سابقة. ومعظم البالغين لديهم عقد لمفاوية يمكن الشعور بها في الرقبة سواءً في الجهة الأمامية أو الخلفية من الرقبة. وفي بعض الحالات لا ينتبه الإنسان إلى تضخم العقد اللمفاوية أثناء الالتهاب الحاد، ولا يشعر بالعقد اللمفاوية إلا بعد فترة من الشفاء حيث يعثر فجأة على عقدة لمفاوية في الرقبة ناتجة عن الالتهاب القديم لم يكن منتبهاً إليها فيعتقد أنها ورم خبيث.
تتميز العقد اللمفاوية الناتجة عن الالتهابات القديمة بالصفات التالية:
بالإضافة إلى الأسباب الالتهابية فإن العقد اللمفاوية يمكن أن تتضخم بسبب الأورام الخبيثة. ويشاهد ذلك في حالتين:
تتميز العقد اللمفاوية الناتجة عن الأورام الخبيثة بالصفات التالية:
تشير العقد اللمفاوية المؤلمة التي تظهر بشكل مفاجئ إلى حالة التهابية. أي التهاب أو جرح في منطقة الرأس يمكن أن يؤدي إلى تضخم في العقد اللمفاوية في الرقبة. وإذا كانت لديك حالة التهابية واضحة (مثل التهاب البلعوم أو الإنفلونزا أو التهاب الأسنان أو جرح في الرأس أو الوجه) فهذه الحالة الالتهابية هي السبب المسؤول عن تضخم العقد اللمفاوية. وهنا يشفى تضخم العقد اللمفاوية عند معالجة السبب بالشكل المناسب.
تشير العقد اللمفاوية المؤلمة التي تظهر بشكل مفاجئ بدون سبب واضح أو مرض مرافق إلى وجود حالة التهابية. بعض الأمراض الالتهابية قد تصيب العقد اللمفاوية فقط بدون وجود التهاب مرافق في البلعوم مثلاً أو في الأعضاء الأخرى في منطقة الرأس. وفي كثير من الأحيان يظهر تورم وألم في العقد اللمفاوية ثم يزول لوحده دون أن يحتاج إلى أي معالجة خاصة.
وبذلك يمكن مبدئياً مراقبة مثل هذه الحالات ليومين أو ثلاثة. إذا لم تتحسن الأعراض خلال ثلاثة أيام أو إذا ترافقت مع أعراض عامة مثل الحمى أو الضعف العام أو الألم البطني فيتوجب إجراء الفحص الطبي لتحديد السبب والعلاج، فهناك الكثير من الأمراض الالتهابية العامة التي يمكن أن تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، ولا يمكن التشخيص إلا من خلال إجراء الفحص الطبي المناسب.
يمكن لدى معظم الناس الشعور بوجود ورم صغير في الرقبة ناتج عن وجود عقدة لمفاوية قديمة. هذه العقد هي عقد ارتكاسية ناتجة عن التهابات قديمة حيث تضخمت وبقيت على حالها. ويمكن الشعور بها عادة أمام أو خلف الأذن أو تحت الأذن مباشرة أو تحت الذقن أو الفك السفلي أو على جانب الرقبة. وإذا كانت لديك عقدة منذ سنوات في أحد هذه الأماكن ولم تتغير العقدة خلال كل هذه الفترة فهي غدة لمفاوية ارتكاسية طبيعية لا تمتلك أي أهمية ولا تحتاج إلى أي إجراءات ويمكنك أن تنساها تماماً.
إذا اكتشفت عقدة لمفاوية صغيرة غير مؤلمة في الرقبة فعلى الأغلب أن هذه العقدة هي عقدة ارتكاسية موجودة لديك في الرقبة منذ فترة طويلة ولم تكن تشعر بها، ولكنك عثرت عليها الآن فقط. مثل هذه الحالات لا تستدعي أي إجراء أو فحص طالما كنت بصحة جيدة وليست لديك أعراض أخرى، وينطبق عليها ما ذكر في السؤال السابق. وإذا بقيت العقدة على حالها خلال الأشهر القادمة فيمكنك أن تنساها تماماً.
إن العقد اللمفاوية غير المؤلمة التي تظهر بشكل مفاجئ وتكون كبيرة الحجم تستوجب إجراء الفحص الطبي، وذلك لأنها قد تكون ناتجة عن التهابات مزمنة أو أورام. ولذلك إذا ظهرت لديك عقد لمفاوية حديثة العهد في الرقبة فعليك مراجعة الطبيب مباشرة لإجراء الفحص الطبي اللازم.
هناك عشرات الأسباب التي تؤدي إلى تضخم العقد اللمفاوية في الرقبة، بعض هذه الأسباب ناتج عن مرض في العقد اللمفاوية نفسها والبعض الآخر ناتج عن أمراض أخرى خارج العقد اللمفاوية، وبعض هذه الأسباب التهابي وبعضها الآخر ورمي. ولا يمكن تشخيص السبب بشكل أكيد بناءً على الوصف فقط وإنما يحتاج ذلك لإجراء الفحص الطبي اللازم. وعند وجود عقد لمفاوية متضخمة دون سبب واضح فينصح دائماً بمراجعة الطبيب.
إذا كانت لديك عقد لمفاوية مكتشفة حديثاً في الرقبة دون سبب واضح فيفضل استشارة طبيب اختصاصي بالأمراض الباطنية أو بأمراض الأذن والأنف والحنجرة. وهؤلاء الأطباء هم الأكثر قدرة على إجراء التقييم والفحص الأولي وتشخيص سبب المشكلة سريعاً.
عادة ما يتبع الطبيب التسلسل التالي في التعامل مع العقد اللمفاوية المتضخمة:
في الكثير من الحالات لا يمكن العثور على سبب واضح لتضخم العقد اللمفاوية، ولا يمكن تحديد التشخيص بشكل أكيد حتى بعد إجراء الفحص الطبي وجميع التحاليل الدموية والفحوص الشعاعية. وفي هذه الحالة فإن الطريقة الوحيدة لتحديد التشخيص هي استئصال عقدة لمفاوية كاملة وتحليلها في المختبر.
ويتم ذلك عادة من خلال عملية جراحية بسيطة تجرى عادة تحت التخدير العام أو الموضعي حسب ما يرى الطبيب. وبعد فحص العقدة بشكل دقيق في المختبر تحت المجهر يمكن عادة تحديد السبب وتشخيص المشكلة.
إذا تم أخذ عينة من غدة لمفاوية بواسطة الإبرة فإن فحص مثل هذه العينة الصغيرة لن يفيد في تشخيص أمراض العقد اللمفاوية، وذلك لأن التشخيص يحتاج في هذه الحالات إلى فحص العقدة اللمفاوية بشكل كامل ودراسة غلافها الخارجي وتركيبها الداخلي وإجراء تلوينات مخبرية معينة.
وهذا الأمر غير ممكن عند سحب عينة بواسطة الإبرة نظراً لأن السحب بالإبرة يعطي خلايا فقط ولا يعطي أنسجة كاملة. ولذلك فإن دراسة العقد اللمفاوية وتشخيص أمراضها بشكل صحيح يحتاج عادة إلى استئصال عقدة لمفاوية كاملة على الأقل.
معظم الناس لديهم عقد لمفاوية متضخمة بشكل طبيعي في الرقبة. يمكن لدى البعض الشعور بهذه العقد من خلال اللمس الخارجي، وفي البعض الآخر لا يمكن الشعور بالعقد من الخارج ولكن يمكن رؤيتها عند تصوير الغدة الدرقية بواسطة الإيكو أو السونار.
وتنتج هذه العقد في معظم الأحيان عن التهابات قديمة ولا تمتلك أي أهمية. ويتم عادة عند إجراء التصوير دراسة شكلها وخصائصها، حيث يمكن الحصول على انطباع عام فيما إذا كانت الضخامة سليمة وعديمة الأهمية أو فيما إذا كانت يمكن أن تشير إلى وجود سبب معين.
يجرى تصوير الغدة الدرقية بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو أو السونار) في معظم أمراض الغدة الدرقية مثل فرط نشاط الغدة أو كسل الغدة أو التهابات الغدة الدرقية. وفي كثير من الأحيان يكتشف أثناء التصوير وجود عقد لمفاوية في الرقبة. هذه العقد هي أمر طبيعي وهي موجودة لدى معظم الناس ولا تمتلك عادة أي أهمية. وطالما أن الغدة الدرقية لا تحتوي على أورام أو كتل بداخلها فهذا يعني أن العقد اللمفاوية في الرقبة هي حالة مستقلة وقديمة ولا علاقة لها بمرض الغدة الدرقية.
حين تكتشف عقد في الرقبة في سياق وجود ورم مرافق في الغدة الدرقية فيتم التركيز في هذه الحالة على الورم الموجود في الغدة الدرقية. وفي هذه الحالات يتوجب إجراء الدراسة اللازمة لتحديد فيما إذا كان الورم الموجود في الغدة الدرقية سليماً أم خبيثاً.
إذا كان الورم الدرقي سليماً فهذا يعني أن العقدة اللمفاوية الموجودة في الرقبة هي عقدة ارتكاسية قديمة لا علاقة لها بالمشكلة. أما إذا كان الورم الدرقي خبيثاً فهذا قد يشير إلى أن العقدة اللمفاوية الموجودة في الرقبة ربما تكون مصابة بالورم وناتجة عن مشكلة الغدة الدرقية. ولذلك يتوجب في هذه الحالات التركيز على ورم الغدة الدرقية وليس على العقد اللمفاوية نفسها
من المحتمل في هذه الحالة أن سرطان الغدة الدرقية قد خرج من الغدة ووصل إلى العقد اللمفاوية في الرقبة مما أدى إلى إصابتها وتضخمها. وفي هذه الحالات يتوجب عادة استئصال العقد اللمفاوية في نفس عملية استئصال الغدة الدرقية.
ولا يعني ذلك بالضرورة أن العقدة مصابة بالورم، فقد تكون عقدة لمفاوية قديمة في الرقبة أو عقدة لمفاوية ارتكاسية سليمة. ولا يمكن تأكيد طبيعة العقدة في هذه الحالة إلا بعد استئصالها وتحليلها في المختبر مع الغدة الدرقية.
إذا تم تشخيص الإصابة بعد إجراء العملية أو حدث التضخم في العقد اللمفاوية بعد فترة من العملية ففي هذه الحالات قد يكون الورم قد ظهر في العقد اللمفاوية. ولا يعني ذلك بالضرورة أن العقد مصابة بالورم فقد تكون عقداً ارتكاسية أو التهابية ناتجة عن أسباب أخرى.
يتوجب في هذه الحالات إجراء المزيد من الفحوص لمعرفة فيما إذا كان هناك نكس للورم، وخصوصاً المسح الذري باليود المشع وتحليل الثايروغلوبولين في الدم. إذا أظهرت الفحوص أن العقد مصابة فيمكن في معظم الحالات تخريبها من خلال المعالجة باليود المشع. ولا حاجة لإجراء عملية جراحية ثانية عادة إلا في نسبة قليلة من الحالات.
نعم. على الرغم من أن مرض السل قد أصبح نادر الحدوث إلا أنه لا يزال يشاهد أحياناً في العقد اللمفاوية في الرقبة. وفي هذه الحالة تصيب جراثيم السل العقد اللمفاوية وتتكاثر فيها مما يؤدي إلى تضخمها. وتؤدي هذه الحالة إلى كبر في حجم العقد اللمفاوية يمكن أن يترافق أو لا يترافق مع الألم. وعادة لا تكون لدى المريض أي إصابة أخرى في الجسم وتكون الرئة سليمة ولا توجد فيها إصابة بالسل.
يحتاج تشخيص المرض عادة إلى استئصال عقدة لمفاوية كاملة وفحصها في المختبر. وبالتالي لا بد عند الاشتباه بالمرض من إجراء عملية جراحية صغيرة لاستئصال إحدى العقد المصابة بشكل كامل ووضع التشخيص بشكل مؤكد. ولا يوجد حالياً فحوص أخرى يمكن أن تؤكد التشخيص باستثناء عينة العقدة اللمفاوية، كما لا يمكن سحب عينة من العقد المصابة وفحصها في المختبر لأن مثل هذه العينات لا تكون كافية لتشخيص السل.
لا يعتبر المرض خطيراً، ولكنه قد يحتاج إلى المعالجة لفترة طويلة. تعالج هذه الحالة عادة بواسطة الأدوية ولا تحتاج إلى عملية جراحية، حيث تؤدي الأدوية إلى انكماش العقد على المدى الطويل. ولكن العلاج يجب أن يعطى عادة لعدة أشهر حسب درجة الإصابة وحسب ما يرى الطبيب المشرف على العلاج. وتعالج الإصابة بالسل من قبل الطبيب الاختصاصي بالأمراض الباطنية.