1. الرئيسية
  2. أمراض وجراحة الثدي
  3. أسباب سرطان الثدي

أسباب سرطان الثدي: هل لديك أحد هذه الأسباب؟

الكاتب: د. فراس الصفدي   -   آخر تعديل: 2019-12-16

أرحب بك أختي الكريمة في موقعي الإلكتروني! أنا الدكتور فراس الصفدي ويسرني أن أقدم لك في هذه المقالة معلومات مفصلة عن أسباب سرطان الثدي، وهو السؤال الذي يطرح كثيراً من قبل المريضات حول هذا الموضوع.

اسباب سرطان الثدي
يعتبر هذا الشريط الوردي الرمز العالمي لسرطان الثدي. وتعود فكرة هذا الرمز إلى الأمريكية شارلوت هاي التي كانت مصابة بالمرض، فضلاً عن إصابة والدتها وجدتها. قامت شارلوت في تسعينات القرن العشرين بصناعة الآلاف من هذا الشريط في منزلها وربطت به بطاقة توعية بمرض سرطان الثدي ثم قامت بتوزيع الآلاف منه على النساء في مدينتها. وهكذا أصبح الشريط رمزاً لحملات التوعية بمرض سرطان الثدي.
Image credit: licensed for Doctor-Firas.com from freepik ©

هناك عدة عوامل خطر تؤدي للإصابة بسرطان الثدي، وينبغي على كل سيدة أن تعرف أسباب حدوث سرطان الثدي حتى تتخذ الإجراءات اللازمة للكشف المبكر عن السرطان. ويعتبر التاريخ العائلي للإصابة بالورم من العوامل المهمة جداً، حيث تزداد نسبة الإصابة بوجود المرض لدى قريبات الدرجة الأولى والثانية. يزداد احتمال الإصابة كذلك لدى النساء اللواتي يتأخرن في الحمل والولادة، وحين يكون عدد الحمول والولادات قليلاً، ولدى النساء اللواتي لا يرضعن أولادهن بشكل طبيعي.

للأسف أنه لا توجد حتى الآن وسيلة وقائية أكيدة من سرطان الثدي. ولتخفيف فرصة الإصابة تنصح النساء باتباع حياة صحية قدر الإمكان. يساعد الإكثار من الأغذية الطبيعية والنباتية بأنواعها في تخفيف نسبة الإصابة. تؤدي البدانة إلى زيادة نسبة الإصابة، ولذلك فإن ممارسة الرياضة والمحافظة على اللياقة البدنية تعتبر عامل حماية مهم جداً. يتوجب كذلك تجنب التعرض للعوامل السامة مثل الكحول والتدخين والتلوث.

يمكنك العثور أدناه على إجابات مفصلة على معظم الأسئلة التي قد تخطر ببالك حول أسباب سرطان الثدي وعوامل الخطر التي تساعد على حدوثه.

أسباب سرطان الثدي

ما هي أسباب سرطان الثدي؟

تلعب عدة عوامل معاً دوراً في حدوث سرطان الثدي:

  • العوامل الوراثية والتاريخ العائلي، والذي يعتبر من أهم الأسباب.
  • الحالة الهرمونية للمريضة والذي يعني العمر عند البلوغ وعدد مرات الحمل والولادة وتناول الأدوية الهرمونية.
  • العادات الغذائية والصحية مثل زيادة الوزن والغذاء غير الصحي.
  • وجود أمراض معينة في الثدي تؤهب لتطور السرطان

ماذا تعني عوامل الخطر للإصابة بسرطان الثدي؟

إن فرصة الإصابة بسرطان الثدي لدى أي سيدة مدى الحياة تبلغ حوالي 12%. ولكن بعض السيدات تكون لديهن عوامل أو حالات معينة تؤدي إلى ازدياد نسبة الإصابة بسرطان الثدي مقارنة بغيرهن. وبالتالي فإن عوامل الخطر هي أي عوامل أو حالات تؤدي إلى زيادة فرصة الإصابة بالسرطان لسبب أو لآخر.

لماذا تعتبر عوامل الخطر مهمة؟

حين يكون لدى السيدة عوامل خطر معينة للإصابة بسرطان الثدي فإن هذا يعني أمرين:

  1. يجب أن تقوم السيدة بإجراءات فعالة ودقيقة للكشف عن سرطان الثدي في وقت مبكر في حال حدوثه كما ذكر في مقالة الكشف المبكر عن سرطان الثدي.
  2. يجب اعتبار أن كل شكوى في الثدي هي سرطان حتى يثبت العكس وإجراء الفحوص المناسبة لاستبعاد الأورام الخبيثة أمام أي مشكلة في الثدي.

ما هي عوامل الخطر الهامة للإصابة بسرطان الثدي؟

إن عوامل الخطر الأكثر أهمية للإصابة بسرطان الثدي هي:

  1. وجود قصة إصابة في العائلة.
  2. قلة الحمول والولادات والإرضاع.
  3. تناول مانعات الحمل الفموية.

ما هي العلاقة بين عدد الحمول والولادات وبين سرطان الثدي؟

لقد أظهرت الدراسات أن الحمل والولادة والإرضاع الطبيعي تشكل عوامل حماية من سرطان الثدي. ولذلك فإن السيدة التي لم تحمل ولم ترضع تبدي فرصة أكبر للإصابة بسرطان الثدي مقارنة بالسيدة التي أنجبت عدة أولاد وأرضعتهم بشكل طبيعي. ولذلك إذا ظهرت كتلة في الثدي لدى هاتين السيدتين فإن فرصة أن تكون هذه الكتلة سرطانية هي أكبر في السيدة الأولى مقارنة بالحالة الثانية.

ومن أهم العوامل التي تؤثر على فرصة الإصابة على سرطان الثدي هو عمر الأم عند إنجاب أول أولادها. فاحتمال الإصابة بسرطان الثدي في سيدة أنجبت أول أولادها بعمر 20 سنة هو أقل منه في سيدة أنجبت أول الأولاد بعمر 30 سنة.

هل تؤدي مانعات الحمل إلى سرطان الثدي؟

تؤدي مانعات الحمل إلى زيادة فرصة الإصابة بسرطان الثدي لدى السيدات اللواتي يتناولن هذه الحبوب بشكل مستمر لمدة أكثر من 10 سنوات متواصلة قبل بلوغهن الخامسة والثلاثين من العمر. مثلاً إذا بدأت السيدة بتناول الحبوب المانعة للحمل بسن العشرين واستمرت بذلك حتى سن الأربعين فإن ذلك يؤدي إلى زيادة خفيفة في نسبة الإصابة بسرطان الثدي.

ولكن مانعات الحمل الحديثة تحتوي على جرعات قليلة جداً من الهرمونات وبالتالي فإن تأثيرها على زيادة نسبة سرطان الثدي هو تأثير مهمل. ولكن يفضل عدم تناول هذه الحبوب واللجوء إلى مانعات الحمل الأخرى إذا كانت لديك عوامل خطورة للإصابة بسرطان الثدي، وخاصة وجود قصة عائلية لسرطان الثدي.

هل يؤدي التدخين إلى سرطان الثدي؟

تشير بعض الدراسات إلى احتمال وجود علاقة بين التدخين وبين سرطان الثدي. على الرغم من ذلك فإن هذه العلاقة ليست بتلك القوة كما هو الحال في الأورام الأخرى المعروفة الناتجة عن التدخين، مثل أورام الفم والبلعوم والحنجرة والمري والمثانة.

هل يؤدي التوتر إلى سرطان الثدي؟

لم تثبت أي دراسات وجود علاقة مباشرة بين حالة التوتر أو العصبية أو الصدمات العاطفية وغيرها لدى بعض السيدات وبين فرصة الإصابة بسرطان الثدي.

هل يؤدي الرض على الثدي إلى سرطان الثدي؟

لا. كثير من النساء يكتشفن أنهن مصابات بسرطان الثدي بعد ضربة قوية على الثدي. وفي هذه الحالات لا تكون الضربة هي المسؤولة عن السرطان لأن رضوض الثدي ليس لها علاقة بتطور سرطان الثدي. ولكن ما يحدث عادة هو أن المريضة تقوم بتمسيد منطقة الألم بعد حدوث أي رض على الثدي وبالتالي تكتشف وجود كتلة قديمة لم تكن منتبهة إليها سابقاً، فتفترض خطأ بأن السرطان قد حدث بسبب الضربة التي تعرض لها الثدي.

هل يؤدي ارتداء حمالات الثدي أو استعمال مزيلات التعرق إلى سرطان الثدي؟

هناك معلومات خاطئة منتشرة بين العوام تقول بأن ارتداء حمالات الثدي واستعمال مزيلات التعرق يؤهب للإصابة بسرطان الثدي. وفي الواقع لم تظهر الأبحاث وجود أي علاقة بين السرطان وبين هذه الممارسات.

هل الماموجرام يسبب سرطان الثدي؟

رغم أن التعرض لجرعات كبيرة جداً من الأشعة (كما في الكوارث النووية) يمكن أن يؤهب لتطور سرطانات مختلفة بما فيها سرطان الثدي، إلا أن جرعة الأشعة المستخدمة في التصوير الشعاعي الطبي مثل تصوير الكسور أو الصورة الشعاعية للصدر هي جرعة منخفضة للغاية ولا تؤدي إلى أدنى ضرر، وهي لا تزيد فرصة الإصابة بأي سرطان.

على الرغم من ذلك فإن بعض الأبحاث قد أظهرت بأن إجراء صورة الماموجرام بتواتر كبير وغير مبرر يمكن أن يزيد من احتمال تطور سرطان الثدي في حال وجود استعداد لدى المريضة. وهذا يعني أن صورة الماموجرام يجب أن تجرى بحكمة وفقط عند اللزوم، وأن إجراءات الكشف المبكر والتصوير الوقائي يجب أن تجرى مرة كل ثلاث سنوات فقط وليس أكثر من ذلك، مع اللجوء إلى إجراءات الكشف المبكر الأخرى وأهمها الفحص السريري للثدي.

الوراثة وسرطان الثدي

هل سرطان الثدي وراثي؟

إن معظم حالات سرطان الثدي ليست وراثية. وفي 75% من حالات سرطان الثدي تحدث الإصابة بالمصادفة لدى مريضة واحدة في العائلة وبدون وجود أي عامل وراثي أو تأهب ضمن العائلة. وبالتالي فإن وجود إصابة واحدة في العائلة لا يعني بالضرورة أنك ستصابين.

سرطان الثدي وراثي
يعتبر الاستعداد الوراثي من أهم أسباب حدوث سرطان الثدي. على الرغم من ذلك فإن نسبة الإصابة تكون أعلى فقط في حال وجود عدة إصابات في العائلة، مثلاً إصابة الأم والجدة. ينتقل الاستعداد الوراثي في العائلة بواسطة الكروموزومات أو الصبغيات، وهي عبارة عن جزيئات معقدة جداً موجودة في جميع خلايا الجسم تحمل المادة الوراثية بين الأجيال.
Image credit: licensed for Doctor-Firas.com from freepik ©

أصيبت والدتي بسرطان الثدي فهل سأصاب أنا أيضاً؟

غالباً لا. إذا كانت والدتك قد أصيبت بسرطان الثدي بدون أن توجد إصابة لدى سيدة أخرى في عائلتها، فعلى الأغلب أن حالة سرطان الثدي لدى الأم هي حالة فردية وليست وراثية، وهذا ما يشاهد في أكثر من 75% من حالات سرطان الثدي. وهنا فإن احتمال إصابتك بسرطان الثدي يبقى منخفضاً ومشابهاً لأي سيدة أخرى ليس لديها قصة عائلية.

أما إذا كان سرطان الثدي لديكم وراثياً في العائلة فإن احتمالات الإصابة بسرطان الثدي في حال وجود إصابة لدى الأم تتراوح من 20% إلى 90% حسب نوع الجينات المسؤولة عن الاضطراب الوراثي وحسب درجة القرابة العائلية مع المصابين بالمرض.

ما هي درجات القرابة العائلية؟

تقسم القرابة العائلية إلى درجات على النحو التالي:

  1. القرابة من الدرجة الأولى: تشمل الأم والأخت والبنت.
  2. القرابة من الدرجة الثانية: تشمل الجدة والعمة والخالة.
  3. القرابة من الدرجة الثالثة: تشمل بنات العموم والعمات، وبنات الأخوال والخالات.

متى يعتبر سرطان الثدي وراثي؟

يمكن اعتبار سرطان الثدي وراثياً مع وجود استعداد عائلي للإصابة عند تحقق أحد الشروط التالية:

  • حين تكون هناك إصابة سابقة بسرطان الثدي لدى اثنتيين على الأقل من أقارب الدرجة الأولى أو الثانية في نفس العائلة، مثلاً لدى الأم والخالة، أو لدى الأم والجدة من جهة الأم، أو لدى الأخت والجدة من جهة الأم، أو لدى العمة والجدة من جهة الأب.
  • حين تحدث الإصابة بسرطان الثدي في سن مبكرة لدى إحدى قريبات الدرجة الأولى أو الثانية، أي قبل الأربعين من العمر.
  • حين تكون هناك إصابة عائلية بسرطان المبيض أو الثدي أو القولون لدى ثلاثة على الأقل من أفراد العائلة من الرجال والنساء.

والدتي أصيبت بسرطان الثدي حين كان عمرها 45 سنة فماذا يجب أن أفعل؟

إن الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو حجر الأساس في الشفاء من هذا المرض. ولا تختلف إجراءات الكشف المبكر في هذه الحالة عنها في السيدات الأخريات باستثناء البدء بإجراءات الكشف المبكر في أعمار أقل. وينصح بإجراء أول صورة شعاعية للثدي (الماموجرام) قبل خمس سنوات من عمر الإصابة لدى أقارب الدرجة أو الثانية. وهذا يعني أنه إذا كانت هناك إصابة بسرطان الثدي في العائلة لدى الأم أو الجدة أو الأخت بعمر معين فيجب إجراء أول ماموجرام للثدي قبل خمس سنوات من هذا العمر.

كمثال على ذلك لنفترض بأن والدتك أصيبت بسرطان الثدي حين كان عمرها 45 سنة، فإن عليك هنا البدء بإجراء أول صورة شعاعية للثدي بعمر 40 سنة. وإذا حدثت مثلاً إصابة لدى الأخت بعمر 42 سنة فإن عليك إجراء أول صورة شعاعية للثدي بعمر 37 سنة وهكذا.

أمراض الثدي المختلفة وسرطان الثدي

هل يؤدي التهاب الثدي أو خراج الثدي إلى سرطان الثدي؟

هذه الأمراض هي من الالتهابات الناتجة عن الجراثيم، وبالتالي فهي لا تؤدي إلى حدوث سرطان الثدي. وإذا حدث سرطان الثدي في المستقبل لدى السيدة فهو بمحض الصدفة، حيث لا توجد علاقة سببية بين هذه الالتهابات وبين السرطان.

هل يتحول الورم الغدي الليفي الحميد إلى سرطان الثدي؟

يمكن لبعض الأورام الغدية الليفية الحميدة أن تتحول إلى سرطان الثدي، وذلك في حالات نادرة جداً. ولا يحدث التحول في جميع الأورام، وإنما فقط في الأورام الكبيرة ذات البنية الداخلية المعقدة. ولذلك ينصح باستئصال أي ورم غدي ليفي يتجاوز حجمه 2-3 سم.

هل يتحول الثدي الهاجر إلى سرطان الثدي؟

الثدي الهاجر هو نسيج ثدي طبيعي يوجد في منطقة الإبط، وهو ليس عبارة عن ورم أو مرض في الثدي. ولذلك فإن الثدي الهاجر بحد ذاته لا يتحول إلى سرطان الثدي ولا يعتبر عامل خطر لحدوث سرطان الثدي بنسبة أعلى من باقي النساء. ولكن سرطان الثدي يمكن أن يحدث على حساب أي نسيج تابع للثدي سواءً كان في الثدي نفسه أو باتجاه الإبط.

هل تتحول أكياس الثدي إلى سرطان الثدي؟

تعتبر أكياس الثدي من الحالات السليمة داخل الثدي، فهي ليست عبارة عن أورام أو نمو للأنسجة. وبالتالي فهي لا تتحول إلى سرطان الثدي. وكذلك داء التكيس الليفي في الثدي فهو لا يؤهب لحدوث سرطان الثدي.

الوقاية من سرطان الثدي

ما هو الإجراء الأهم للوقاية من سرطان الثدي؟

في الواقع لا يوجد إجراءات مؤكدة تحمي من الإصابة بسرطان الثدي. ولذلك فإن التركيز على الكشف المبكر عن سرطان الثدي هو أكثر أهمية من الإجراءات التي قد تحمي من سرطان الثدي. وذلك لأن السرطان المكتشف في مرحلة مبكرة هو قابل للشفاء الكامل في أكثر من 95% من الحالات. ولذلك إذا كنت تهتمين بالوقاية من سرطان الثدي فعليك أن تعرفي جميع الإجراءات اللازمة لتحقيق الكشف المبكر عن سرطان الثدي.

ما هي الممارسات الصحية التي يمكن أن تنقص من نسبة الإصابة بسرطان الثدي؟

إن بعض عادات الحياة الصحية تساهم في تخفيف فرصة الإصابة بالسرطان. ومنها نذكر:

  • الغذاء المتوازن: تزداد نسبة سرطان الثدي عند تناول الأغذية الدسمة والبروتينية، بينما تساهم الأغذية النباتية مثل الخضار والفواكه في إنقاص فرصة الإصابة بسرطان الثدي.
  • الرشاقة: تزداد نسبة سرطان الثدي لدى السيدات البدينات، بينما تكون نسبة السرطان أقل لدى السيدات النحيلات والرشيقات، وكذلك لدى السيدات اللواتي يمارسن الرياضة بانتظام.
  • الامتناع عن تناول الكحول: تزداد نسبة سرطان الثدي لدى السيدات اللواتي يتناولن الكحول، وكلما كانت الكمية أكبر كلما كانت فرصة الإصابة بسرطان الثدي أكبر.
د. فراس الصفدي
اسمي فراس الصفدي وأنا طبيب سوري متخصص بالجراحة العامة والبطنية والتنظيرية وأعمل حالياً في ألمانيا. أشرف على هذا الموقع الإلكتروني منذ عام 2010 وأهتم بنشر المعلومات الطبية الموثقة والحديثة في مجال تخصصي. يمكنك قراءة المزيد عني في سيرتي الذاتية.

اقرئي مقالاتي الأخرى حول أمراض وجراحة الثدي!