الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-08
يعتبر تورم أو انتفاخ الجرح بعد العملية الجراحية من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تحدث بعد أي عملية جراحية. أنا الدكتور فراس الصفدي، أرحب بكم في موقعي الإلكتروني وأدعوكم إلى قراءة هذه المقالة الموثقة بالصور عن تورم الجرح بعد العمليات الجراحية، وذلك من خلال خبرة طويلة في التعامل مع الجروح ومشاكلها.
قبل تحديد المعالجة اللازمة لانتفاخ الجرح ينبغي معرفة سبب التورم، حيث أن هناك ستة أسباب يمكن أن تؤدي إلى انتفاخ الجرح بعد العمليات: وذمة الجرح والأنسجة، أو التهاب الجرح، أو تجمع الدم، أو تجمع المصل، أو تجمع الدهن المتنخر، أو الفتق الداخلي. وفيما عدا الوذمة الطبيعية التي قد تشاهد بعد العملية، فإن الأسباب الأخرى تعتبر غير طبيعية وتحتاج عادة إلى علاج.
من الصعب على الشخص العادي تمييز سبب التورم، فالموضوع يحتاج إلى خبرة ويتم عادة من قبل الطبيب الجراح. وحتى الطبيب نفسه قد لا يتمكن أحياناً من تحديد السبب من خلال فحص الجرح فقط، حيث قد يحتاج إلى إجراءات أخرى، مثل تصوير الجرح بالأمواج فوق الصوتية، وفتح جزء من الجرح لرؤية السوائل المتجمعة بداخله وتحديد طبيعتها.
ينتج الورم الدموي عن حدوث نزف بداخل الجرح مما يؤدي إلى تجمع الدم تحت الجلد. يؤدي الورم الدموي إلى انتفاخ الجرح مع حدوث بعض الألم، وتظهر كدمات زرقاء حول منطقة الجرح عادة. وقد تخرج قطرات من الدم على الضماد. يحتاج الورم الدموي إلى فتح جزء من الجرح للسماح بخروج الدم المتجمع. وفي بعض الحالات يمكن سحب الدم المتجمع بواسطة الإبرة بدون فتح الجرح. ولكن في حالات أخرى قد يستوجب الأمر إجراء عملية ثانية لإيقاف النزف إذا كان مستمراً.
يحدث الورم المصلي بسبب تجمع السوائل اللمفاوية في الأنسجة. وهو يؤدي إلى انتفاخ في منطقة الجرح بدون احمرار أو ألم شديد. ويعالج الورم المصلي عادة من خلال سحب الماء من الجرح بواسطة الإبرة. وفي كثير من الأحيان يعود الماء للتجمع مرة أخرى حيث يستوجب إعادة السحب، أحياناً لعدة مرات إلى أن تجف السوائل تماماً. وفي حالات نادرة يحتاج الأمر إلى عملية ثانية لتنظيف الجرح الداخلي ووضع أنابيب لتصريف السوائل.
يعتبر تنخر النسيج الدهني من المضاعفات الأخرى التي تحدث في الجروح، حيث تتجمع سوائل دهنية ناتجة عن تميع الدهون تحت الجلد. وتصريفها يحتاج كذلك إلى فتح جزء من الجرح نظراً لأن سحبها بواسطة الإبرة غير ممكن نظراً للزوجة السوائل. أما الفتق الداخلي في الجرح فيحدث حين تنفتح الخياطة الداخلية، وهو يحتاج حتماً إلى إعادة الخياطة مرة أخرى. أخيراً فإن التورم قد يشاهد في جروح العمليات القديمة بسبب الالتهابات الناتجة عن الخيوط الدائمة أو التليفات النسيجية.
وتنطبق نفس المعلومات المذكورة في هذه الصفحة على جرح الولادة القيصرية. ونفس هذه الأسباب جميعها يمكن أن تؤدي إلى تورم جرح العملية القيصرية. ويعالج انتفاخ جرح الولادة القيصرية بنفس الطريقة بعد تحديد السبب المسؤول عن ذلك.
يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول تورم الجرح والأسباب المختلفة التي تؤدي لحدوثه. وأنوه إلى أن حدوث التورم في جرح العملية أو خروج السوائل من الجرح هي من المشاكل التي تحتاج إلى التقييم المباشر من قبل الطبيب، فهذه الأمور تحدث بسبب عدة أسباب كما هو موضح في المقالة. ولا يمكن التمييز بين الأسباب المختلفة وتحديد العلاج المناسب إلا بعد التقييم المباشر.
تابع القراءة، فلا يزال هناك الكثير من المعلومات والصور المفيدة في الأسفل!
هناك ستة أسباب تؤدي إلى حدوث التورم في جرح العملية الجراحية بعد الخياطة:
يكون تورم الجرح بعد العملية طبيعياً حين يكون ناتجاً عن الوذمة الطبيعية المشاهدة في الأنسجة والتليف المرافق لعملية الشفاء. في هذه الحالة يكون التورم خفيفاً ومحدوداً في منطقة الجرح، وتكون المنطقة المحيطة بالجرح عادة قاسية.
ولا يكون هناك ألم مزعج أو احمرار شديد أو مفرزات تخرج من الجرح. ويعتبر وجود اللون الوردي الخفيف مع الخدر أو الوخز الموضعي من الأعراض الطبيعية التي تترافق مع وذمة الجرح.
وأكثر ما يشاهد التورم الطبيعي في الجروح التي تكون في الجزء السفلي من الجسم، مثل تورم جرح العملية القيصرية أو جرح عملية الفتق الإربي، أو جروح الساق والقدم.
إذا كان التورم طبيعياً وبسيطاً ولم يكن ناتجاً عن مشكلة في الجرح فهو في معظم الأحيان لا يحتاج إلى علاج. وفي الحالات الشديدة يمكن اللجوء إلى بعض الوسائل البسيطة مثل تبريد منطقة الجرح بواسطة كيس من الثلج واستخدام مسكنات الألم ومضادات الوذمة.
ويفيد رفع منطقة الجرح إلى الأعلى حين يكون ذلك ممكناً. مثلاً في جروح الساق ينبغي رفع الطرف السفلي على وسادتين أو ثلاثة عند الاستلقاء. وفي جروح الذراع يمكن عند الجلوس وضع الذراع على عدة وسائد بحيث تصبح بمستوى القلب حيث يسرع ذلك تحسن الوذمة. يمكن كذلك أن تفيد الأربطة الضاغطة في تخفيف الوذمة في منطقة الجرح، بشرط ألا تضغط بشكل كبير وتعيق التروية الدموية.
إن تمييز سبب التورم في الجرح بعد الخياطة أو انتفاخه بعد العملية هو أمر اختصاصي ويحتاج إلى خبرة كبيرة بالجروح ومضاعفاتها. ولكن بشكل عام قد تفيد القواعد التالية في تمييز السبب:
على الرغم من المعلومات المذكورة في السؤال السابق، إلا أنه من الصعب عادة على غير الخبراء تمييز سبب التورم في الجرح. وفي الكثير من الحالات لا يكون تمييز السبب بهذه البساطة، ويحتاج ذلك إلى إجراء الفحص من قبل الاختصاصي، وأحياناً إلى فتح جزء من الجرح لفحص السوائل المتجمعة بداخله.
وحتى الطبيب العادي قد لا يتمكن من تمييز هذه الحالات، وإنما يحتاج ذلك إلى الفحص من قبل الجراح المتخصص. ويفضل أن يجرى الفحص لدى الطبيب الذي أجرى العملية، فهو أفضل من يعرف تفاصيل حالتكم ويحدد الطريقة الأمثل للتعامل مع المشكلة.
إذا كنت تعاني من تورم في الجرح فينبغي عليك مراجعة الطبيب مباشرة في الحالات التالية:
حين يكون هناك تورم في الجرح فإن الطبيب سيقوم عادة بواحدة أو أكثر من الخطوات التالية:
الورم المصلي هو تجمع الماء في الجرح. وفي الواقع فإن ما يتجمع في الجرح ليس الماء العادي وإنما المصل أو السوائل اللمفاوية. والسوائل اللمفاوية أو المصلية هي سوائل تتدفق من الأنسجة بشكل مستمر عبر أوعية صغيرة تدعى باسم الأوعية اللمفاوية.
وعند إجراء العملية الجراحية قد تنقطع بعض هذه الأوعية الدقيقة، مما يؤدي إلى انقطاع مسار السوائل المصلية وتجمعها بداخل الجرح.
يحتاج الورم المصلي عادة إلى السحب بواسطة الإبرة. يقوم الطبيب بتعقيم الجلد وإدخال إبرة معقمة وسحب السوائل. وهنا يظهر السحب وجود سوائل صفراء صافية مما يؤكد التشخيص.
يستمر الطبيب بالسحب إلى أن يتم إفراغ السوائل بشكل كامل. بعد ذلك يتم وضع ضماد ضاغط على منطقة العملية للوقاية من تجمع السوائل مجدداً.
في بعض الأحيان يعود الورم المصلي للتشكل مرة أخرى بعد عدة أيام من السحب. وهنا يتوجب إعادة السحب مرة أخرى إذا أصبح حجم الورم المصلي كبيراً. وليس من النادر أن يتم تكرار السحب بالإبرة لعدة مرات ولعدة أسابيع إلى أن تجف السوائل تماماً.
للأسف أنه لا يمكن الإجابة على هذا السؤال. في بعض المرضى يكفي سحب السوائل مرة واحدة فقط وبعد ذلك لا تعود السوائل للتجمع مرة أخرى. في البعض الآخر يكون السحب ضرورياً لعدة مرات. وأحياناً قد يحتاج جفاف السوائل بشكل كامل إلى شهرين أو ثلاثة. ولذلك لا يمكن هنا توقع فترة الشفاء، وإنما يتم في كل مرة سحب السوائل والمراقبة.
إذا كانت السوائل تعود في كل مرة للتجمع بشكل سريع وبنفس الكمية السابقة بعد سحبها بواسطة الإبرة فهذا يعني أنه قد تشكل جوف داخلي تحت الجرح بحيث يفرز السوائل بشكل مستمر.
وفي هذه الحالة قد يحتاج المريض لإجراء عملية ثانية بسيطة لمعالجة هذه الحالة. وهنا يتم فتح الجرح القديم وغسيله وتجريفه من الداخل بشكل جيد ثم توضع أنابيب في الجرح (درنقة أو مفجر) لسحب السوائل إلى الخارج. وقد تترك هذه الأنابيب لفترة طويلة بعد العملية تصل إلى أسبوعين أو ثلاثة حتى تجف السوائل بشكل كامل.
من خلال مراقبة كمية السوائل والفترة الفاصلة بين جلسات السحب. إذا كانت السوائل تحتاج في كل مرة إلى فترة أطول حتى تتجمع وكانت الكمية تقل مع الوقت فهذا يعني أن الحالة غالباً سوف تشفى من خلال السحب المتكرر.
لنقل مثلاً أن الطبيب سحب في المرة الأولى حوالي 50 مل، وبعد أربعة أيام تجمعت السوائل مجدداً فقام بسحب 30 مل. وبعد عشرة أيام من ذلك تجمعت كمية أخرى فقام بسحب 15 مل. في هذه الحالة تتناقص الكمية مع الوقت وتستغرق السوائل فترة أطول حتى تتجمع، وهذا يعني أن كمية الإفراز تقل وبالتالي فإن المشكلة سوف تشفى لوحدها مع الوقت. أما إذا كانت كمية الإفرازات ثابتة فعلى الأغلب أن المشكلة لن تشفى إلا بالحل الجراحي.
إذا كان المريض لديه زيادة في الوزن ويمتلك طبقة دهنية سميكة تحت الجلد، فإن هذا النسيج الدهني سيكون بعد العملية معرضاً للتميع والتحول إلى سائل. وذلك لأن هذا النسيج يعتبر حساساً وسريع العطب بعد التعرض للرض الجراحي. وفي هذه الحالة يعاني المريض بعد العملية من حالة التنخر الدهني أو النخرة الشحمية. وهنا تتجمع السوائل داخل الجرح بسبب تفكك النسيج الدهني الموجود تحت الجلد.
تؤدي النخرة الشحمية في الجرح إلى انتفاخ وتورم الجرح بشكل خفيف، وقد يشعر المريض بالثقل أو الامتلاء بدون وجود آلام شديدة. كما أن الجلد حول الجرح لا يكون محمراً أو لامعاً كما في حالة الالتهاب.
وفي بعض الحالات تتدفق السوائل من طرف الجرح أو منتصفه. وتتميز السوائل في هذه الحالة أنها تكون صفراء اللون ودهنية المظهر، ولكنها لا تكون بيضاء مثل الصديد ولا تمتلك أي رائحة، مما يساعد في تمييز هذه الحالة عن التهاب الجرح.
تحتاج هذه الحالة إلى فتح جزء من الجرح للسماح بخروج المفرزات الدهنية من المسافة تحت الجلد. سيقوم الطبيب بإزالة جزء من الخيوط من طرف أو منتصف الجرح وفتح الجرح بشكل جزئي بحيث تخرج السوائل المتجمعة. وبعد ذلك سينظف الجرح ويتركه مفتوحاً ويضع عليه الضماد. يتم تبديل الضماد بشكل يومي ويسمح للجرح بأن يشفى لوحده بشكل تدريجي.
الفتق الداخلي هو انفتاح الطبقات الداخلية من الجرح مع بقاء خياطة الجلد سليمة مما يؤدي إلى خروج الأحشاء وتجمعها تحت الجلد وبالتالي حدوث الانتفاخ في الجرح.
يحدث الفتق الداخلي بسبب انفتاح الخياطة الداخلية التي تمسك الطبقات العضلية ببعضها البعض. وهناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة:
يؤدي الفتق الداخلي إلى انتفاخ في منطقة الجرح. يكون هذا الانتفاخ عادة طرياً وينتج عن خروج الدهن أو الأحشاء وبقائها تحت الجلد. يظهر الانتفاخ بالوقوف والكبس ويزول بالاستلقاء، ويمكن عادة إعادة الانتفاخ إلى الداخل من خلال الضغط بالأصابع. وفي حال وجود تباعد في حواف الجرح فإن الفتق الداخلي قد يترافق مع خروج سوائل ومفرزات وردية اللون بكمية كبيرة من الجرح الجلدي بحيث تبلل الضماد.
ليس بالضرورة. ذكرت في هذه الصفحة العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تورم أو انتفاخ في الجرح، وليس كل انتفاخ ناتج عن انفتاح في الخياطة حتى لو كان المريض يعاني من السعال. وبطبيعة الحال فإن تحديد سبب التورم يحتاج إلى الفحص الطبي.
إن الفتق الداخلي في جرح العملية الجديدة هو حالة عاجلة تستدعي إجراء الفحص الطبي الفوري لدى الجراح، وهي تتطلب في معظم الحالات إجراء تداخل جراحي لإعادة الخياطة مرة أخرى.
في بعض الأحيان يشفى الجرح بشكل كامل بعد العملية الجراحية بدون أي مشاكل. ولكن بعد عدة أشهر أو أحياناً سنوات من العملية يظهر تورم في الجرح. وهناك عادة ثلاثة أسباب يمكن أن تؤدي إلى هذه المشكلة:
من الصعب عادة على غير المختصين تحديد السبب في هذه الحالة، وينبغي حتماً إجراء الفحص الطبي لدى الجراح لتحديد سبب الانتفاخ الموجود لديكم. ويفضل هنا المتابعة مع نفس الجراح الذي قام بإجراء العملية. ويمكن الاستعانة بالمعلومات الموجودة في الأسئلة أدناه لمحاولة التوجه للسبب المحتمل. ولكن الفحص الطبي هو أمر أساسي لتأكيد سبب المشكلة.
على الأغلب أن هناك التهاباً داخلياً في الجرح بسبب أحد الخيوط المستعملة في العملية السابقة. في هذه الحالة تصل الجراثيم إلى أحد الخيوط الداخلية الموجودة تحت الجلد وتؤدي إلى حدوث التهاب موضعي، مما يؤدي إلى التورم والاحمرار والألم في بقعة معينة من الجرح، عادة في زاوية الجرح.
وهذه الحالة تحتاج عادة إلى فتح الجزء الملتهب من الجرح وتنظيفه مع إزالة الخيوط القديمة، ويتم ترك الجرح مفتوحاً بحيث يحدث الشفاء الطبيعي. ويتم التعامل مع هذه الحالات كما ذكرنا في مقالة التهاب الجروح.
في بعض المرضى يمكن أن يحدث تليف متأخر في الجرح بسبب النمو المفرط للأنسجة المتجددة. وفي هذه الحالة يعاني المريض بعد أشهر من العملية من انتفاخ وقساوة مع بعض الألم عند الضغط أو الحركة.
وهذه الحالات تعالج عادة بالمراقبة حيث يمكن أن تتحسن مع الوقت، ولكن بعضها قد يحتاج إلى استئصال الأنسجة المتليفة إذا كانت الأعراض مزعجة.
هذه الأعراض نموذجية لوجود الفتق الجراحي. والفتق الجراحي هو تمزق في الخياطة الداخلية بسبب ضعف الأنسجة (عادة في العضلات) مما يؤدي إلى خروج الأحشاء أو الدهون الداخلية إلى المنطقة تحت الجلد.
وهنا يظهر في الجرح انتفاخ طري عند الكبس أو الوقوف، ويعود الانتفاخ إلى الداخل عند الضغط عليه بالأصابع أو عند الاستلقاء. ويحتاج تأكيد التشخيص إلى الفحص الطبي وأحياناً إلى التصوير الشعاعي اللازم. وهذه الحالات تحتاج عادة إلى عملية جراحية لإصلاحها.