1. الرئيسية
  2. مضاعفات ومشاكل الجروح
  3. آلام الجرح بعد العمليات الجراحية

آلام الجرح بعد العمليات الجراحية

الكاتب: د. فراس الصفدي   -   آخر تعديل: 2019-12-08

أنا الدكتور فراس الصفدي أرحب بكم في موقعي الإلكتروني ويسرني أن أحدثكم في هذه المقالة عن آلام الجروح التي يمكن أن تحدث بعد العمليات الجراحية، سواءً في الفترة الحادة بعد العملية أو في الحالات المزمنة على المدى الطويل.

آلام الجروح بعد العمليات الجراحية
من الطبيعي أن أي عملية جراحية سوف تؤدي إلى بعض الألم. ومن حسن الحظ أن الكثير من مسكنات الألم متوفرة حالياً للسيطرة على الألم الحاد بعد العمليات. أما الألم المزمن فله الكثير من الأسباب حيث يتم التعامل معه بشكل مختلف.
Image credit: licensed from freepik© for Doctor-Firas.com, with modification

بعد أي عملية جراحية سيشعر الإنسان ببعض الألم في منطقة العملية. يعتبر هذا الأمر طبيعياً ومتوقعاً في معظم الأحيان، ويتحسن سريعاً خلال الأيام الأولى بعد العملية. وقد يستمر المريض بالشعور ببعض الألم أو الوخز في منطقة العملية عند الجهد، ولعدة أشهر بعد العملية. ولكن آلام الجروح قد تنذر أحياناً بوجود مشكلة معينة بعد العملية، حيث تستوجب المتابعة الطبية حين تكون الآلام شديدة أو تترافق مع أعراض عامة أخرى في الجسم.

إذا استمر الألم المزعج لمدة تتجاوز ستة أشهر بعد العملية على الرغم من عدم وجود أي مضاعفات جراحية فهو يدعى عندها بالألم المزمن بعد العمليات الجراحية. تنتج الكثير من هذه الحالات عن مشكلة في الأعصاب التي تسير في منطقة الجرح، أو عن تليف الأنسجة الداخلية، وخصوصاً حين يتم زرع أجسام أجنبية غريبة مثل الشبكات. على الرغم من ذلك ففي الكثير من الحالات لا يمكن العثور على أي سبب واضح لهذا الألم.

حين يشكو المريض من الألم المزمن بعد العملية فيجب إجراء فحص طبي دقيق للتأكد من عدم وجود مضاعفات متأخرة ولتحديد طبيعة الألم ومكانه. بعد ذلك يتم اقتراح المعالجة اللازمة من بين مجموعة واسعة من مسكنات الألم المتوفرة. تحتاج الكثير من هذه الحالات إلى ما يدعى بالمسكنات العصبية، وهي أدوية قوية مسكنة للألم من خلال تأثيرها المباشر على الأعصاب. كما تفيد المعالجات البديلة مثل العلاج الفيزيائي والمعالجات السلوكية. وفي حالات نادرة يستوجب الألم المزمن إعادة استكشاف الجرح.

يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول الآلام الحادة والمزمنة بعد العمليات الجراحية.

الألم بعد العمليات الجراحية الحديثة

أشكو من الألم في الجرح بعد العملية الجراحية فهل هذا طبيعي؟

من الطبيعي أن يشعر المريض بدرجة من الألم في الجرح الخارجي والداخلي بعد العملية، حيث ينتج الألم عن أذية الأنسجة وتنبيه الأعصاب التي تسير في الجلد والأنسجة الداخلية. ولكن هذه الآلام تكون عادة خفيفة ومحتملة وقابلة للمعالجة.

وينبغي على المريض ألا يتحمل الآلام المبرحة بعد العملية، وإنما أن يخبر الطاقم الطبي بشكل واضح بأنه يشعر بالألم وأن يطلب المعالجة اللازمة.

أما بعد الخروج من المستشفى فيجب على المريض الالتزام بالعلاج بمسكنات الألم بشكل منتظم. وقد تحدثت عن هذه الأمور بالتفصيل في مقالة المعالجة بمسكنات الألم بعد العمليات الجراحية.

متى تكون الآلام بعد العملية غير طبيعية؟

تكون الآلام التي تحدث بعد العمليات الجراحية غير طبيعية حين تنطبق عليها واحدة أو أكثر من الصفات المذكورة أدناه. وفي هذه الحالة يجب إجراء الفحص الطبي الدقيق لتحديد سبب المشكلة ومعالجتها:

  • حين يكون الألم المزعج موجوداً حتى عند الراحة والاستلقاء ويمنع المريض من النوم.
  • حين تكون الآلام شديدة وتؤدي إلى الأنين أو الصراخ.
  • حين تبقى الآلام على الرغم من تقديم المعالجة القصوى بمسكنات الألم.
  • حين تترافق الآلام مع تبدلات مرضية في الجرح مثل تورم الجرح أو إفرازات الجرح.
  • حين تترافق الآلام مع أعراض عامة مثل الألم البطني أو الحمى أو الإقياء.
التهاب واحمرار وتورم الجرح بعد العملية الجراحية
يعتبر التهاب الجرح من أشيع أسباب حدوث الألم في الجرح. يترافق الالتهاب مع سخونة موضعية وتورم واحمرار شديد في منطقة الجرح وما حوله. حين تشعر بالألم في جرح العملية وتشاهد ما يشبه هذه الصورة فعليك استشارة الطبيب!
Image credit: modified from Miguel Saavedra on FreeImages (CC0)

أجريت عملية جراحية منذ شهر ولا يزال هناك ألم في الجرح فهل هذا طبيعي؟

نعم. تبقى آلام الجروح عادة لفترة تطول أو تقصر بعد العملية الجراحية، حيث تختلف بشكل كبير حسب نوع العملية وحجمها. وإن الصفة المميزة لآلام الجروح الطبيعية هي أنها تتحسن بشكل تدريجي مع الوقت.

فحين يقول المريض بأن الألم الذي يعاني منه الآن هو خفيف مقارنة بما كان عليه قبل أسبوعين مثلاً فهذا يعني أن الأعراض تتحسن تدريجياً مع الوقت وهذا الأمر طبيعي. أما حين لا يكون هناك تحسن واضح في الألم مع مرور الوقت فقد تكون هناك مشكلة معينة تحتاج إلى التشخيص الطبي.

أجريت عملية جراحية منذ شهر وأشعر بألم في الجرح عند المشي فهل هذا طبيعي؟

نعم. تعتبر آلام الجروح بعد العمليات شائعة عند الحركة والمشي وبذل الجهد، وذلك لأنها تترافق مع تقلص العضلات وتحرك أعضاء الجسم في منطقة العملية. وتتميز هذه الآلام الطبيعية بأنها تتحسن مع الوقت، ولكن عادة على مدى فترة طويلة، وذلك حسب نوع العملية الجراحية.

على سبيل المثال تترافق عملية الفتق الإربي مع الألم والشد في منطقة العملية، والذي يستمر لأسبوع أو أسبوعين. وبعد ذلك تتحسن الأعراض ويحدث الألم والانزعاج فقط عند المشي والوقوف.

قد تبقى هذه الأعراض لفترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر وتتحسن تدريجياً. وبعد ذلك لا يحدث الألم إلا عند بذل الجهد مثل الركض أو حمل الأشياء. وقد تبقى مثل هذه الآلام لمدة سنة أو أكثر بعد العملية.

الألم المزمن بعد العمليات الجراحية

ما المقصود بالألم المزمن بعد العمليات الجراحية؟

تستخدم تسمية الألم المزمن بعد العمليات الجراحية لوصف الألم المستمر والمزعج في منطقة الجرح وما حولها على الرغم من حدوث الشفاء الكامل ومرور ستة أشهر بعد العملية الجراحية، وبدون وجود أي تفسير طبي واضح للألم.

ويعني ذلك أن المريض قد خضع لإجراء العملية الجراحية وشفي بشكل كامل بدون حدوث مشاكل أو مضاعفات معينة، ومرت ستة أشهر بعد العملية ولا يزال المريض يعاني من آلام شديدة ومزعجة في منطقة الجرح.

ما هي الحالات التي لا تدخل تحت نطاق الألم المزمن بعد العمليات الجراحية؟

بناءً على التعريف المذكور في السؤال السابق فإن الحالات التالية لا تصنف تحت عنوان الألم المزمن بعد الجراحة:

  • وجود الألم في الجرح خلال الأسابيع الأولى بعد العملية، حيث يعتبر ذلك طبيعياً ومتوقعاً وتتحسن هذه الآلام عادة مع الوقت.
  • حدوث الألم بوجود التهابات مزمنة أو اضطراب في شفاء الجروح أو مضاعفات جراحية معينة، حيث من الطبيعي أن يبقى الألم إلى أن تحدث عملية الشفاء الكامل.
  • وجود الآلام الخفيفة أو الوخزات العابرة التي تحدث بشكل متردد في منطقة العملية، ومثل هذه الأعراض طبيعية وقد تستمر أحياناً لسنة أو أكثر في بعض المرضى.

خضعت لإجراء عملية منذ سنة وتحدث لدي وخزات خفيفة من وقت لآخر فهل هذا طبيعي؟

نعم هذا طبيعي. تعتبر الأعراض الحسية الخفيفة في مكان العمليات الجراحية طبيعية، وهي تشمل مثلاً الشعور بالآلام الخفيفة أو الوخزات أو الحرقان أو الخدر أو اضطراب الإحساس الموضعي، وخصوصاً عند التعب أو بعد المجهود العضلي.

مثل هذه الأعراض تكون ناتجة عن اضطراب عمل الأعصاب الصغيرة في منطقة العملية، وهي تتحسن عادة بشكل بطيء بعد العملية حيث تحتاج إلى سنة واحدة وربما أكثر. ولا حاجة لإعطاء أي علاج حيث يحدث التحسن لوحده عادة.

تحدث وخزات في جرح العملية بسبب إصابة الأعصاب الصغيرة تحت الجلد
يحتوي الجلد على أعصاب دقيقة وصغيرة جداً لا يمكن مشاهدتها أثناء العملية. بعض هذه الأعصاب ينقطع أثناء فتح الأنسجة مما يؤدي إلى ألم ووخزات في الجرح بعد العملية. وعلى المدى الطويل قد تتعرض هذه الأعصاب للتخريش المزمن، مثلاً بسبب تشكل الندبة الليفية أو بسبب انضغاطها بفعل الخيوط الدائمة أو لغير ذلك من الأسباب. ويؤدي ذلك إلى حدوث الألم المزمن في منطقة العملية وما حولها.
Image credit: modified from BruceBlaus on Wikimedia (CC BY-SA 3.0)

خضعت لإجراء عملية منذ سنة وأعاني من ألم شديد في مكان العملية فهل هذا طبيعي؟

لا. من غير الطبيعي على الإطلاق أن تستمر الآلام الشديدة لعدة أشهر بعد العملية. قد تكون الآلام شديدة أو مزعجة متوقعة خلال الأسبوع الأول وحتى نهاية الشهر الأول بعد العملية، ولكن بعد ذلك ينبغي أن يحدث التحسن التدريجي وأن يلاحظ المريض تحسناً في شدة الألم خلال أيام أو أسابيع.

أسباب الألم المزمن بعد العمليات الجراحية

ما هي أسباب الألم المزمن بعد العملية؟

هناك عدة أسباب يمكن أن تؤدي إلى حدوث الألم المزمن بعد العمليات الجراحية:

  • الآلام العصبية: تعتبر مشاكل الأعصاب من الأسباب الشائعة للآلام المزمنة في الجروح. والسبب هو إما حدوث انقطاع أو إصابة في أحد الأعصاب المسؤولة عن الإحساس، أو اشتمال أحد الأعصاب بالخياطة الداخلية مما يؤدي إلى انضغاطه بالخيوط، أو نمو الأعصاب بعد العملية بشكل غير طبيعي مما يجعل سطحها معرضاً للتخريش بداخل الندبة.
  • التليف المزمن في الجرح: تترافق بعض العمليات مع تليف في الأنسجة الدهنية والداخلية بحيث تتشكل ندبة داخلية سميكة. وهذا التليف يضغط على الأعصاب موضعياً مما يؤدي إلى حدوث الألم المزمن.
  • زرع الأجسام الأجنبية: يكون احتمال حدوث الألم المزمن أكبر عند زرع الأجسام الأجنبية، مثلاً عند استخدام الشبكة في عملية فتق السرة، حيث تؤدي الأجسام الأجنبية إلى تخريش الأعصاب.
  • الحالات مجهولة السبب: هناك الكثير من حالات الألم المزمن بعد العمليات التي تبقى مجهولة السبب ولا يمكن العثور على تفسير واضح لها.
ألم بعد عملية الفتق الإربي
تعتبر الآلام المزمنة من المشاكل التي يمكن أن تحدث بعد عمليات الفتق الإربي. في هذه العملية يتم زرع شبكة صناعية لدعم عضلات البطن (تظهر في الصورة بلون أزرق). تندخل الشبكة في الأنسجة وتؤدي إلى تليف وقساوة فيها مما قد يخرش الأعصاب التي تمر من هذه المنطقة. وقد يؤدي ذلك إلى آلام في منطقة العملية وما حولها.
Image credit: modified from BruceBlaus on Wikimedia (CC BY-SA 4.0)

هل يمكن أن يكون الألم المزمن ناتجاً عن مشكلة موضعية؟

نعم. قد يكون الألم المزمن ناتجاً عن مشكلة معينة مرتبطة بالعملية نفسها. على سبيل المثال قد يخضع المريض لعملية فتق إربي ويعاني بعد ذلك من آلام مزمنة لسنتين في منطقة العملية، قبل أن يكتشف بأن سبب الآلام في الواقع هو عودة الفتق مرة أخرى بعد العملية.

كمثال آخر يشكو بعض المرضى من آلام مزمنة لعدة أشهر في الجروح، ولدى إجراء الفحص الطبي يتبين بأن هناك التهاب داخلي مع تجمع محدود للسوائل ضمن الأنسجة مسؤول عن هذه الآلام.

ولذلك قبل أن نقول بأن المريض يعاني من ألم مزمن في الجرح يجب إجراء الفحص الطبي اللازم للتأكد من عدم وجود مشكلة معينة مسؤولة عن هذه الآلام.

هل الألم المزمن بعد العمليات شائع الحدوث؟

تختلف نسبة حدوث هذه المشكلة بشكل كبير جداً حسب الكثير من العوامل، والعامل الأهم في ذلك هو نوع العملية الجراحية التي خضع لها المريض. ففي العمليات الصغيرة تكون هذه النسبة قليلة جداً، وتصل إلى نصف المرضى أو أكثر في العمليات الكبيرة مثل عمليات تبديل المفاصل وجراحة القلب والرئة.

نسبة حدوث الألم المزمن في الجرح بعد العمليات الجراحية المختلفة
تختلف نسبة الآلام المزمنة بعد العمليات الجراحية حسب نوع العملية التي يخضع لها المريض، فهي تكون في بعض العمليات أكثر شيوعاً من العمليات الأخرى. وكما يشاهد في هذه الرسوم البيانية فإن من غير الشائع حدوث الألم المزمن في جرح الولادة القيصرية. أما عمليات بتر الأطراف فهي تترافق مع أعلى نسبة لحدوث الألم بعد العمليات. الأرقام هي النسبة الوسطية لحدوث الألم حسب دراسة كبيرة شملت حوالي 10 ملايين مريض في الولايات المتحدة وبريطانيا.
Image credit: Doctor-Firas.com (CC BY 4.0), based on data from Macrae WA: Chronic post-surgical pain: 10 years on. Br J Anaesth. 2008;101(1):77–86. 10.1093/bja/aen099

أشكو من آلام مزمنة بعد العملية الجراحية فهل هو خطأ طبي؟

غالباً لا. في بعض العمليات الجراحية تكون هناك أعصاب كبيرة معينة تعبر في منطقة العملية، حيث يقوم الجراح بالانتباه إليها وحمايتها. ولكن الآلام المزمنة التي تحدث عادة بعد العمليات تنتج عن تخريش الأعصاب الصغيرة التي تسير في الأنسجة الجلدية.

وهذه الأعصاب الرفيعة لا ترى عادة خلال العملية ولا يمكن للجراح أن يميزها. وبالتالي مهما بذل الجراح جهده في إجراء العملية وكانت العملية الجراحية متقنة، إلا أن الآلام المزمنة بعد العمليات يمكن أن تحدث أحياناً.

معالجة الألم المزمن بعد العمليات الجراحية

لدي ألم مزمن بعد العملية فما الذي يجب أن أفعله؟

الخطوة الأولى أمام أي حالة ألم مزمن بعد العملية هي إجراء الفحص الطبي. يفضل إجراء الفحص لدى الطبيب الذي قام بإجراء العملية، والذي يعرف تفاصيل حالة المريض وما الذي تم إجراؤه في العملية الأولى.

يقوم الطبيب بفحص منطقة العملية ويسأل المريض عن طبيعة الألم ومكانه بالضبط، ويحاول أن يحدد علاقته بالأعصاب التي تعبر في منطقة العملية. والهدف الأساسي من الفحص هو التأكد من عدم وجود سبب موضعي معين يؤدي إلى الألم.

كيف يعالج الألم المزمن بعد العمليات؟

هناك خياران لمعالجة الألم المزمن بعد العمليات الجراحية:

  • العلاج المُحافظ: والذي يعتمد على الأدوية والمعالجة الفيزيائية والموضعية وتقنيات معالجة الألم.
  • العلاج الجراحي: والذي يتم اللجوء إليه في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للعلاج المُحافظ.

ما هي المسكنات التي تستخدم في معالجة الألم؟

يتم عادة البدء باستخدام مسكنات الألم الشائعة العادية كما ذكر في مقالة المعالجة بمسكنات الألم بعد العمليات الجراحية. ويتم تحديد نوع الأدوية المستخدمة وجرعاتها من قبل الطبيب.

ويحتاج العلاج عادة لمتابعة الطبيب بشكل منتظم لإجراء تعديلات في العلاج المحدد من فترة لأخرى. في حال عدم الاستجابة لهذه الأدوية يتم اللجوء إلى المسكنات العصبية.

ما هي المسكنات العصبية؟

المسكنات العصبية هي أدوية تكبح عمل الأعصاب وتؤدي إلى تخفيف الآلام المزمنة الناتجة عن انضغاط الأعصاب أو اضطراب عملها في منطقة العملية.

وهناك عدة أنواع من هذه المسكنات مثل Pregabalin أو Carbamazepine أو Citalopram. وهذه المسكنات لها عدة استخدامات في أمراض عصبية أخرى مثل الصرع أو الاكتئاب. وتستخدم أيضاً في تسكين الآلام العصبية.

ويعتبر استخدام هذه الأدوية حساساً ويحتاج ضبط جرعتها وتعديلها إلى التنسيق المباشر مع الطبيب. وكثيراً ما تكون فعالة في السيطرة على الآلام العصبية المزمنة بعد العمليات.

حبوب مسكنة لمعالجة الألم العصبي المزمن في جروح العمليات
يعتبر دواء بريغابالين (Pregabalin) المعروف تجارياً باسم ليريكا (Lyrica) من الأدوية الحديثة التي يمكن أن تفيد في معالجة الآلام المزمنة بعد العمليات الجراحية عند عدم القدرة على تحديد سبب الألم بشكل واضح. ينبغي عدم استخدام مثل هذه الأدوية إلا بوصفة من الطبيب، وهي تتوفر بجرعات مختلفة، حيث لا يسمح باستخدامها وإيقافها إلا بشكل تدريجي حسب ما يحدد الطبيب، وإلا فإن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات جانبية.
Image credit: Acdx on Wikimedia (CC BY-SA 3.0)

ما هي المعالجات الموضعية البديلة التي تفيد في تلطيف الألم؟

هناك وسائل علاجية موضعية مختلفة يمكن أن تفيد في معالجة الألم المزمن. يتم تطبيق هذه المعالجات عادة من قبل الأطباء الاختصاصيين بمعالجة الألم، وهو من التخصصات القليلة التي تدخل تحت مجال التخدير وتسكين الألم.

ومن هذه الوسائل نذكر التمارين والمعالجة الفيزيائية، والحقن المتكرر للمواد المخدرة الموضعية في مكان الألم، وتقنيات الوخز بالإبر والتحريض الكهربائي للأعصاب، والمعالجات السلوكية والنفسية.

متى يكون الاستكشاف الجراحي مفيداً في الآلام المزمنة بعد العمليات؟

ترتكز معالجة الألم المزمن بعد العمليات الجراحية على الإجراءات المُحافظة، وينبغي أن لا يؤخذ الاستكشاف الجراحي بعين الاعتبار إلا في حالات خاصة جداً.

يتم اللجوء إلى الاستكشاف الجراحي حين تظهر خصائص الألم والفحص الدقيق لمكان الألم بأن هذا الألم يحدث في منطقة يغذيها عصب معين يمر في منطقة العملية القديمة، أي حين تشير الصفات السريرية للألم إلى أن هذا الألم ناتج على الأغلب عن مشكلة في أحد الأعصاب في منطقة العملية، وذلك حين لا يستجيب الألم على الإجراءات المذكورة أعلاه.

في هذه الحالة قد يكون من المبرر استكشاف منطقة العملية جراحياً مرة أخرى من خلال فتح الجرح واستئصال الأنسجة المتندبة وربط الأعصاب التي قد تكون مسؤولة عن الألم.

أشكو من الألم المزمن في الجرح وأرغب بإجراء عملية ثانية لحل الموضوع فهل تنصحني بذلك؟

المشكلة هي أن بعض حالات الألم المزمن قد لا تتحسن حتى بعد الاستكشاف الجراحي، والعملية الجراحية لا تضمن حدوث الشفاء في هذه الحالات. وإن استئصال الأنسجة المتندبة وربط الأعصاب في هذه الحالة قد لا يضمن تحسن الألم بعد العملية.

ولذلك فإن هذه العمليات يجب ألا تجرى إلا في حالات خاصة جداً وبعد تجربة جميع الوسائل العلاجية الأخرى المتوفرة. ويجب على المريض أن يعرف بأن النتائج لن تكون مضمونة، فربما يزول الألم بشكل كامل أو يتحسن جزئياً، وربما يبقى كما كان عليه قبل العملية.

د. فراس الصفدي
اسمي فراس الصفدي وأنا طبيب سوري متخصص بالجراحة العامة والبطنية والتنظيرية وأعمل حالياً في ألمانيا. أشرف على هذا الموقع الإلكتروني منذ عام 2010 وأهتم بنشر المعلومات الطبية الموثقة والحديثة في مجال تخصصي. يمكنك قراءة المزيد عني في سيرتي الذاتية.

لا تنسى الاطلاع على جميع مقالات الجروح!