الكاتب: د. فراس الصفدي - آخر تعديل: 2019-12-16
أرحب بك أختي الكريمة في موقعي الإلكتروني! أنا الدكتور فراس الصفدي وسوف أشرح لك في هذه المقالة كل ما تحتاجينه من معلومات عن عملية استئصال الثدي والعقد اللمفاوية، بالإضافة إلى المشاكل والمضاعفات التي يمكن أن تحدث بعد هذه العملية، وذلك من خلال خبرتي في إجراء هذه العملية للمرضى على مدى سنوات.
يشكل الاستئصال الجراحي العلاج الوحيد الذي يمكن أن يشفي من سرطان الثدي. يحتاج الاستئصال الناجح للسرطان إلى استئصال كتلة الورم أو استئصال الثدي بشكل كامل، بالإضافة إلى استئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط. وتعتبر هذه العملية من العمليات الجراحية الشائعة وغير الخطيرة، على الرغم من أنها يمكن أن تترافق مع بعض الآثار الجانبية بعد العملية.
قبل العملية يجب إجراء الدراسة الشعاعية والمخبرية الكاملة لتحديد نوع الورم ومرحلته. إذا كان لدى المريضة أمراض سابقة فينبغي كذلك إجراء التحضيرات اللازمة قبل العملية. تجرى العملية تحت التخدير الكامل وتستغرق حوالي ساعتين، حيث يتم إزالة الثدي والعقد اللمفاوية الإبطية، ثم تجرى خياطة الجلد على بعضه بحيث يتم إغلاق الجرح. ويقوم الجراح بترك أنابيب داخل الجرح لمنع تجمع السوائل وسحبها إلى الخارج بعد العملية.
تتعافى المريضة سريعاً بعد العملية عادة. قد يحدث الألم في منطقة الجرح والكتف والذراع وأعلى الصدر، حيث يمكن السيطرة عليه بمسكنات الألم المعتادة. يسمح للمريضة النهوض من الفراش والبدء بتناول السوائل والمأكولات الخفيفة في مساء يوم العملية. ويمكنها العودة إلى المنزل خلال يوم أو يومين بعد العملية. وعادة ما يتم تخريج المريضة مع الأنبوب بحيث تعود لسحبه لاحقاً لدى الطبيب. ويمكن للمريضة مباشرة البدء بالتمارين والعلاج الطبيعي لاستعادة الحركة، كما يمكنها استئناف العمل خلال شهر عادة.
تشمل المشاكل التي يمكن أن تحدث بعد العملية مشاكل الجروح مثل الالتهاب أو تجمع الماء في الجرح، ومشاكل الأعصاب مثل الخدر والتنميل وصعوبة الحركة، وانتفاخ اليد أو الذرع بسبب الوذمة اللمفاوية، وحدوث التصلب والتليف في منطقة الإبط والذراع. وتتحسن هذه الآثار الجانبية عادة بشكل جيد مع الوقت عند التعامل معها بشكل صحيح، وخصوصاً من خلال إجراءات العلاج الطبيعي.
تجدين في المقالة أدناه إجابات على معظم الأسئلة التي يمكن أن تخطر ببالك عن عملية استئصال الثدي والعقد اللمفاوية تحت الإبط في حالات سرطان الثدي. كما تجدين الكثير من المعلومات المفيدة حول هذا الموضوع في المقالات الأخرى ضمن قسم الثدي في هذا الموقع.
استئصال الثدي هو عملية جراحية كبيرة يتم فيها استئصال الثدي بشكل كامل، عادة في حالات سرطان الثدي. وتترافق هذه العملية مع استئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط.
تجرى عملية استئصال الثدي في حالات سرطان الثدي بأنواعه المختلفة. ولكن ليس كل حالة سرطان في الثدي تستوجب استئصال الثدي، فالكثير من الأورام الخبيثة أصبحت قابلة للعلاج من خلال استئصال الورم والعقد اللمفاوية تحت الإبط مع ترك الثدي بدون استئصال. وقد تحدثت عن هذه الأمور التفصيل في مقالة علاج سرطان الثدي في هذا الموقع.
تجريف الإبط هو إزالة النسيج الدهني والعقد اللمفاوية الموجودة في ناحية الإبط (تحت الذراع في مكان اتصالها مع الصدر). ويتم ذلك في نفس العملية، حيث يجرى من خلال نفس الشق الجراحي في حالات استئصال الثدي الكامل، أو من خلال شق آخر صغير تحت الإبط في حالات استئصال الكتلة السرطانية فقط.
وهذا الإجراء هو جزء أساسي من عمليات سرطان الثدي، وذلك لتنظيف العقد اللمفاوية التي قد تكون مصابة بالورم. كما أنه مهم جداً في تصنيف مرحلة الورم من خلال تحليل العقد المستأصلة بعد العملية، وبالتالي تحديد العلاج التكميلي الضروري الذي ستحتاج إليه المريضة.
تقريباً نعم. يعتبر تجريف الإبط جزءاً أساسياً من العملية لشفاء السرطان، وذلك في الغالبية العظمى من مرضى سرطان الثدي. ولكن هناك بعض الحالات القليلة التي لا يكون تجريف الإبط ضرورياً فيها، مثل حالات السرطان المبكر الموضع وبعض الأنماط النادرة من سرطان الثدي.
لا تعتبر عملية استئصال الثدي من العمليات الخطيرة وهي عادة لا تحمل خطورة على الحياة. وعلى الرغم من أنها يمكن أن تترافق مع مضاعفات بعد العملية، إلا أنه هذه المضاعفات عادة ليست خطيرة ويمكن في معظم الأحيان علاجها.
قبل إجراء استئصال الثدي يجب أن تخضعي لعدد من الفحوص لتأكيد تشخيص السرطان وتحديد نوعه ومرحلته. تشمل هذه الفحوص التصوير الشعاعي للثديين بالإضافة إلى سحب عينة من الورم لتأكيد التشخيص. كما تجرى فحوص عامة مخبرية وشعاعية للتأكد من عدم وجود انتشار للمرض في أعضاء الجسم. وقد تحدثت عن هذه الفحوص بالتفصيل في مقالة تشخيص سرطان الثدي.
تتعلق التحضيرات العامة بالحالة الصحية للمريضة مثل العمر والأمراض السابقة وفيما إذا كانت تتناول أي أدوية. وقد تشمل مجموعة من التحاليل المخبرية وتخطيط القلب الكهربائي وغير ذلك من الأمور. وقد تحدثت عن هذه الأمور بالتفصيل في مقالة التحضير للعملية للجراحية.
يجرى استئصال الثدي تحت التخدير الكامل، ولا يمكن إجراء هذه العملية تحت التخدير الموضعي أو النصفي. وللمزيد من المعلومات المفصلة حول البنج العام انظري مقالة التخدير الجراحي وأنواعه في هذا الموقع.
تبدأ العملية بإجراء شق مغزلي في الجلد حول كامل الثدي. بعد إجراء الشق يقوم الجراح بفصل الجلد عن نسيج الثدي باتجاه الأعلى وباتجاه الأسفل. بعد ذلك يعمل الجراح في العمق ويفصل الثدي بشكل كامل عن عضلات الصدر الموجودة تحته. بعد ذلك ينتقل الجراح إلى منطقة الإبط ويقوم بفصل الأنسجة الدهنية والعقد اللمفاوية عن العضلات لاستئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط.
عند الانتهاء من هذه المرحلة يتم إزالة العينة التي تشمل الثدي مع العقد اللمفاوية تحت الإبط. بعد ذلك يقوم الجراح بمعالجة أي نزف في مكان استئصال الثدي من خلال جهاز التخثير الكهربائي. في النهاية سيترك الجراح أنبوباً أو أكثر داخل الجرح. وبعد ذلك يقوم بإجراء خياطة داخلية مكان الثدي ثم خياطة الجلد ووضع الضماد عليه.
نعم. تعتبر الأنابيب ضرورية للغاية بعد عملية استئصال الثدي. والمفجر أو الدرنقة هو أنبوب بلاستيكي رفيع يتم وضعه داخل الجرح وإخراجه عبر الجلد بحيث يكون موصولاً إلى علبة بلاستيكية صغيرة. والهدف منه هو السماح بخروج الدم والسوائل من الجرح لمنع تجمعها داخل الجرح. ويبقى الأنبوب عادة لعدة أيام بعد عملية استئصال الثدي. ووجوده عادة غير مؤلم رغم أنه قد يكون مزعجاً قليلاً، وخاصة عند الحركة والتنقل.
تبلغ مدة عملية استئصال الثدي مع تجريف الإبط حوالي ساعتين. تذكري أنك ستكونين نائمة خلال العملية، وبالتالي فلن تشعري بالوقت الذي قضيته تحت التخدير! تذكري أيضاً أن هذه الفترة هي مدة العملية الجراحية، أي منذ البدء بإجراء الشق الجلدي وحتى الانتهاء من خياطة الجرح. ونظراً لأنك ستبقين في قسم العمليات لبعض الوقت قبل العملية وأيضاً خلال فترة الإنعاش بعد العملية، فإن الفترة الإجمالية التي تقضيها هناك قد تصل إلى ثلاث ساعات أو أكثر.
طبعاً. إن أي عينة تستأصل من الجسم يجب أن يتم إرسالها إلى التحليل النسيجي. والغاية من ذلك في حالات سرطان الثدي هي التأكد من نوع السرطان الموجود لدى المريضة بالإضافة إلى دراسة العقد اللمفاوية الإبطية وتحديد عدد العقد المصابة والعقد السليمة، لأن هذا العدد يؤثر على المعالجة التي ستتلقينها بعد العملية.
تعتبر عملية استئصال الثدي من العمليات الكبيرة نسبياً التي تشمل مساحة كبيرة من سطح الجسم، ولا بد من أن يحدث بعض الألم بعد العملية. ولكن هذه العملية الجراحية لا تعتبر من العمليات المؤلمة جداً، والألم الذي يحدث بعدها أقل من العمليات الأخرى الكبيرة مثل عمليات البطن أو عمليات المفاصل. ويمكن عادة تسكين الألم بدون مشاكل من خلال المعالجة بمسكنات الألم.
يمكنك عادة البدء بتناول الماء مباشرة بعد الصحو من العملية إن لم يكن هناك غثيان أو إقياء. وإذا كانت الأمور جيدة ولا توجد مشاكل فيمكنك تناول وجبة خفيفة في مساء يوم العملية. أما في الصباح التالي فيمكنك تناول الإفطار بشكل طبيعي تماماً.
ستكونين قادرة عادة على النهوض من السرير والمشي بمجرد الصحو الكامل، عادة خلال حوالي 6 ساعات من العملية. وقد يؤدي تحريك الذراع في جهة العملية إلى بعض الألم عند الحركة، ولذلك فإن عليك ألا ترددي في طلب المسكنات لدى الشعور بالألم.
إن العامل الذي يحدد بقاء المريضة في المستشفى بعد عملية استئصال الثدي وتجريف الإبط هو سحب الأنبوب الموجود داخل الجرح. ينبغي ترك الأنبوب إلى أن يتوقف خروج السوائل عبره وبعد ذلك يتم سحبه، وإلا فإن السوائل سوف تتجمع بداخل الجرح. ولذلك فإن مدة البقاء في المستشفى تختلف حسب السياسة المتبعة في المستشفى أو من قبل الطبيب في التعامل مع هذا الأنبوب.
معظم الأطباء يرسلون المريضة إلى المنزل مع الأنبوب. وفي هذه الحالة تبقى المريضة في المستشفى بعد عملية استئصال الثدي لمدة يوم واحد إلى يومين، حيث يمكنها بعد ذلك العودة إلى المنزل. وتقوم بمراجعة الطبيب لاحقاً ليتم سحب الأنبوب. من جهة أخرى فإن بعض الأطباء يتركون المريضة في المستشفى إلى أن تتوقف السوائل عن الخروج، وبعد ذلك يتم سحب الأنبوب وإرسال المريضة إلى المنزل. وقد يستغرق ذلك فترة تصل إلى أسبوع.
حين تعودين إلى المنزل سيكون الجرح مغطى بضماد من الشاش. وعليك سؤال الطبيب عن الطريقة الأنسب للعناية بالجرح حسب التقنية المستخدمة في خياطة الجرح وإغلاقه. وهنا ينبغي السؤال عن التوقيت المناسب لتبديل الضماد ومتى يمكن كشف الجرح والاستحمام. وقد تحدثت عن هذا الموضوع بشكل مفصل جداً في مقالة العناية بالجرح بعد العملية الجراحية.
في معظم الأحيان سيقوم الجراح بإرسالك إلى المنزل مع الأنبوب، حيث يتوجب أن يبقى لعدة أيام بعد العملية حتى لا تتجمع السوائل في الجرح. عليك أن تحصلي على جميع التعليمات الضرورية للتعامل مع الأنبوب من الجراح. وسيطلب الجراح رؤيتك لاحقاً لسحب الأنبوب والاطمئنان على الجرح.
وعادة ينبغي عليك الاهتمام بنظافة الأنبوب والوقاية من تعرضه للشد أو السحب. كما يجب إفراغ العلبة أو الكيس البلاستيكي الموصول إليه بشكل يومي مع تسجيل كمية السوائل التي تخرج يومياً. عادة يمكن سحب الأنبوب حين تصبح كمية السوائل اليومية أقل من 30 ميلي ليتر.
تتركز المعالجة التالية للعملية على مسكنات الألم، والتي قد تكون متعددة، بالإضافة إلى مضادات الوذمة. ويجب أن تأخذي هذه الأدوية والمسكنات بشكل منتظم وليس فقط عند الشعور بالألم. ستشعرين ببعض الألم والقساوة في منطقة العملية خلال الأيام التالية للعملية، وقد تشاهدين لوناً أزرق حول الجرح. وهذه الأعراض طبيعية بعد العملية حيث تتحسن على المسكنات ومضادات الوذمة. أما المضادات الحيوية فهي بشكل عام غير ضرورية بعد عملية استئصال كتلة من الثدي ولا حاجة لتناولها.
يعتمد ذلك على نوع العمل الذي تمارسينه. ولكن عادة ما ستكونين قادرة على العودة إلى الأعمال الخفيفة خلال أربعة أسابيع على الأكثر من العملية. وبإمكانك كذلك ممارسة النشاطات المختلفة (بما في ذلك الرياضة) خلال حوالي شهر واحد من العملية. المزيد من المعلومات في مقالة النقاهة بعد العمليات الجراحية.
نعم. هناك عدة مصادر للعلاج الطبيعي يمكن أن تفيدك في ممارسة التمارين بعد عملية استئصال الثدي. على هذا الرابط يمكنك تحميل كتيب مفيد من 30 صفحة يحتوي على شرح للتمارين اللازمة بعد العملية. المصدر هو موقع أفكار العلاج الطبيعي.
كمايمكنك في الروابط أدناه مشاهدة أفلام فيديو توضيحية حول التمارين والحركات التي يتوجب إجراؤها، وذلك حسب الفترة المنقضية بعد العملية:
يفضل. تعبر جلسات العلاج الطبيعي بإشراف الخبراء في هذا المجال مفيدة للغاية في تسريع الشفاء واستعادة الحركة والوظيفة الطبيعية بعد عمليات سرطان الثدي.
نعم. تعتبر الرياضة مفيدة للغاية بعد جراحة سرطان الثدي لأنها تساعد المريضة على العودة للحياة الطبيعية وعلى تقوية الجسم واستعادة اللياقة. ويمكن بعد أسبوعين من إجراء الجراحة البدء بممارسة الركض. وبعد حوالي شهر ونصف يمكن ممارسة السباحة والألعاب الرياضية الأخرى الخفيفة، وذلك بشرط عدم إجهاد الذراع في جهة العملية.
يمكن استئناف الجماع مباشرة بعد العودة إلى المنزل طالما كانت الأمور جيدة ولا توجد أعراض مزعجة لدى المريضة. وفي حال وجود ألم أو صعوبة في الحركة فيمكن الانتظار حتى مرور أسبوع كامل بعد العملية.
تشمل المضاعفات أو المشاكل التي يمكن أن تحدث بعد عملية استئصال الثدي كلاً مما يلي:
نعم. يتم في هذه العملية فصل نسيج الثدي عن العضلات المتوضعة تحته، مما يؤدي إلى ألم يشمل الأنسجة الهيكلية في المنطقة. ويمكن أن يشمل الألم منطقة واسعة حول الجرح باتجاه الأعلى والأسفل، وليس فقط جرح العملية نفسه. هذه الأعراض طبيعية وتبقى أحياناً لعدة أسابيع بعد العملية وتتحسن تدريجياً لتختفي مع الوقت. وتفيد المعالجة بمسكنات الألم في تلطيف الأعراض عند اللزوم.
ربما يكون هناك التهاب في الجرح وربما تكون هناك أسباب أخرى، فهناك عدة حالات تؤدي إلى خروج إفرازات من الجرح. وللمزيد من التفاصيل أنصحك بقراءة مقالة إفرازات الجرح بعد العملية الجراحية في هذا الموقع.
نعم. عند استئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط يتم قطع بعض الأعصاب الصغيرة التي تسير عبر منطقة الإبط. هذه الأعصاب تغذي مناطق مختلفة من الجلد في منطقة الإبط وأعلى الصدر. وعند انقطاع هذه الأعصاب فإن ذلك سيؤدي إلى حدوث درجة من الخدر في هذا الجزء من الجلد. يمكن لهذه المشكلة أن تتحسن مع الوقت، ولكنها تحتاج إلى فترة طويلة تصل إلى أشهر عادة، نظراً لأن الأعصاب لا تنمو إلا ببطء شديد.
نعم. إن الألم الذي يحدث عند الحركة في منطقة الكتف يجعل المريضة تتجنب تحريك الذراع إلا عند الضرورة. بالإضافة إلى ذلك فإن الأعصاب المسؤولة عن حركة العضلات في منطقة الكتف قد تتأثر بسبب العملية الواسعة في المنطقة.
والنتيجة هي اضطراب وصعوبة في حركة العضلات مما يؤدي خلال أسابيع إلى قساوة في مفصل الكتف، والتي قد تترافق أيضاً مع بعض الألم في المفصل. تحتاج هذه الحالات إلى العلاج الفيزيائي المكثف، وفي حال عدم معالجتها بشكل صحيح فقد تؤدي إلى قساوة دائمة في مفصل الكتف مع ضمور في عضلات أعلى الذراع.
يشير تورم اليد أو الذراع بعد عملية سرطان الثدي مع تجريف الإبط إلى حالة الوذمة اللمفاوية. تحدث هذه المشكلة بسبب تجمع السوائل في الذراع بسبب انقطاع الأوعية اللمفاوية المسؤولة عن سحب السوائل منها. وهي من المضاعفات الشائعة بعد عمليات الإبط. إذا كان لديك انتفاخ في اليد أو الذراع فعليك أن تقرئي مقالة الوذمة اللمفاوية في الذراع بعد عمليات الثدي، فهي تحتوي على معلومات هامة جداً حول التعامل مع هذه المشكلة.
نعم. هذه الأعراض هي من المشاكل الشائعة بعد استئصال الثدي وتجريف الإبط حيث تحدث لدى بعض المرضى، وهي تدعى متلازمة الحبل الإبطي.
تشعر المريضة بحبل مشدود من منطقة الإبط وباتجاه الذراع، ويؤدي ذلك إلى الألم والانزعاج مع صعوبة تحريك الساعد. وقد يترافق أيضاً مع الشعور بالخدر والتنميل في الجهة الداخلية من الذراع وأعلى الصدر ومنطقة الإبط. تحدث هذه المشكلة عادة بعد أيام إلى أسابيع من العملية، ويمكن أن تستمر لعدة أسابيع وحتى أشهر في بعض الحالات. وهي ليست خطيرة أو مهددة للحياة.
لا يزال سبب هذه الحالة التي تحدث بعد تجريف الإبط غير معروف بشكل واضح. تحتوي منطقة الإبط على نسيج دهني ولمفاوي وأوعية دموية. وبعد العملية تتعرض هذه الأنسجة للتصلب بسبب ارتشاح السوائل فيها، ويمتد هذا التصلب إلى الأسفل مع الأوعية الدموية على طول الجهة الداخلية للذراع. ومن المعتقد أن هذه التبدلات هي التي تؤدي إلى متلازمة الحبل الإبطي.
يعتمد علاج هذه الحالة على العلاج الطبيعي والفيزيائي، حيث يتم إجراء تمارين خاصة لشد الذراع والأنسجة إلى أن تستعيد الذراع حركتها الطبيعية. ويتم هنا فتح الذراع بأقصى قدر ممكن بشكل متكرر بحيث تتمطط الأنسجة المشدودة. كما يفيد تمسيد منطقة التصلب بشكل متكرر بواسطة اليد الأخرى بهدف المساعدة على تحلل النسيج الندبي وتلينه. ويفضل تطبيق هذه المعالجات بإشراف المعالج الفيزيائي.
بالإضافة إلى ذلك يمكن تناول مسكنات الألم العادية ومضادات الوذمة عند اللزوم. كما يفيد تطبيق الكمادات الدافئة على منطقة التصلب والتوذم بهدف إرخاء الأنسجة. تتحسن هذه المشكلة عادة بشكل تدريجي خلال أسابيع أو أشهر، وهي تزول بشكل كامل في الغالبية العظمى من الحالات.
نعم. بعد استئصال العقد اللمفاوية تحت الإبط تنقطع الأوعية اللمفاوية الصغيرة التي تأتي من الذراع إلى داخل الصدر، مما يؤدي إلى تسرب السائل اللمفاوي داخل منطقة الجرح. وإن الغاية من ترك الأنبوب في الجرح هي تصريف هذه السوائل. ولذلك يتم تخريج المريضة إلى المنزل مع الأنبوب بحيث يبقى موجوداً إلى أن تجف السوائل.
تتفاوت الفترة اللازمة لتوقف خروج السوائل بشكل كبير من مريضة لأخرى. في بعض الحالات يتوقف خروج السوائل تماماً خلال ثلاثة أيام. في البعض الآخر قد يحتاج ذلك إلى عدة أسابيع بعد العملية. والفترة الوسطية تبلغ حوالي عشرة أيام إلى أسبوعين.
ولذلك إذا مرت أربعة أسابيع على العملية ولا تزال السوائل تخرج عبر الأنبوب فعليك ألا تستغربي فهذا الأمر طبيعي وشائع الحدوث. ويجب حتماً ترك الأنبوب إلى أن تصبح كمية السوائل قليلة جداً ويمكن سحب الأنبوب بدون مشاكل.
يسحب الأنبوب حين تبلغ كمية السوائل اليومية 30 ميلي ليتر أو أقل. أما قبل ذلك فينصح بترك الأنبوب وعدم سحبه، وذلك لأن سحب الأنبوب باكراً يمكن أن يؤدي إلى تجمع السوائل في الجرح.
في الواقع لا يوجد أي علاج أو إجراءات معينة تفيد في إيقاف خروج السوائل. الشفاء مرتبط بانغلاق الأوعية اللمفاوية الصغيرة داخل الجرح، الأمر الذي يحتاج إلى عدة أسابيع في بعض الأحيان. وكل ما يمكن فعله هنا هو الانتظار إلى أن يتوقف خروج السوائل لوحده.
في بعض الأحيان تجف السوائل التي تخرج عبر الأنبوب فيقوم الطبيب بسحب الأنبوب بشكل طبيعي. وقد يحدث وأن تستمر الإفرازات الداخلية بشكل خفيف بعد ذلك مما يؤدي إلى تجمع الماء بداخل الجرح وحدوث تورم في الجرح. تدعى هذه الحالة بالورم المصلي بعد تجريف الإبط، وهي من المشاكل الشائعة بعد العملية. ويمكن للطبيب تشخيص هذه الحالة ببساطة بمجرد إجراء الفحص.
وهناك حالات أخرى يمكن أن تؤدي إلى انتفاخ الجرح، والتي تم الحديث عنها بالتفصيل في مقالة تورم الجرح بعد العملية الجراحية. ولكن الورم المصلي يبقى هو السبب الأكثر شيوعاً على الإطلاق بعد عمليات سرطان الثدي.
يحتاج العلاج في هذه الحالة إلى سحب السوائل من الجرح بواسطة الإبرة. يتم إدخال إبرة عادية عبر الجلد وسحب السوائل الموجودة في الداخل إلى أن يتم إفراغها بشكل كامل. قد تتجمع السوائل مرة أخرى بعد السحب، ولذلك يتوجب على المريضة أن تعود مرة أخرى لإجراء الفحص خلال أسبوع على الأكثر. وفي حال تجمع السوائل مجدداً فإن ذلك يحتاج إلى إعادة السحب مرة أخرى.
يمكن أن يحدث ذلك في بعض المرضى، حيث تعود السوائل للتجمع عدة مرات بعد السحب. وفي هذه الحالة ينبغي الاستمرار بالسحب ومراقبة كمية السوائل في كل مرة. إذا كانت كمية السوائل في كل مرة أقل من المرة السابقة فهذا يعني أن نزح السوائل يخف ويتحسن. ويمكن عندها الاستمرار بسحب السوائل.
أما إذا كانت الكمية ثابتة أو تزداد فإن حل هذه المشكلة قد يحتاج أحياناً إلى إجراء عملية ثانية بسيطة، وذلك من خلال فتح جزء من جرح العملية وتنظيف الجوف المتشكل تحت الجلد بالإضافة إلى وضع أنابيب فيه ثم خياطة الجلد. وبعد ذلك يتم ترك الأنابيب لعدة أسابيع إلى أن يتوقف خروج السوائل تماماً.